الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 04:01

الصحافة الاسرائيلية: ولاية نتنياهو الثانية افضل من سابقتها لاتقانه قواعد اللعبة

كل العرب-الناصرة
نُشر: 11/09/10 14:47,  حُتلن: 11:21

  الرئيس باراك أوباما يعتزم دعوة ليبرمان للقاء معه خلال زيارة الأخير لواشنطن الأسبوع المقبل

تساءلت الصحف الإسرائيلية عن المواقف التي يحملها نتنياهو في جعبته، ليس فقط من مسألة مواصلة تجميد الاستيطان من عدمه

يتفق المعلقون السياسيون في إسرائيل على أن الولاية الحالية الثانية لبنيامين نتنياهو في رئاسة الحكومة الإسرائيلية، أنجح بكثير من سابقتها في الأعوام (1996-1999) التي انتهت إلى إسقاطه وإلى هزيمة مجلجلة لحزبه "ليكود" في الانتخابات اضطرته إلى الابتعاد عن الحلبة السياسية لسنوات، تاركاً دفة الأمور لايهود باراك، ثم لأرييل شارون الذي حظي على مدار خمس سنوات بشعبية غير مسبوقة لدى الإسرائيليين. ويرى المعلقون أن نتنياهو "الجديد" أكثر رصانة في سلوكه وتصريحاته من "نتنياهو القديم" المتعجرف والمتهور، لكنهم ما زالوا يشككون في جدية نياته في كل ما يتعلق بتسوية الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.



ولا يختلف اثنان في إسرائيل على أن نتنياهو خرج من قمة واشنطن الأخيرة الرابح الأكبر، إذ استعاد ثقة الإدارة الأميركية به بعد أن فرض عليها شروطه، وكسب ود مصر والأردن اللتين شاركتا في القمة، وفي الآن ذاته حافظ على ائتلافه الحكومي اليميني متيناً مستقراً. وأشار أحد المعلقين إلى حقيقة أن وزير الخارجية زعيم "إسرائيل بيتنا" المتطرف أفيغدور ليبرمان "وعلى غير عادته"، لم يفتعل أزمة ائتلافية تبرر انسحابه من الائتلاف الحكومي، بل غدا أكثر شركاء الائتلاف وفاءً لرئيس حكومته، على رغم تحفظه الشديد إزاء إجراء مفاوضات في شأن تسوية دائمة مع الفلسطينيين، معتبراً العملية التفاوضية المتجددة ضرباً من الوهم والعبث "مع سلطة فلسطينية ضعيفة"، ومشيراً الى أن السلام لن يتحقق خلال عام ولا حتى في الجيل المقبل.
مع ذلك، سيشكل الموقف الذي يتخذه نتنياهو أواخر الشهر الجاري، مع انتهاء فترة تعليق البناء في مستوطنات الضفة الغربية، الاختبار الأول لنياته وترجمة تصريحاته "الرابينية" في واشنطن على أرض الواقع. وبينما يكتفي نتنياهو بالإعلان أن قرار الحكومة بتحديد فترة التجميد لعشرة أشهر "لم يتغير"، يبدي سائر أركان الحكومة، باستثناء وزير الدفاع ايهود باراك والوزير دان مريدور، مواقف متشددة تدعو إلى استئناف البناء غداة انتهاء فترة التجميد.

