الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 20 / سبتمبر 15:02

الولايات المتحدة في العصر الحديث وثنائية وجهها: أمريكا اجهضت مبادئها

أماني حصادية- مراسل
نُشر: 13/09/10 14:28,  حُتلن: 15:31

مثل هذه الموجة او المرض المزمن الذي تعاني منه فئات في الولايات المتحدة لامر ابدي وتاريخه يمتد الى امد بعيد

الملامة والتنكيل الذي يلقاه المسلمون بغير حق او انصاف في الولايات المتحدة لامر منتشر فهو ساري المفعول بعد 11/9

تحدثت الكاتبة والاديبة ياسمين آل بهائي – براون في مقالة اعدتها صباح اليوم الثالث عشر من سبتمبر نزلت في صفحات الاندبندنت للراي عن الولايات المتحدة في العصر الحديث ثنائي الوجه. فلطالما اعتبرت الولايات المتحدة, القوة العظمى في العالم على انها الملاذ والخلاص واليوتوبيا فهي ارض الحريات وبلاد الفرض المتكافئة وربوع الحقوق المتساوية. غير انها في وجهها الاخر تعاني من عنصرية ونبذ لكل من لا يتماشى مع لونها او ملبسها او دينها.

الذكرى التاسعة لأحداث 11 سبتمبر: مسلمو نيويورك يوقدون الشموع بموقع الإنهيار

 التنكيل والتحرش
الامر الذي يتمثل بتيري جونس واعوانه في الكنيسة في فلوريدا التي كادت ان تسكب وقودا على نار تهب في وجه المسلمين في الولايات المتحدة, بمخططها لحرق نسخ من القرآن الكريم السبت بمناسبة الذكرى التاسعة للاحداث الحادي عشر من سبتمبر. متغاضين وصامي آذانهم عن أي تنديدات او استنكارات او تهديدات وججها سواء رئيس الولايات المتحدة, باراك اوباما او معاونيه, او حاخامات او قساوسة او غيرهم من الجنرالات او الساسة في ارجاء البلاد. وان مثل هذه المجموعة التي تنهال على المسملين بكم هائل من التنكيل والتحرش والمضايقة والتحريض والعنصرية لا تنبثق عن احداث الحادي عشر من سبتمبر فحسب. فان مثل هذه الموجة او المرض المزمن الذي تعاني منه فئات في الولايات المتحدة لامر ابدي وتاريخه يمتد الى امد بعيد.

مضايقات كلامية
فقد امر بطرد اليهود في اوسط القران السابع عشر من احدى الولايات وقد منعت الكاثوليكية من الممارسة في وقت اخر كما ولوحق اللاجئون الصينيون في 1882 وجرمت الداخلية الامريكيون الاصليون في عام 1883. ناهيك عن الملاحقة التي لم يشهد مثلها قوم اخر عدا الامريكيون الافارقة او السود بدء من مضايقات كلامية مرورا بمنع دخولهم الى بعض الاماكن العامة وانتهاءا بحق كنائسهم وغيرها. فالازدواجية التي تعاني منها الولايات المتحدة لامر جديد قديم تخص به قوم وفئة معينة في كل مرة.

رد فعل جنوني
غير ان احداث سبتمبر زات الطينة بلة واثارت رد فعل جنوني في الشارع الامريكي لا مثيل له. فقد حذر جون لي كاري في عام 2003 من الجنون الذي اجتاح الامريكيين بعد تدمير التوأمين على ايدي عناصر القاعدة. فباتت الولايات المتحدة تعارك عدوا اختلقته بنفسها يضطرها لتكون على اهبة الاستعداد لخوض حرب على الدوام. وان من مظاهر الازدواجية التي تظهر في الشارع الامريكي هو حديث احدى السيدات العراقيات التي لجئت الى الولايات المتحدة بعد حرب الخليج الاولى قالت انها صدمت من شعب يخوض حرب دفاعا عن بلادها وشعبها ينبذها ونكل بها فور ان يلقاها في يسرح في بلاده. هذا بعد ان وقع منزلها تحت الهجمات العنصرية التي ادت الى ان تجهض جنينها.

الملامة والتنكيل
وان الملامة والتنكيل الذي يلقاه المسلمون بغير حق او انصاف في الولايات المتحدة لامر منتشر فهو ساري المفعول بعد 11/9 كما كان بعد تفجيرات اكلوهوما. فرغم ان كان المجرم ابيضا يدعى تيموثي مكفي الا ان غالبية الذين تحدثوا مع الكاتبة في وقت اعدادها برنامجا وثائقي برعاية القناة الرابعة في بريطانيا قالوا بان رجلا قد يدعى "عليا" يقف وراء هذه العملية الارهابية. كناية على ان المسلمين هم الارهابيين الحقيقيين.

الولايات المتحدة ان اجهضت مبادئها
وتتبع الكاتبة في ختام مقالتها انه على الرغم من هذا فقد تتواجد فئة اخرى تناشد بالحرية التي عرفت بها الولايات المتحدة ,امثال السيدة التي فقدت ابنتها في احداث 11/9 ولا تزال تدعم اقامت المركز الاجتماعي الاسلامي بالقرب من مقر التجارة العاملي سابقا في Ground Zero. الا ان الولايات المتحدة ان اجهضت مبادئها وحولت حياة المسلمين الى جحيم فقد تجعل تعريفها وعظمتها رمادا في مهب الريح.

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.78
USD
4.21
EUR
5.02
GBP
238733.51
BTC
0.54
CNY
.