سلام فياض :
أن الأعوام الماضية اتسمت بمشهد ساد مختلف ربوع البلاد، تمثل في جوهره في تعاظم الإرادة الواعية على الصمود
رد الشعب الفلسطيني على الاعتداءات الاسرائيلية تمثل دوماً بالمزيد من الوحدة والتضامن والصمود
أفرد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض حديثه الإذاعي الأسبوعي حول موسم قطف الزيتون وما يتطلبه من وحدة وتضامن وتلاحم أبناء الشعب الفلسطيني، داعيا الى تنظيم حملة تطوعية لنجدة أصحاب الأراضي ومد يد العون لهم، ولمساندتهم ومشاركتهم في قطف زيتونهم، وخاصة الذين تقع حقولهم بمحاذاة المستوطنات والجدار، والذين تتعرض حقولهم يومياً للاعتداءات من قبل الاحتلال ومستوطنيه.
رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ونظيره الاسرائيلي gettyimages
وأكد رئيس الوزراء أن الأعوام الماضية اتسمت بمشهد ساد مختلف ربوع البلاد، تمثل في جوهره في تعاظم الإرادة الواعية على الصمود في مواجهة المشروع الاستيطاني الذي يهدف إلى السيطرة على أرضنا ومقدرات الشعب الفلسطيني.
وشدد فياض على أن الشعب الفلسطيني يدرك بحسه الوطني ووعيه المتنامي أبعاد إرهاب المستوطنين ومخططات الاحتلال لذلك فهو مصمم على الصمود، والتمسك بإرادة الحياة والبناء في مواجهة سياسات ومخططات الهدم والتدمير، ومحاولات الاقتلاع والتشريد.
وحول صمود أبناء شعبنا في القدس، أكد فياض على أنه يعزز الثقة والأمل بأن ساعة الخلاص من نير الاحتلال ليست بعيدة، رغم محاولات الترهيب المتواصلة في أحياء المدينة، والتي شهدت تصعيداً واضحاً في سلوان خلال الأيام الماضية والتي ذهب ضحيتها الشهيد سامر سرحان، والشهيد الطفل محمد محمود أبو سارة أبو سنينة.
المقاومة السلمية الفاعلة
وأكد رئيس الوزراء أن رد الشعب الفلسطيني على مثل هذه الاعتداءات تمثل دوماً بالمزيد من الوحدة والتضامن والصمود، داعيا المسؤولين والعاملين في القطاع العام، ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص إلى الانخراط في هذه الحملة تعبيراً عن وحدة الشعب وإرادته في مواجهة عدوان المستوطنين بمزيد من التلاحم والتضامن في حماية الأرض، وحقه في العيش عليها بحرية وكرامة، كما دعا الفعاليات للاستفادة من الجهد التنظيمي الهام الذي تبذله وزارة الزراعة في هذا الموسم.
وأشاد فياض بالدور المبادر والمتقدم الذي تقوم به اللجان الشعبية المناهضة للجدار والاستيطان في حماية الأرض والحفاظ عليها. وقال: "هذه اللجان تقود وتبتدع أشكال المقاومة السلمية الفاعلة والمثمرة، والتي أعادت الاعتبار لعدالة نضالنا الوطني، ولأهمية العمل الشعبي في مواجهة مخاطر المشروع الاستيطاني الإسرائيلي، والتي نجحت، وبصورة ملحوظة، في حشد المزيد من التضامن الدولي لحقوق شعبنا الوطنية وقضيته العادلة".
توفير الحماية الدولية
وأكد فياض أن استمرار الاعتداءات من قبل المستوطنين في أرياف فلسطين وأحياء القدس الشرقية، والبلدة القديمة في الخليل، وغيرها من المناطق، يستدعي من المجتمع الدولي، وخاصة في هذه المرحلة، تحمل مسؤولياته المباشرة في توفير الحماية الدولية العاجلة كمقدمة للبدء في رحيل الاحتلال والتدخل الفاعل والملموس لإلزام إسرائيل بالتقيد بقواعد القانون الدولي، وبصورة خاصة الوقف الشامل والتام لكافة الأنشطة الاستيطانية واعتداءات المستوطنين.
وختم رئيس الوزراء حديثه بقوله: " إن صمودكم أقوى من الاحتلال والاستيطان، وإن أصغر زيتونة في بلادنا أكثر تجذراً من مستوطنات الاحتلال وجدرانه، وإنني على ثقة بأن موسم قطف الزيتون هذا العام سيشهد كل أشكال التضامن والتوحد في مواجهة المشروع الاستيطاني. كما سيكون مناسبة لتعميق الالتفاف حول خطة بناء الدولة وإنهاء الاحتلال، ونيل حقنا في العيش بحرية وكرامة في وطننا، وفي كنف دولة فلسطين المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967".