في جولة للصحافيين نظمها مركز إعلام وجمعية حقوق المواطن للقدس بالتعاون مع شبكة "أمين":
الإتفاق بين الصحافيين الفلسطينيين على ضرورة "أنسنة" قضية القدس عبر صفحات الإعلام
وسط عمليات التهويد والإستيطان المستمرة في القدس، والممارسات التعسفية والظلم الإجتماعي بحق المقدسيين عامة وسكان منطقتي سلوان والشيخ جراح خاصة، نظم أمس، الأحد، كل من مركز "إعلام" وجمعية حقوق المواطن بالتعاون مع شبكة "أمين" الإعلامية جولة للصحافيين في سلوان والشيخ جراح.
شارك الجولة العشرات من الصحافيين الفلسطينيين والإسرائيليين والأجانب العاملين في مختلف وسائل الإعلام. انطلقت الجولة من مركز المعلومات "وادي الحلوة"، حيث قامت المحامية نسرين عليان من جمعية حقوق المواطن بالشرح عن الوضع الحالي للسكان الفلسطينيين في سلوان والشيخ جراح مؤكدة أن السكان يعانون من الاجراءات التعسفية اليومية، كهدم المنازل والترحيل والتحقيق والتعرض الجسدي؛ وأوضحت عليان من خلال حديثها أن الممارسات التعسفية والقمعية بحق الفلسطينيين في القدس تأتي في محاولة للمؤسسة الإسرائيلية بترجمة ودعم المخططات التهويدية لجمعيات إستطانية يمينّية كجمعية "العاد".
وتابع المشاركون جولتهم في زيارة لأحياء سلوان أنتهت بلقاء مراد ابو شافع في خيمة البستان، حيث قام بإستعراض مشكلة حي البستان الذي تنوي السلطات تهجير سكانه بهدم 88 منزلا من منازله، لإقامة مشروع الحديقة التوراتية "حديقة الملك"؛ وأستعرض ابو شافع خلال ذلك العديد من المشاكل التي يعاني منها سكان الحي كمشكلة التعليم، حيث يذهب الأولاد إلى مدارس بدون الكتب المدرسية ويحملون في حقائبهم ملابسهم وأغراض منزلية خوفًا من أن يتم هدم منزلهم.
بعد سلوان أنتقل المشاركون الى الشيخ جراح والتقوا ناصر الغاوي، ألذي أرغم على ترك منزله وإخلائه لصالح عائلة يهودية أدعت ملكيتها للمنزل، وقد أعتصم الغاوي أمام منزله مؤكدًا للصحافيين أنه لن يغادر مكان إعتصامه حتى يسترد منزله.
ضرورة "أنسنة" قضية القدس وتخطي البعد الجغرافي والقومي للقضية
وإستكمالا للجولة التقى الصحافيون الفلسطينيون من داخل الخط الأخضر بزملائهم الصحافيين المقدسيين في فندق "الوطني"، حيث جرى نقاش بين الطرفين هدف إلى بحث سبل التعاون بين الصحافيين ونقاش قضية تعامل وتغطية الإعلام الفلسطيني المحلي لقضية القدس.
ورحب خالد أبو عكر، مدير شبكة امين، بالصحافيين، مشددًا على اهمية تكرار مثل هذه اللقاءات لزيادة التعارف والتنسيق والترابط. من جهته أكد د. أمل جمال، مدير مركز اعلام، على أهمية العمل الصحفي بصفته عملا رائدًا وعاملا مهمًا للنهوض وتحقيق آمال الشعب الفلسطيني سواء في القدس، الضفة الغربية أو في الداخل الفلسطيني.
وأضاف: "ان الصحافي يقوم بعمل دؤوب لإظهار الانتهاكات والمعاناة في كافة الاماكن، مشددًا على ضرورة ابراز الامل والرؤى المستقبلية للشعب الفلسطيني"؛ مضيفًا :"ان اهالي الداخل الفلسطيني هم جزء من الشعب الفلسطيني فكلاهما يتعرض لانماط مشابهة من التحكم والسيطرة بهدف الاقتلاع، انما الفرق يكمن في مستوى التنفيذ".
وتطرق جمّال في حديثه الى سعي اسرائيل لتحويل الاراضي الفلسطينية الى "جاتوهات" منفصلة في الوقت الذي تسهل فيه اتصالات الاسرائيليين بعضهم ببعض.
واعتبر جمّال القدس لب الشعب الفلسطيني والقلب النابض له، لذلك يجب توجيه انظار الاعلام لها، مضيفا ان ما يحصل في حي الشيخ جراح وسلوان وبيت لحم، يحزن القلب ويتطلب من القيادات الجماهيرية تطوير جيل جديد قادر على فهم ومواجهة الواقع.
من جهته تحدث احمد صيام عضو مجلس نقابة الصحافيين بإسم النقابة التي انشأت عام 1978، حيث كانت تمثل شعلة العمل الاعلامي والوطني، موضحًا انه تم ضخ الدم في النقابة من جديد بعد تجميد دام 18 عامًا نتيجة الظروف الداخلية والسياسية.
وأضاف: "ان الانتخابات التي جرت مؤخرًا هدفت للمزج بين الجيل القديم والجديد، وشعارها هو" نحو استراتيجية وطنية مهنية ملتزمة حرة"، حيث دعا لصحافة وطنية ملتزمة بالمشروع الوطني الفلسطيني لان الصحفي جزء من الحلم الفلسطيني. وأوضح أن النقابة ستفتتح لها مقرا في مدينة القدس خلال الشهرين القادمين.
بعد ذلك ألقيت مداخلات لصحافيين من القدس ومن داخل الخط الأخضر أجمع المتحدثون فيها على أهمية التواصل وتعزيز علاقات التعاون بين الطرفين وإيلاء قضية القدس ومعاناة مواطنيها أهمية خاصة في تغطيتهم الاخبارية لمجلاتهم وصحفهم ومواقعهم الاخبارية. كما أكدوا على ضرورة "أنسنة" تلك التغطية والدخول في تفاصيل معاناة المواطن المقدسي حيث يتم خلال ذلك تخطي البعد القومي والبعد الجغرافي للقضية والوصول الى البعد الإنساني والمعاناة اليومية لسكان القدس.
وقدمت خلال اللقاء مجموعة من الاقتراحات من بينها اقتراح قدمه المصور الصحافي محفوظ أبو ترك دعا فيه إلى إقامة معارض مشتركة للمصورين من الطرفين؛ فيما استعرضت المصورة الصحافية منى القواسمي من صحيفة القدس تجربتها في مجال العمل الميداني مشيرة إلى ما يعانيه الصحافيون من اجراءات وممارسات الاحتلال.
في حين دعا عدد من الصحافيين من الداخل الفلسطيني نظراءهم المقدسيين إلى مزيد من التعاون فيما يخدم العملية الاعلامية وتغطية ما يجري من أحداث ومن ممارسات اسرائيلية.
وأنتهت جولة الصحافيين في خيمة الإعتصام للنواب المقدسيين المهددين بالإبعاد أمام مقر الصليب الأحمر في الشيخ جراح؛ حيث كان في إستقبال الصحافيين الفلسطينيين كل من وزير شؤون القدس السابق المهندس خالد أبو عرفة؛ النائب أحمد عطون والنائب محمد طوطح الذين رحبوا بالصحافيين مشددين على أن هذه الزيارة لا تعتبر "تضامنًا" إنما مشاركة لأننا ابناء الشعب الواحد؛ وقاموا بالإجابة على توجهات الصحافيين فيما تتعلق بأحوالهم وبالمصالحة الوطنية.