الأم نظرت  إلى ابنها وسألته ضاحكة متى ستشتري لي البطاطس؟؟؟ فأجاب الابن بعد أن قبل يديها الآن يا أمي سأشتري لك كل ما تريدين

دخلت لعيادتي عجوز في الستينات من عمرها بصحبة ابنها والذي هو في الثلاثينات من عمره , تارة يمسكها من يدها , تارة يحضنها وأخرى يرفع لها عباءتها وتارة يقبل يديها. بعد معاينتها سألت الابن عن حالتها العقلية وذلك لان تصرفاتها لم تكن موزونة فأجاب إنها متخلفة عقليا منذ الولادة !! تملكني الفضول وسألته من يرعاها فقال : طبعا أنا !!! فقلت له بارك الله بك ولكن من يهتم بنظافة جسمها وملابسها ؟ فقال الابن: أنا ادخلها الحمام وأنظفها وأنا اغسل ملابسها وأرتبها بالخزانة.

أمي مريضه بالسكري
فقلت ولم لا تحضر لها شغالة أو مساعدة تساعدها وتهتم بأمورها فقال : أمي مسكينة كالأطفال وأخاف من الشغالة أن نضربها وتؤذيها لو اشتكت للشغالة من شيء. اندهشت من كلامه وقلت له هل أنت متزوج ؟ فأجاب بنعم ولي خمسة أطفال أكبرهم عمره ثماني سنوات. فقلت إذن زوجتك تساعدك في رعاية أمك ؟ فقال : نعم هي تطبخ لنا جميعا وأنا اطعم أمي بيدي واحرص كل الحرص أن أقدم لها الأطعمة الخالية من السكر لان أمي مريضه بالسكري وهكذا أكون مطمئنا على أمي . فسألته بعدما رأيت أظافرها المقلمة والنظيفة من يقلم لها أظافرها فأجاب ما بالك يا طبيبة طبعا أنا.

دمعة أحر من الجمر
زاد إعجابي بهذا الابن المعجزة وتظاهرت بأني منشغلة بالملف وذرفت دمعة أحر من الجمر . فنظرت الأم إلى ابنها وسألته ضاحكة متى ستشتري لي البطاطس؟؟؟ فأجاب الابن بعد أن قبل يديها الآن يا أمي سأشتري لك كل ما تريدين. فقالت ألام ومتى سنذهب إلى مكة ؟؟؟ فأجاب بعد أن قبل كلتا يداها وجبينها ولماذا تريدين الذهاب إلى مكة؟؟ فأجابت الأم المسكينة كي اركب الطائرة وأدعو لك في مكة . فسألت الابن البار حدثني أكثر يا بني عن نفسك ,أمك, أبوك ,........عن كل شيء. فأجاب : والله إني افرح لفرح أمي كفرحتي لعيالي الصغار , تزوجها أبي وهو يعرف وضعها الصحي واستولى على أموالها : سامحه الله وغفر له" وطلقها بعد مضي شهر على زواجهما , جدتي رعتني ورعت أمي , توفيت جدتي عندما بلغت خمس سنوات ومنذ ذلك اليوم وأنا أرعى أمي واهتم بجميع أمورها.

 قسط من الراحة
فكتبت له الوصفة وشرحت له طريقة استعمال الدواء وأنا احبس دموعي فأخذ الوصفة وقال لامه هيا إلى الدكان لنشتري البطاطس فطارت ألام من الفرح وخرجا من عندي. فقلت للممرضة أغلقي الباب لا استطيع العمل اليوم فانا احتاج إلى قسط من الراحة. فوضعت رأسي على المخدة وبكيت بأعلى صوتي وقلت :- هذه المسكينة حملت وولدت ولم تربي ,لم تسهر الليالي على ابنها , لم تتألم لألمه , لم تبكي لبكائه , لم يجافيها النوم خوفا عليه , فتذكرت أمي وتذكرت ابني.... وقول الحق قال تعالى في سورة الإسراء ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ). عزيزي القارئ:-من لديه والدين فهم جنتك ونارك ، فبرضاهما عليك تنال خيري الدنيا والآخرة ،وبسخطهما عليك تخسر في الدنيا والآخرة فلا تغضبهما ولا تقدم زوجتك وأبنائك عليهما ، فهما يجب دائما أن يكونا في مقدمة حياتك ومن له القدرة أن يحج أو يعتمر أو يتصدق عنهم فليفعل فثواب هذه الإعمال سيصل أليهم إن شاء الله ,أوصيكم وأوصي نفسي ببر الوالدين. وللبقية لا تنسوا زيارة المسجد الأقصى.