مواقف ليبرمان

ويبدو ليبرمان الأكثر تصلباً في هذه المسألة، ويرى أن البناء يجب أن يُستأنف في التجمعات الاستيطانية الكبرى بلا قيد أو شرط، على أن يتم حصره في المستوطنات المعزولة في قلب الضفة الغربية في "تلبية احتياجات التكاثر الطبيعي".
وخلال عام من الاتصالات بين الولايات المتحدة وإسرائيل لاستئناف المفاوضات المباشرة مع السلطة الفلسطينية، أقصى ليبرمان نفسه عنها بداعي عدم ثقته بجدوى المفاوضات حول تسوية دائمة، لكنه في الواقع لقي الصدود من معظم العواصم، بدءاً بواشنطن، ومروراً بأوروبا، وانتهاء بالقاهرة وعمان، على خلفية تصريحاته العنترية.
ووفقاً لموقع صحيفة "يديعوت احرونوت" على شبكة الانترنت أمس، فإن الرئيس باراك أوباما يعتزم دعوة ليبرمان للقاء معه خلال زيارة الأخير لواشنطن الأسبوع المقبل، وذلك "في محاولة لحمله على تليين مواقفه"، لكن مراقبين إسرائيليين استبعدوا أن يدفع مثل هذا اللقاء إلى أي مرونة في مواقف ليبرمان المتصلبة، وهي المواقف ذاتها التي حققت له ولحزبه نجاحاً انتخابياً منقطع النظير في السنوات العشر الأخيرة.
ومع استئناف المفاوضات في شرم الشيخ الثلثاء المقبل، تساءلت الصحف الإسرائيلية عن المواقف التي يحملها نتنياهو في جعبته، ليس فقط من مسألة مواصلة تجميد الاستيطان من عدمه، إنما في القضايا الجوهرية للصراع. وإذا صحت العناوين الأخيرة التي تصدرت صحيفة "إسرائيل اليوم" القريبة جداً من نتنياهو، بأن الأخير يتحدث عن "اتفاق إطار" يتم تنفيذه بعد 30 عاماً على الأقل، وعن إبقاء عشرات آلاف المستوطنين في مواقعهم داخل تخوم الدولة الفلسطينية العتيدة، أي في المستوطنات المعزولة (بعد ضم التجمعات الاستيطانية الكبرى إلى تخوم إسرائيل)، وعن انتشار الجيش الإسرائيلي شرق حدود الدولة الفلسطينية، ما ينذر برفض إسرائيل الانسحاب من غور الأردن، فإنه لن يُكتب للمفاوضات النجاح.

قرار تجميد البناء
وكرر كبير المعلقين في "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنياع السؤال: "ما الذي يسعى نتنياهو الى تحقيقه" من المفاوضات المتجددة، مقرّاً بأنه لا يملك الجواب الشافي. ولم يستبعد أن يكون الهدف الرئيس لنتنياهو هو "وضع القيادة الفلسطينية على المحك لفحص ما إذا كانت ملائمة لتوقعاته" ومستعدة للتوقيع على اتفاق سلام تاريخي، "أما في حال الفشل، فإن المسؤولية كلها (بحسب نتنياهو) تقع على عاتق هذه القيادة وحدها، وهذا ما سيقوله أيضاً الرئيس أوباما".
وأشار برنياع إلى أن رغبة نتنياهو هذه لقيت التأييد من الإدارة الأميركية وحسّنت صورته في وسائل الإعلام الأميركية والإسرائيلية، "وحدث كل ذلك من دون أن يتزعزع الائتلاف الحكومي الذي يقف على رأسه". لكن الكاتب يحذر نتنياهو من أنه سيكون هو أيضاً على المحك خلال المفاوضات التي ستكون بمشاركة أميركية مباشرة، وأن الاختبار الأول سيكون في الأسابيع الوشيكة عندما ينتهي مفعول قرار تجميد البناء "وهو (نتنياهو) الذي يعلم أن استئنافه قد يؤدي إلى تفجيرها قبل أن تبدأ فعلاً". وتابع أن حقيقة أن نتنياهو رئيس حكومة قوي وائتلافه الحكومي مستقر تماماً ستحول دون أن يتذرع للولايات المتحدة بأنه مضطر إلى استئناف البناء في المستوطنات كي لا يسقط الائتلاف.
إلى ذلك، يشير الكاتب إلى أن نتنياهو يستفيد من تشاؤم الإسرائيليين لجهة أن تحقق المفاوضات نتيجة فعلية. ويكتب أن المسائل التي كانت في الماضي تشغل بال الرأي العام في إسرائيل، "المفاوضات والإرهاب والحروب والقصورات فيها"، تغيب الآن عن أجندته.
وتابع إن الأمر ليس ناجماً عن لا مبالاة، فـ"الشارع الإسرائيلي ليس غير مبال بل هو على حقّ وإذ يرى أن فرص التغيير قريبة من الصفر، فإنه يفضل الانشغال في استفحال أسعار الشقق وتحضير الأولاد للسنة الدراسية الجديدة وبالصيف القائظ".

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
3.96
EUR
4.76
GBP
337033.28
BTC
0.52
CNY
.