الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 08 / نوفمبر 13:02

موز أريحا وتفاح الهضبة : رياض هبرات -كفر كنا

كل العرب- الناصره
نُشر: 18/09/10 12:50,  حُتلن: 20:12

صاح البائع المتجول بأعلى صوته "اللي عبالو الموز معانا موز أريحا" تبسمت وقلت في نفسي كذب البائع , وهل بقي هنالك موز في أريحا ,إني اذكر أن الموز نفق منذ زمن من مدينة القمر

فمدينة القمر هي أقدم المدن التي عرفها التاريخ وتقع على 394 مترا تحت سطح البحر , قيل في أوسلو عنها "أريحا أولا" وبالفعل كانت أريحا أولا


خيرات أراضي أريحا لا تعد ولا تحصى فالبرتقال الريحاوي , والبلح الريحاوي ,والموز الريحاوي هو مصدر رزق كل سكان أريحا عبر العصور ومنذ القدم , وعلى سبيل المثال كانت الأرض المزروعة بالموز قبل أوسلو بسبعة ألاف دونما أما الآن فلا تتجاوز الخمسمائة دونما فقد دمر الاحتلال هذا النوع من الزراعة ونقله إلى مستوطنات وكيبوتسات غور الأردن فكانت أريحا أولا في سرقة الموز من أسواقها وعما قريب سيصدر الاحتلال شهادة وفاة للموز الريحاوي ويسلمها للسلطة الفلسطينية


ولقد عوض الاحتلال أريحا بأكبر كازينوهات الشرق الأوسط , وعوضها "بالتل فريك " الذي يستقله الناس للصعود إلى "دير القسطل " ورحم الله البرتقال الريحاوي وأخشى على النخيل الريحاوي أن يلحق بالموز والبرتقال

ثم صاح البائع الثاني "اللي عبالو التفاح معانا تفاح الهضبة" فنظرت وقلت في نفسي صدق هذا البائع


فعلى مسافة لا تتعدى المائة كيلومترا شمالا لا تزال شجرة التفاح صامدة شامخة تحفظ تربة هضبة الجولان من الانجراف وليس كما انجرفت تربة أريحا, فألف تحية لتفاحات الجولان والتي لم تتأثر بالثلوج والرياح العاتية وبقيت ترتفع 970 مترا عن سطح البحر وشذاها يعطر هضبة الجولان على الرغم من التشديد في التصدير التي فرضه الاحتلال وذلك بعدم دخول تفاح أريحا إلى الأسواق الإسرائيلية فالسبعة عشر ألف دونما من التفاح ما زالت تنتج أفضل أنواع التفاح رغم أنوف الجميع , لن تستبدل بكازينو ولا بتل فريك ولن تتكسر شجرات التفاح كما تكسرت شجرات الموز

مقالات متعلقة

.