أيها المسلمون الصائمون أيّها الناس جميعا: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
من فضائل هذا الشهر الكريم أنّ الأعمال فيه تتضاعف بأعداد معلومة , العشرة بأمثالها إلى سبعمائة ضعف إلاّ الصوم فان الله تعالى قال: وأنا أجزي به. وليس للجزاء به عدد معيّن , الله تعالى هو الكريم وهو الفضيل , يقول تعالى في كتابه العزيز : ( يا أيّها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلّكم تتّقون).
الله تعالى اختص هذا الشهر الفضيل بفريضة الصيام التي هي من أفضل الأعمال المقرّبة إليه سبحانه وتعالى.
ومن أفضليّة هذا الشهر أنه سبب لمغفرة ما تقدّم من الذنوب.وهذا يكمن بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه". وهذا تصديقا بوعد الله بالثواب الجزيل منه سبحانه للصائم.
ومن فضائل هذا الشهر أيضا: الأجر يضاعف والحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف كما ورد في الحديث الشريف " كل عمل بن آدم يضاعف , الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف , قال الله عز وجل "إلا الصوم فأنه لي وأنا اجزي به ". يَدَعُ شهوته وطعامه من أجلي , وللصائم فرحتان , فرحة عند فطره , وفرحة عند لقاء ربه , ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك . وهذا الحديث يدل على عظم فضل الصيام من وجوه عديدة ومنها:
اختصاص الله عز وجل الصوم له تعالى وذلك تشريف للصيام ومزيّة خاصة له دون سائر العبادات والأعمال. والسبب هو بأن الصيام سر بين العبد وربه وهذا السر لا يطّلع عليه أحد إلا الله تعالى ثمّ الصائم . ولو أراد الإفطار دون أن يعلم به أحد لاستطاع ذلك والعياذ بالله. لذلك كان الصيام أقرب إلى الإخلاص من سائر الأعمال والعبادات.
الله تعالى يعطي العبد على قدر كرمه وجوده وهذا يدل على أن الجزاء بغير تحديد ولا احتساب , الله تعالى هو أكرم الأكرمين وأجود الأجودين . وهكذا كما قال تعالى في الصبر: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) , فالصيام صبر على ألم الجوع والعطش, وصبر على طاعة الله بلزوم ذلك, وصبر عن معصية الله تعالى , فالصيام يجمع في أنواع الصبر هؤلاء الثلاثة.
ومن فضائل الصوم أنه صحة كما قال عليه الصلاة والسلام " صوموا تصحّوا " , ومن فضائل الصوم أيضا أنّه وقاية "الصوم جنّة " أي وقاية لصاحبه من اللغو والرفث والآثام. كما بيّن ذلك صلى الله عليه وسلم "وإذا كان صوم يوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فأن سابّه أحد أو قاتله أحد فليقل: إنّي صائم". والمراد بالرفث الفحش ويُطلق كذلك على الجماع ومقدماته.
كل ذلك منهيٌّ عنه في حال الصوم, لذلك كان الصوم وقاية يقي صاحبه من أن يفعل ذلك, والصوم أيضا وقاية من النار كما قال عليه الصلاة والسلام : " إنما الصيام جُنَّة " يستجنّ بها العبد من النار أي يوقي نفسه من النار.
ويقول عليه الصلاة والسلام :" إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنّة وغلّقت أبواب النار وصفّدت الشياطين ". فما علينا إلا أن نقي أنفسنا من وساوس وهمزات الشياطين( وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك ربّ أن يحضرون).
اللهم تقبل صيامنا وقيامنا حتى ننال فضائل هذا الشهر الكريم , لتكون لنا مفتاحا لدخول الجنة من باب الريّان..آمين..آمين.