الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 06:01

بهاء رحال يتغزل بحيفا....نحبك يا حيفا!

كل العرب
نُشر: 13/08/10 07:34,  حُتلن: 11:10

نحبك حيفا ولنا فيك كل ما لنا من ذكريات بيتنا العتيق وخبز طابوننا وحقلنا وزرعنا وحتفنا وحقنا المسلوب والمغتصب والمصلوب على خشبة المحتل العابث بكِ وبنا ، وكلانا معاً وقد ضعنا في متاهات الزمن المنكسر ، نبحث عن بعضنا وشكلنا الغريب في دورة زمان اللجوء والمنفى وعلى مسافات الشتات البعيد والقريب ، فكلانا منفيين عن بعضنا وقد أخذتنا صور البطولة بعيداً وتهنا في خضم الصراعات الجانبية والحزبية وفوضى الانقسام والتشتت والضياع ، لنا فيك عشقنا وأغنياتنا وأحلام ذاكرتنا الحية الرافضة لكل أشكال النسيان وسط فوضى الصراعات الكبرى التي حملتها إلينا دول الشر وقوانين القوي والضعيف ومبادئ الخزي والعار التي تعتمدها الأمم في الزمن الحاضر ، وحده تاريخك المدفون شاهداً على حقنا فيك وحقك فينا وأنتي ملح أجسادنا الذائبة في الرمل على شاطئك المرصع بالذهب ، مرفأ عودتنا وأنت عاصمة العواصم وسيدة المدن الشرق أوسطية بوهجك الساطع وقوة احتفاظك بتاريخك وجمالك الدافئ ، لنا فيكِ ما يدحض خرافاتهم وادعاءاتهم ، لنا فيكِ وردة النرجس الكرملية وغابات البرتقال ولنا رائحة أجدادنا المنحوتة بالصخر ولنا كل ما فيكِ من كروم وأشجار وهواء وعنب ، لنا فيكِ ما يفسر شوقنا وحبنا إليك ، لنا أبدية المكان نحن المنسيين في أدراج هيئات الأمم ، المنفيين قسراً وقهراً المشتتين في عواصم العالم ، العائدين ذات يوم بعد أن نضمد جراحنا ونطوي خلافاتنا وتعود للبعض ذاكرته المبتورة ، نحن الحالمين بأرضك كنا أحياءً فوقها أو أموات مدفونون تحت التراب.

نحبك حيفا ولا أجمل منك عروس للبحر وقد إفترقنا زمناً طويلاً واستغرقنا مشوار العودة إليك كل هذه السنوات القاسية من الشتات والمنفى والتشرد ولم نعد بعد لأن حالة الغياب لازالت حاضرة تحاصرنا في كل شيء و تفرض ظلها القاتم علينا وتأسرنا في مخيمات اللجوء التي نقتل بها الف مرة كل يوم ، غيابنا عنك وليس غيابك أنتِ فغيابك مُحال وأنت فينا ونحن فيكِ ، طال زماننا بالعودة إليكِ لكنه الآن إقترب ، ويقترب أكثر من أي وقت مضى .
نحبك حيفا وقد تركنا فيك كل ما لنا ، أحبائنا الذين يعيشون فيك الآن يحرسون ربيعك الدافئ وينتظرون شمس حريتك القادمة كما نحن ننتظر فلسفة الحق أن تتحقق.

مقالات متعلقة

.