الكثير في الشارع البريطاني لا يأبه بما يجيء في رحلة طوني بلير ولا يزال يحمله مسؤولية العراق
بلير يعترف:
قرار ادخال القوات العسكرية الى المعركة تسبب بذرف دموع الكثير الكثير على ارواح اقارب لهم ازهقت في حرب العراق
تصدرت صفحات الصحف البريطانية صباح اليوم عناوين لخصت ما جاء في كتاب طوني بلير الجديد رحلة A Journey الذي صدر الاول من ايلول ما جاء فيه من اقوال واعترافات.
سنتناول في مجرى هذا التقرير اقواله حول الاسلام, حرب العراق, جوردون براون وموقفه من انتخابات حزب العمال الحالية بين اكبر خصمين الاخوين مليباند.
بلير: لم اكن افهم ماهية الاسلام لدى وقوع احداث الحادي عشر من سبتمبر
وكتبت الديلي تلغراف ان بلير قام بالاعتراف بانه لم يكن يعي ماهية الاسلام وقت وقوع احداث سبتمبر. تلك التي مثلت اعلان حرب غربية على عدو من نوع جديد (الاسلام).
مفهوم التطرف
ويقول بلير: "كنت اعلم ان الحرب حرب أيديولوجية الا انني لم اكن افهم تاريخ الاسلام جيدا. ويعترف كذلك بانه لم يقدر مفهوم التطرف حينئذ. رغما عن ذلك اصر انه ما كان سيعدل عن القرارات التي اتخذها بشأن العراق وافغانستان مع العلم كم من وقت استغرقت (وكم من دماء هدرت!) وان الوقت وحده سيكشف ان كان استخدام قوات الجيش مجديا اكثر ام "القوة الناعمة" على حدة قوله.
لم ارى كابوس العراق قادما ابدا..
بعد ان التزم بلير صمتا دام ثلاثة اعوام مذ ترك 10 داونينغ ستريت, كرئيسا للحكومة البريطانية, يدلي الان باعترافات منها ما ارتبط بالحرب على العراق. ففي فصل تملئه المشاعر قال طوني بلير ان لاستخدام القوات العسكرية مصداقية وشرعية!! واعتراف بلير انه وحليفه الرئيس الامريكي السابق جورج دبيليو بوش قد فشلا بتنبؤ الكابوس الذي صارت اليه العراق بعد الاطاحة بصدام حسين. واعترف كذلك ان قرار ادخال القوات العسكرية الى المعركة تسبب بذرف دموع الكثير الكثير على ارواح اقارب لهم ازهقت في حرب العراق. الا انه ما زال مصرا ان قراره هذا كان صائبا ولم يقدم اي اعتذار لانضمامه الى المغامرة التي خاضها الCow Boy جورج بوش!
حرب العراق
فرغم سيل كلمات الاعتذار للاهالي الثكلى والذين فقدوا اعزاء لهم في جراء الحرب, والتي اعربت اسفه الشديد وحزنه الذي يفوق كل تعبير والذي يهز كيانه وجسده بالكامل (على حد قوله), اسفا على الارواح التي ازهقت والاعمار التي قطعت, فرغم كل هذا الغزير من المشاعر, يقول طوني بلير, انه لا يمكنه الاعتذار على احتلال العراق!!!
وفي تعليله (الذي كان السبب المباشر للحرب والذي تمخضت الحقيقة عن اكذوبته) قال ان صدام حسين كان ما يزال معتزما بناء واتخاذ اسلحة دمار شامل. غير ان الكثيرين في الشارع البريطاني لا يأبه بما يجيء في رحلة طوني بلير ولا يزال يحمله مسؤولية العراق وما اهدرت من دماء. فقد ظهر في الاندبندنت كاريكاتورا صباح اليوم يحمل هذا المعنى.
كنت اعلم ان جوردون براون سيكون كارثة!
اما عن صديقه وخصيمه غوردون براون, فقد قال انه كان يعلم انه سيكون كارثة, الان وقد خسر الانتخابات البرلمانية الاخيرة هذا العام والتي اسفرت عن توالي ائتلاف ديفيد كامرون ونيك كليج الحكم في داونينغ ستريت. وانه هجر ايديولوجية "العمال الجديد".
لن ارجح كفة أي من الشقيقين مليباند
اما في خصوص النزاع الضاري الذي يخوضه الاخوين مليباند (ديفيد وزير الخارجية السابق, وايد وزير البيئة السابق) في سعي كل منهما رئاسة حزب العمال, لم يكن طوني بلير ليرجح كفة أي منهما. ولما سئل ان كان سيقوم بالتصويت قال انه عضو في حزب العمال وان من حقه التصويت. كان الاعلام البريطاني قبل اصدار الكتاب يتطلع الى موقف بلير من سباق ديفيد وايد مليباند الى رئاسة الحزب وترجيح كفه واحد منهما. وقد ذهب الكثير قبل اليوم الى توقع ترجيح بلير كفة ديفيد. وقد صدر في الاندبندنت امس كاريكاتور يعنى بهذا. وها قد بين بلير انه لن يكون القاضي الفاصل بين الاخوين.