جهاز الايفون يستخدم كماسح ضوئي للبيانات الشخصية، يلتقط الصور، ويسجل الفيديو، ويحفظ البصامات دون ان يكتشف مستخدمه ذلك
قد يتنبأ جهاز الايفون من خلال الجاسوسية الالكترونية الحديثة بما سيحصل في المستقبل من جنايات، وتحلل البرامج سلوك كل انسان، وتفصّل تصرفاته، والحواسيب تراقب كل شيء
شركة آبل عثرت على مناص من تلك الإتهامات التي كادت ان تفقدها وزنها في سوق التكنولوجيا، لا بل كانت ستعرضها لخطر الاغلاق، من خلال اعترافها، معتبرة ما تقوم به على انه تكنولوجيا فريدة من نوعها
شركة آبل ادعت انها تستخدم تلك الجاسوسية لمرقبة المستخدمين الذين لا يحسنون استعمال الجهاز وتتعامل معهم عبر الجهات المسؤولة
جاسوسية تكنولوجية حديثة، تراقبك، وتعرف من أنت، وأين أنت، وماذا تفعل، وماذا تقول!!، بل تحدد حتى سرعة نبضات قلبك، تلتقط لك الصور وتسجل لك مقاطع الفيديو، وتحفظ بصماتك، دون ان تمكنك من إكتشاف ذلك، لا بل وستخزن ذلك في بطاقات ذاكرة داخلية خاصة، وسرعان ما ترسل تلك المعلومات الى التقنيين المسؤولين عنها .. !.
وتتنبأ هذه الجاسوسية التكنولوجية، بما سيحصل في المستقبل من جنايات، وتحلل برامج سلوك كل انسان، وتفصّل تصرفاته، والحواسيب تراقب كل شيء، وكل انسان،.
كانت مثل هذه الرؤى تعرض في الماضي في افلام الخيال العلمي، او في مخيلات الروائيين، اما الآن فهناك اسس تقنية، لمثل هذه السيناريوهات، وحولت هذه الرؤى لواقع ملموس – جاسوسية من نوع جديد، اجتاحت عالم التكنولوجيا ودخلته من أوسع أبوابه، وما من شك انها باتت احدى طموحات كل انسان مهتم بالتقنيات الحديثة، وجعلته يبحث عنه، حتى يدركه، وهل منا من يبحث على من يتجسس عليه؟؟...
تصوير: gettyimages
الجواب بكل بساطة: نعم، كيف ذلك؟؟، تكمن هذه الجاسوسية في أجهزة "أي فون" الجديدة، والتي تروج لها معظم الشبكات الخليوية في اسرائيل، والعالم اجمع، وهي من انتاج شركة آبل الامريكية العالمية للتقنيات.
الملايين من اجهزة اي فون، تنتشر في العالم، وتستخدمها شركة آبل كماسح ضوئي للبيانات الشخصية، وذلك دون ان تبلغ زبائنها بذلك، وهي بذلك تمكنت من التعرف على البيانات الشخصية لمستخدميها، لكن وبعد ضغوط عديدة من قبل وسائل الاعلام، وحماة البيانات الشخصية، اضطرت شركة أبل للإعتراف والكشف عن هذا السر الخطير، الا ان هذه الشركة والمعروفة بشهيتها المفتوحة، عثرت على مناص من تلك الإتهامات التي قد تكاد ان تفقدها وزنها في سوق التكنولوجيا، لا بل كانت ستعرضها لخطر الاغلاق!!!
وجاء هذا المناص من خلال تقديم الشركة لبراءات اختراع البرمجيات، معتبرة جنايتها على انها خطوة فريدة، وجديدة في عالم التكنولوجيا، في برنامج يمكنها من الانتقام ممن يكسر قيود نظام "أي أو إٍس" او يعدل جهازه الشخصي.
تشرح براءة الاختراع بإسهاب كيف يمكن لآبل التجسس على مستخدمي منتجاتها للتعرف على هوية المستخدم "غير المخول" (باسم الحماية من السرقة) عبر التقاط صور له دون تشغيل الفلاش أو إحداث أثر وعبر تسجيل صوته ونبضات قلبه. عند اكتشاف مستخدم غير مخول، يمكن لآبل أن تخزن البيانات عندها وأن تبلغ "الجهات المسؤولة".
تسمح التقنية أيضًا لآبل بمراقبة التغييرات البرمجية على نظام الجهاز عبر مراقبة أي "تغير طارئ في استخدام ذاكرة الجهاز الإلكتروني" وتسمح بمراقبة وتسجيل نشاطات الإنترنت كما يمكن عبرها تصوير الأماكن المحيطة بالجهاز للتعرف على موقعه.
عندما تكتشف آبل "استخدامًا غير مخول"، يمكن لها أن تتصل ب"الجهة المعنية". يمكن أن تكون تلك الجهة صاحب الجهاز أو "الجهة الملائمة أو الشرطة".
لم تبين آبل ماذا ستفعل بالمعلومات التي تجمعها عن المستخدمين، ولا مدة تخزينها، ولا كيف سوف تستخدم المعلومات، ولا فيما إذا كانت سوف تشارك البيانات مع أطراف أخرى لكن التجربة الطويلة علمتنا أن السلطات سوف تسعى للحصول على هذه البيانات ما أمكنها ذلك، وقد تطالب أبل بتعطيل الجهاز أو تتبع مكانه ظلمًا ولهدف غير هدف إرجاع الجهاز إلى صاحبه.
هذه الخطوة مخيفة وحساسة جدًا، ولا شك في أنها تغطي أمورًا أبعد بكثير من الإجراءات التي تتخذ عادة تجاه الأجهزة المفقودة؛ وهي خرق فاضح للخصوصية وقوة تتخطى اللازم لخدمة مستخدم الجهاز..