مُكبّلٌ الأطراف مُفتَعَلُ الخطايا
مُجَيّر الأعراف منبوذ الوجود
مُلصَقُ الأوصاف مرصود النوايا
مُعْدَمُ الإنصاف في سجنٍ بعيد
نزلتُ ضيف السجن
وبين جوانحي
تُهمة الأطفال في قطف الورود
جثت على صدري صلابة صخرة
عند بزوغ الفجر
من رطن الجنود
وفتحت قلبي للعذاب وهوله
ورسمت دربي
خلف قضبان الحديد
إنني أعلى من السجان والقضبان
أعلى من نسيج الحُكْم
والحَكَم اللدود
أطفأتُ في جرحي حريق تألّمي
ودفنت آهاتي في نبض الوريد
بحقده الفظ الغليظ أزجني
السجّان دون دراية ٍبمزيد
من العشرات
السمرُ زوّارٌ لظُلمته
ومن يأتي الظُلُمات إلا الصناديد !!!
وصوته المبحوح يرجو هُدنتي
لما انتقضت لكي أفك قيودي
لم يدر أني بالبراءة أهتدي
لا اقتفي الأسرار في نهجي الوطيد ٍ
لو اقفلوا الأصفاد في عنقي
وجاءوا بحبل الموت فلن أحيد
عن استلال السيف لنيل خبزي
بوجه من يُروّض أبنائي عبيد
أنا ابن حيفا وميعار ويافا
فهل يخاف الوَرْدُ من قفز القرود
أقسمت أن لا ارتدي
ثوبا ًيُحيكوه
فثوبي الطاهر من ارث جدودي
وطنٌ وارضٌ وأصالة لغة
علم ٌيُرفرف مع سجع النشيد
حتى وان أبّدت في سجن يُراوغني
في الغرفة الحمقاء من خلف الحديد
وظلام السجن يهديني بريقاً
لوهج الحقّ في العتم البليد
والقفل سكينٌ يُمزّق خافقي
يسحق أعصابي
لتنشل ّزنودي
وما انسلال النور إلا إشارة
من فرجة الباب
كي أحصى وجودي
نهارٌ اسودٌ لا شمس فيه
وليل بلا قمر يهوى صمودي
صُلِبت ُبحيّز عالمي المكبوت
قهراً!!!
فالصبر للفرج مفتاح أكيد
إنها محطة السجن تفاوضني
فاسألوا :منديلا
عن السجن للرجل الصلب الرشيد