المحامي جريس بولس:
للانسان املاً واحداً، وهذا الامل هو السعادة
كلنا يبحث عن السعادة في طريقه .... هل هي سراب نركض وراءه عبثاً
الام التي استقرت عواطفها، فلم يعد يقلقها شيء، لانها خلقت عالمها الذي تريده، تشعر بانها ام سعيدة
كلنا يبحث عن السعادة في طريقه .... هل هي سراب نركض وراءه عبثاً، أم هي حقيقة يمكننا إدراكها؟" هل تود ان تعيش سعيداً؟ هل من احد يتردد في ان يحيا سعيداً؟ ولماذا الحياة إذاً اذا لم تكن الغاية فيها السعادة؟ ..... السعادة لنفسك، واهلك، ومحبيك، والناس .....
الطفل لا يتجاوز بسعادته بيته الصغير
سواءٌ عندي ان تكون سعيداً الآن، او ان تطمع في ان تكون سعيداً غداً، او ان كنت سعيداً، ثم حطمت الايام سعادتك فرحت تعيش على اطلال الماضي، دون ان ترجو من الحاضر والغد شيئاً. ولكن، ما هي السعادة التي تنشدها في حياتك؟ يبدو لي ان لكل شخص عالم سعادته الخاص. فالطفل لا يتجاوز بسعادته بيته الصغير، يحنو عليه ابواه، فهو السعيد، في قرارة نفسه وان لم يشعر بنعمة سعادته. والام التي استقرت عواطفها، فلم يعد يقلقها شيء، لانها خلقت عالمها الذي تريده، تشعر بانها ام سعيدة بعالمها، والفتاه التي تترقب ان تقول لها الحياة: "هذا هو قرينك المنتظر" قد تكون سعيدة.
وجودنا الانساني
الكل اوصّوا الانسان بان يكون سعيداً ... ولكن اين يطلب هذا الانسان السعادة، وكيف يحققها؟ ايطلبها من هذا العالم الخارجيّ الطافح بالمفاجآت؟ ام يطلبها في نفسه بالقناعة حيناً، والطموح حيناً؟ ولكن ما اصدق قول القائل احياناً! "السعادة لا تأتي من يفتش عنها، إن من لا يفتشون عنها قد ينالونها غالباً".
ولكن كيف يريد منا هذا القائل ألا نفتش عن السعادة؟
واذا لم نفتش عنها فما هي قيمة وجودنا الانساني إذاً؟
الامل هو السعادة
إن للانسان املاً واحداً، وهذا الامل هو السعادة! ولكن العلًّة في حرماننا السعادة لا تأتي غالباً من بحثنا عنها، إن العلًّة في اننا لا نريد ان نعتبر الواقع، في حياتنا، قبل الخيال، ولا نقدم الممكن على المستحيل، والحاضر على المستقبل، وبعبارة اوضح، لا نريد ان ننسجم مع الحياة التي نحن فيها، فبدلاً من ان نفتش عن سعادة اليوم نفتش عن السعادة التي لا تتحقق ابداً؟
الحياة قصة لا تنتهي
ولا يبعدك عن السعادة مثل اعتقادك بانك محروم من السعادة، بينما تتوهم ان غيرك أحسن حظاً منك. قد يكون، هناك من هو احسن حظاً منك، ولكن لا تتوهم ان احد خلا مما ينغص عليه هناءه وسعادته .... فهذا اب مُوسِر يشكو عُقوق اولاده، او إنطلاقهم في جو لا يرضاه ... وهؤلاء اولاد يشكون عدم إنسجامهم مع حياة البيت الذي هم فيه، وهذا ... وهذا ... ولكل في الحياة قصة لا تنتهي، وفي كل بيت قصة لا تشبه الاخرى! كما انني لا اريد لك سعادة اليأس والرضى بالواقع، لان اليأس معناه الموت والرضى بالواقع دون العمل على تبديله وتحسينه لا يعد إلا ضرباً من ضروب التعفن.
لكي تعيش سعيداً
لن اتركك ايها القارىء قبل ان اهديك هذه الباقة من الافكار، في معنى السعادة للشاعر الالماني "غوتي": "لكي تعيش سعيداً"، إتبع هذه الشروط التسعة:
(1) ليكن لك وفرٌ من الصحة يجعل عملك مقروناً باللذّة
(2) ووفرٌ من المال يسمح لك باقتناء حاجاتك
(3) واجمع قدراً من القوة، لكي تتغلب على الصعاب وتقهرها
(4) وقدراً من العطف لكي تعترف بخطاياك، ولا تعود الى ارتكابها ابداً.
(5) وقدراً من الصَّبر لكي تتألم حتى تبلغ ما تريد.
(6) وقدراً من المحبَّة لكي تجد قليلاً من الخير في قريبك.
(7) وقدراً من الحب لكي تكون نافعاً، ونصيراً للاخرين (8) وقدراً من الايمان، لتتلقَّى قضاء الله بصبر.
(9) وكثيراً من الامل لكي تنقِّي من قلبك القلق والخوف من المستقبل.