الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 12 / نوفمبر 23:02

استاذ التاريخ فريد طويل: فهم حركة التاريخ المفتاح الاول لنهوض الشعوب

من : ديالا
نُشر: 24/09/10 08:09,  حُتلن: 14:05

- استاذ التاريخ المقدسي فريد الطويل :

تعريف التاريخ ومفهومه ما زال محل جدل بين العلماء وان كان تم الاجماع على ان التاريخ هو دراسة ماضي البشرية وتطورها في مختلف الميادين

هناك من يطالبون بعدم الاهتمام بالتاريخ لان من شأن ذلك اثارة الحساسيات بين الشعوب ولكن هؤلاء لا يدركون ان علم التاريخ هو الحقيقة الوحيدة في العالم

اعتبر استاذ التاريخ المقدسي فريد الطويل ان دراسة وفهم حركة التاريخ هي المفتاح الاول لنهوض الشعوب وتقدمها وان حالة التخلف والفجوة الحضارية المتسعة مع الشعوب المتحضرة ترجع في ركن اساسي منها الى عدم الاتعاظ بدروس التاريخ في منطقتنا العربية الاسلامية في القرون المتأخرة . وكان الطويل استعرض خلال لقاء الاربعاء الذي ينظمه نادي الصحافة المقدسي برعاية مقهى الكتاب الثقافي التابع للمكتبة العلمية في القدس والذي يديره الصحفي محمد زحايكة الرئيس التنفيذي للنادي ، بداية نشوء علم التاريخ الذي ساهم في وضعه مؤرخون عرب ومسلمون كبار ولكن القيادات السياسية المتوالية على حكم المنطقة لم تستفد منه بالشكل الصحيح ما ادى الى تراجع مكانتنا في العالم الى الحد الادنى.

 

واوضح ان هناك احداثا واحدة في حركة التاريخ ولكن يحري تفسيرها وفق مصالح القوى المتناقضة وان كان التاريخ في نهاية المطاف يكتبه ويتحكم فيه المنتصرون وضرب العديد من الادلة والشواهد على ذلك. واشار الى أن تعريف التاريخ ومفهومه ما زال محل جدل بين العلماء وان كان تم الاجماع على ان التاريخ هو دراسة ماضي البشرية وتطورها في مختلف الميادين وما يتضمنه ذلك من تاريخ المعارك والحروب وتراجم العظماء وجميع النشاط البشري على مختلف الصعد السياسية والفنية والثقافية والاجتماعية والحضارية. وأضاف ان التاريخ ينقسم الى قسمين ما قبل التدوين وما بعده والاول يتم التعامل معه من خلال الاثار والثاني بالرجوع الى المخطوطات والكتابات المتناثرة في المعابد والصروح العمرانية وغيرها من الشواهد التاريخية.

المطالبة بعدم الاهتمام للتاريخ
وتناول الطويل اساليب تطور علم التاريخ من حيث الانتقال من الاعتماد على الاشاعة الى المزيد من البحث والتحقق والتقصي للوصول الى صحة الاحداث ومدى واقعيتها عبر العصور التاريخية مما جعل رواية الاحداث تقترب شيئا فشيئا من الحقيقة المجردة. وقال ان هناك من يطالبون بعدم الاهتمام بالتاريخ لان من شأن ذلك اثارة الحساسيات بين الشعوب ولكن هؤلاء لا يدركون ان علم التاريخ هو الحقيقة الوحيدة في العالم وان اختلف النظر اليها وكيفية تفسيرها ..! واضاف انه دون دراسة التاريخ وفهم دروس الماضي لا يمكننا تفسير احداث الحاضر والبناء للمستقبل. واستشهد ببعض الاحداث التاريخية المفصلية في العصر الحديث مثل الازمة الاقتصادية العالمية في الثلث الاول من القرن الماضي التي نتج عنها الحرب العالمية الثانية التي حصدت ٦٥ مليون انسان وظهور الافكار العنصرية والفاشية والاستعلائية في دول مثل المانيا الهتلرية حتى وصل الامر بذبح الشيوعين والتمثيل بجثثهم واستخدام جماجمهم كاصص للزهور..!

