من أين أتيت وكاهلي تعب
لا النار تسكنه ولا الحطب
وأناملي أوتارها تحجرت
هيهات يوماً في عينيك تصطخب
من أين أتيت وليس يوقظني
عصفور الشادي ونسمة أرض النقب
قد أغلقت الأبواب منذ أعوام
ونوافذي لم تفتقد سحب
وتحطمت في خاطري صور
وتخاطفت دميتي الحجب
إني وإن أمطرتني ديماً
صحراء لا يحفل بها العشب
لا تدقي بابي فما مجيب
هذي التي من خلفه تثب
لكنها فرسي وأعرفها
لا تشتهي أرضاً ولا مدد
ألستون وكيف أجهلها
مذ حلت حرقت كل القصب
لو أن في يدي مكابدة
لاخترت أن يحرقني اللهب
وأمد من نفسي له سبباً
إن مد لي من نفسه سبب
يا أرض ما أتعبت سفري
ماذا إذا قد أتيت والتعب
ماذا إذاحلمت بعاطشة
وسكنني من أصفرها السغب
وترجيت كأسي لترويها
فإذا الذي تدنوه ما رويوا
الستون شيخوختها ألم
والستون شيخوختها كذب
مدي يديكي فأرضي إشتعلت
وزيتونها لو جئته حطب
فتوسدي قلبي فما مطر
هذا الذي حلمت ينسكب
إني إلى عينيك في سفر
وأخاف أن يغتالني الغضب