الكاتب كارلو سترينجر :
اسرائيل قد تقع تحت تهديد الارهاب الجوي كاطلاق الصواريخ داخل حدودها تستهدف مدنها وسكانها او هجمات بنفس اسلوب 9/11
اسرائيل المسكينة قد تقع تحت تهديدات ومخاطر لفترة قادمة طويلة. ولا يمكن التوصل الى سلام الا اذا تم التطرق الى مجمل التهديدات الواقعية كافة
إذا فشلت المفاوضات فإن موقف عباس ورئيس حكومته فياض سيضعف في الشارع الفلسطيني ولن يؤمن الفلسطينيون بالطرق السلمية بعد اليوم وسيلجئون الى استخدام العنف والهجمات الارهابية
الهجمات على اسرائيل ستقابل برد اسرائيلي عنيف مشابه للذي خاضته ضد قطاع غزة مؤخرا وهذا لن يكون كفيلا باستشاطة الغضب في العالم فحسب بل وسيحرك عرب 48 في داخل حدود اسرائيل لقيام باعمال ارهابية ضد الاحتلال
يكتب كارلو سترينجير في الجارديان مقالة تحليلية لما ستنجم عنه المفاوضات المباشرة بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني, تحت عنوان "بعد ان تفشل المفاوضات السلمية في الشرق الاوسط.
وقد جاء تعليل سترينجير لحكمه القاسي او لربما الواقعي على المفاوضات في بقية مقالته.
يقول سترينجير في مطلع مقالته ان نتنانياهو قد احرز فوزا غير مسبوق اذ استطاع ان يحول الضغط الامريكي في بدء فترة ولاية اوباما بشأن الاستيطان الى ممارسة الضغط على الفلسطينيين وارغامهم المثول وادارة مفاوضات مباشرة مع الاسرائيليين. قد يتوقع نتانياهو كذلك ان تفضي المفاوضات الى الفشل فيربح الكرة بادارة وتبني سياسة الامر الواقع. وقد يعتبر هذا انتصار. الا ان هذ النصر فارغ برأي الكاتب. ويسترسل سترينجير بعرض نظرة نتانياهو التي تتلخص بان اسرائيل المسكينة تقع تحت تهديدات ومخاطر جلل لفترة قادمة طويلة. وانه لا يمكن التوصل الى سلام الا اذا تم التطرق الى كافة ومجمل التهديدات الواقعية والممكنة. ان نتانياهو لن يراهن على التحركات السلمية فحسب ففي نظره انها كافية لطالما لم يضمن بقاء اسرائيل "على قيد الحياة". هذا واحداث العقد الماضي بدء من الانتفاضة الثانية دفع العديد من الاسرائيليين الى تبني مواقف نتنياهو.
الضفة الغربية
الامر الذي يعني ان ثمة اسباب كثيرة وواضحة للاعتقاد بأن مقترحات المركز الشؤون العامة في القدس تعكس اراء نتانياهو خصوصا ان لها علاقة مع نائبه وزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعلون, ومستشارها الامني عوزي اراد. ففي راي هؤلاء التوصل الى اتفاقية على اسس حدود ال67 غير مقبول لانها تعرض امن اسرائيل لمهب من المخاطر والتهديدات لامنها خصوصا من الناحية الشرقية. لذا فان كانت ثمة اتفاقية سلام ستبرم فستكون على اسس امنية فحسب. هذا على الاقل من الجانب الاسرائيلي. وهذا يعني ان على اسرائيل السيطرة على غور الاردن كما بعض المناطق المهمة في داخل الضفة الغربية. يفسر الكاتب هذا بالقول ان اسرائيل تقع تحت تهديد ما اسماه بالارهاب الجوي كاطلاق الصواريخ داخل حدودها تستهدف مدنها وسكانها او هجمات بنفس اسلوب 9/11. الامر الذي يتطلب سيطرة كاملة على الاطار الجوي غربي الاردن. ويؤكد سترينجير ان أي من هذه الادعاءات الاسرائيلية لا يعتبر تهيئا او تخيلا. وان جميعها ذلت مصداقية وواقعية.
ثم ينتقل الكاتب بنا ليعرض نظرة الجانب الفلسطيني. يقول ان بضعا من مواقف عباس لم تتنازل عن العودة الى حدود فلسطين تاريخية. وان كما يقول النقاد ان كثير من الفلسطينيين يرغبون بان تنتهي المفاوضات الى الفشل. فسيقوم عباس بطرح حلوله وسيطالب الفلسطينيون بالمواطنة في اسرائيل لتكون غالبية فلسطينية ديموغرافية في حدودها. وليحوز عباس على بعض الدعم على اتفاقية الحل النهائي عليه ان يجني ثمار غنية ومعتبرة كضمان سيادة فلسطينية على القدس الشرقية وعلى القدس القديمة والاماكن المقدسة. وحتى مع هذه الشروط فسيكون مستعصيا عليه ان يسوق الاتفاقية التي سيبرمها مع الاسرائيليين.
وعلى صعيد الحدود التي ستقوم عليها الدولة الفلسطينية فيواجه عباس مهمة مستحيلة. لذا فانه يواصل مطالبته بتوضيح الحدود قبل بدء المفاوضات. خصوصا وان مقترحات نظيره الاسرائيلي تتعدى حدود 67 في داخل الضفة الغربية كثيرا جدا.
لذا ولجميع الاسباب التي ذكرت اعلاه فان الاحتمال الاكبر بان تنتهي المفاوضات المباشرة بين الطرفين الى الفشل.,وهذا قد يصحب معه نتائج وخيمة, مثل:
موقف عباس ورئيس حكومته فياض سيضعف في الشارع الفلسطيني ولن يؤمن الفلسطينيون بالطرق السلمية بعد اليوم وسيلجئون الى استخدام العنف والهجمات الارهابية. مما سينجم عن عدوان اسرائيلي مشابه للذي خاضته ضد قطاع غزة اخيرا. وهذا لن يكون كفيلا باستشاطة الغضب في العالم فحسب بل وسيحرك العرب 48 في داخل حدود اسرائيل لقيام باعمال ارهابية ضد الاحتلال, قد يلحقه حظر منع تجول او تنقل للسكان العرب مما سيجهض مصداقية اسرائيل كدولة ديمقراطية.
ما وان اسرائيل ستفرض سيطرة كاملة على الضفة الغربية ولن تمنح الفلسطنيين المواطنة لاعتبارها دولة اسرائيل دولة لليهود فقط وبذلك فستتبنى سياسة عنصريا واضحة, خصوصا ان قام المجتمع الدولي بفرض مقاطعة او عقوبات عليها.
الخلاصة
يقول سترينجير ان الامل الوحيد يمثل باستكمال فياض بنائه وتحضيره للمؤسسات الفلسطينية ومطالبته اعترافا دوليا لدولة فلسطينية تقوم على الحدود ال67. ولتكون مصداقية لهذه الدولة واملا في الحياة على فياض ان يكبح العنف والارهاب اللذان يهددان اسرائيل من الناحية الشرقية لعدة سنوات مقبلة.