دروس حقيقية يمكن التعلم منها
والمح الى اهمية حرب العلمين في الصحراء الغربية المصرية في حسم نتيجة الحرب العالمية الثانية واسلوب مونتغمري العسكري الفذ، في القضاء على خصمه الالماني ثعلب الصحراء رومل. وفي التاريخ الاسلامي نوه الى اغتيال الخليفة علي بن ابي طالب وما احدثه ذلك من انقسام في صفوف المسلمين ما زلنا الى اليوم نعاني من اثاره المدمرة على الوحدة والتعاون والتقدم. وقال ان كل هذه الاحداث وغيرها مما يحفل به التاريخ هي دروس حقيقية يمكن التعلم منها لتجنب الوقوع في مآسي جديدة..!  كما رد نشوء التورات التاريخية الى اتحاد مجموعة العوامل الموضوعية مع العامل الذاتي وهو القيادة التاريخية مستشهدا بالثورات الفرنسية والروسية والمصرية والجزائرية وغيرها .

محاولات تزوير التاريخ بصورة فاضحة
واشار الى دور الفرد في حركة التاريخ من امثال نابليون وهو من عشاق التاريخ والاسكندر المقدوني وجمال عبد الناصر وغيرهم من القادة العظام في المساهمة في صنع التاريخ. وذكر ان نابليون قال لجنوده لدى غزوه مصر .. الان سوف ترون الانسان الذي يبلغ عمره اربعون قرنا ، في اشارة الى الحضارة المصرية القديمة واهميتها التاريخية. وتساءل الكاتب محمد موسى سويلم عن طريقة الثقة بالروايات التاريخية خاصة التي تعمد الى التهويل والمبالغة خصوصا في مجالات الادب والشعر ومحاولات تزوير التاريخ بصورة فاضحة فيما اعتبر اياد منى ان الشعر هو جزء من فهم التاريخ لانه يعكس الواقع في زمن ما . وطرح الكاتب الروائي عيسى قواسمي منسق اللقاء قضية التوافق ما بين الرواية الادبية. وعلم التاريخ وهل هي جزء من انعكاس وتوثيق احداث تاريخية لشعب من الشعوب في حين عبّر محمود منى عن كون العرب باتوا ظاهرة استهلاكية وليست فقط صوتية حتى للتاريخ وسأل عن موقع ما يسمى بالتاريخ الشفهي. واستدل الطويل في ردوده على بعض هذه الملاحظات فيما يخص الرواية قصة العروس والعريس والجندي القبيح التي منعتها الرقابة العسكرية الاسرائيلية من النشر في الصحف المحلية لانها ترمز بالتتابع الى فلسطين والامة العربية والاحتلال الاسرائيلي.

اسهامات ابن خلدون في علم التاريخ
كما تمت الاشارة الى هيروديت ابو التاريخ البشري واسهامات ابن خلدون في علم التاريخ ودور المستشرقين الذي بدأ ثقافيا علميا ليجري استخدامه لاحقا في خدمة اغراض الاستعمار الحديث وتم المرور على ظاهرة المؤرخين الجدد ومحاولة اسرائيل بأي ثمن تطويع عنق التاريخ لمصلحة ادعائها بملكية ارض فلسطين من خلال البحث عن شواهد ودلائل او من خلال طمس الاثار العربية الاسلامية كما يجري حاليا من ازالة قبور مقبرة مأمن الله التي تشكل شاهدا على عروبة القدس الغربية .
وان جميع اعمال الحفريات دلت على ان الاثار اما رومانية بيزنطية او عربية اسلامية وان الهيكل هو مجرد زعم ووهم باطل . وتمت الاشادة بمؤرخين مقدسيين من امثال عارف العارف وجميل كامل العسلي ووليد الخالدي وبعض المؤرخين الفلسطينيين والعرب كادوارد سعيد وهشام شرابي وجورجي زيدان وغيرهم ودورهم في حفظ تاريخ القدس وفلسطين وجرى ذكر المراحل التاريخية من انظمة الرق والعبودية الى الاقطاعية وانتهاء بالراسمالية والاشتراكية وما تخللها من ثورة العبيد. ورغم الصورة القاتمة للوضع العربي المعاصر المتخلف حضاريا وعلميا بفجوة زمنية هائلة حيث ان المانيا احتفلت عام ١٩٠٢ بانتهاء اخر امي فيما ، هناك ٧٠ مليون امي عربي وفيما ازالت اليابان اخر اشارة ضوئية وضعت احدى الدول العربية اول اشارة ضوئية..؟!!!! الا ان الامل والارادة كفيلتان باعادة بعث الروح الحضارية الى هذه الامة التي تعرضت وما زالت لهجمة جبارة شرسة من اعدائها الطامعين بخيراتها وثرواتها وموقعها الجغرافي الاستراتيجي العالمي. 

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.76
USD
3.99
EUR
4.79
GBP
328545.55
BTC
0.52
CNY
.