روبرت فيسك:

اننا نجلس اما شاشة التلفزيون لنستمع الى مبعوثنا للسلام الى الشرق الاوسط يتهدد ويتوعد الشعب الايراني بحرب ودمار

 ان استمعت الى عبارات طوني بلير في المقابلة التي اجراها اندرو مار معه في قناة بي بي سي قد تظن اننا كسبا الحرب على العراق

يفتتح روبرت فيسك صباح اليوم مقالته التي نشرت على موقع صحيفة الاندبندنت على الانترنت بسؤال توبيخي وجهه الى رئيس الحكومة البريطاني الاسبق ومبعوث الرباعية للسلام الدولية الى الشرق الاوسط, طوني بلير: "ألم يتعلم هذا الرجل البائس شيئا؟".

 
من اليمين: طوني بلير

يقول فيسك المعروف بمقالاته الصارخة بالحق في وجه الضالين المضلين والاشرار,يقول انك ان استمعت الى عبارات طوني بلير في المقابلة التي اجراها اندرو مار معه في قناة بي بي سي قد تظن اننا كسبا الحرب على العراق. او اننا في انتصار في افغانستان. او اننا حتما وبالتأكيد سنفوز في حربنا القادمة على ايران.

التاريخ الساخر
"كيف لا وقد قالها اللورد العظيم بلير", يتبع الكاتب ساخرا متهكما، واتبع فيسك بتحليل ما جاء على لسان بلير من اقوال وخرافات في خلال المقابلة. فيقول اننا نجلس اما شاشة التلفزيون لنستمع الى مبعوثنا للسلام الى الشرق الاوسط يتهدد ويتوعد الشعب الايراني بحرب ودمار. كما اماط صدام من سدة الحكم فهو يريد ان يعيد الكرة ثانية مع احمدي النجاد في ايران.

ليبرمان الاسرائيلي
ثم يقرن فيسك طوني بلير بافيغدور ليبرمان الاسرائيلي. فيقول بلير كمثل رئيسه الاسرائيلي يعتقد ان احمدي النجاد اسوأ وارعن من هتلر النازي، هذا الذي من المفترض ان يكون معبوثنا للسلام بين فلسطين واسرائيل يعترف امام لجنة شيلكوت للتحقيق في حرب العراق التي استجوبته العام الماضي, انه كان ثمة هنالك عدة اتصالات بالاسرائيليين في اثناء المؤتمر الذي عقده مع الرئيس الامريكي السابق الكاوبوي جورج بوش, لاتخاذ القرار بشأن العراق.

بلير وبوش
ماذا بحق الله يفعل بلير وبوش بالاتصال بالاسرائيليين لمباحثة الهجوم على العراق الذي آل بنا الى كارثة دامية!!! ثم علق فيسك على اقوال بلير التي تمحورت حول ان في الشارع البريطاني من يتعارض مع الحرب على العراق, ومنهم البعض الذي يحب نسج خرافات حول مؤامرات لا اساس لها من الواقع. فالنقاش سيدور طويلا. الا ان فيسك لا يرضى بمثل هذه السخافات التي يتفوه بها بلير. فيقول انها ليست نقاشا. الحرب على العراق ليست نقاشا. بل هي كارثة ملعونة ملطخة بالدماء. الاجدر ببلير ان يتحمل مسؤولتها. ولكنه لن يفعل لانه لن يكون بمقدوره ان فعل ذلك. لانه يعتقد ان مآل العراق الى حمام الدماء هذا ومصيرها الى مجزرة الاليمة هذه ليس ذنبه."لم نفعل ذلك. لم نتسبب بذلك" قال بلير لمار في مجرى المقابلة.متناسيا المليون نسمة التي ازهقت ارواحهم في مغامرته الطفولية وحليفه بوش في وحل العراق. بل هو يعتقد ان المسؤول عن ذلك هو التدخل الخارجي الذي سيطر على العراق من قبل القاعدة وايران!!!

ارواح الجنود
نعم هذا صحيح, يقول فيسك متهكما, فقد جرت العادة في العراق ان يستقل الناس سيارات مفخخة ثم يفجرونها. نعم هذه هي عاداتهم وعرفهم من قبل الاحتلال عام 2003. قالها بلير متناسيا ان من خرج لاستقاله بالرشاشات مفتدين ارواحهم وابنائهم ونسائهم في سبيل وطنهم كانوا من العراقيين العاديين, في بعض الاحيان النادرة كانت النساء العراقيين أيضا. أولئك الذين اعتقد "السادة" بلير وبوش انهم يحررونهم من وطأة قمع سلطان صدام حسين عليهم. لا, لم تكن القاعدة ولم تكن ايران.
كما وقال بلير في مسترسل المقابلة, ردا على من يتهمونه بانه لا يأسف على ارواح الجنود البريطانيية التي راحت في الحرب, قال, كيف لشخص ان لا يشعر بالاسف على من قتلوا؟. بقول فيسك لم نكن ننتظر هذا اردنا ان نسمع: انا أسف على ارواح من قتلوا من ابناءنا واخواننا في الحرب.
ويختم الكاتب بالقول ساخرا, كلا فبلير لطيف اكثر من هتلر وحساس اكثر من ستالين واظرف من غنجيس خان, وليس سيئا كصدام حسين، (بل هو مثلهم وفي عصبتهم ويقارن بهم فهو منهم).