أيمن حاج يحيى في مقاله:
يستحيل على مواطن مقهور معدوم مثلي تقدير تكاليف حفل مثل هذا كم يوم تكفي جياع غزة كفاف يومهم
كيف نفسر الصدمة المدوية التي أصبنا بها جميعا عندما تابعنا بشغف البيان الختامي لقمة سرت المهمة جدا جدا جدا والتي انتهت بماذا؟
في كل مرة ينزلق النظام العربي الرسمي إلى درك أسفل من الذي قبله نعتقد نحن المواطنين العرب الحالمين بأن هذا النظام وصل إلى الدرك الأسفل ولم يعد بإمكانه الانزلاق إلى أسفل من هذا الدرك.
ولكن هيهات ونظامنا العربي حبيب المواطن الساهر على همومه وراحته أن يتركه للملل وللروتين, فما يلبث القادة الملهمون أبا عن جد عن جدة بأن يفاجئوننا بمستوى جديد من الانزلاق ويتركوننا مثل كل مرة صرعى الصدمة والجزع من مستوى الانحطاط الجديد.
وعلى ما يبدو فأن أولي الأمر فينا زعمائنا المفدين يستمتعون بمفاجأتنا وصدمنا بل يخيل لي بأنهم يتبارون فيما بينهم من لديه القدرة على مفاجئتنا أكثر وكلا منهم وابتكاراته وتجديداته
هكذا هم منذ فاجئونا أول مرة حين فرضوا علينا وقف ثورة 1936 وأجهضوها وهي في ريعان شبابها وما تلاها من مفاجآت فردية وجماعية تعددت ألوانها وإشكالها ومواقيتها.
ألا إن الغريب بالأمر والذي بحاجة لرأي كبار المختصين بنفسيات الشعوب المسحوقة المحكومة بالكرباج والمزمار هو انه كيف ينجح قادتنا الاماجد حفظهم الله من كل سؤ من مفاجئتنا في كل مرة رغم معرفتنا الوطيدة بهم منذ ان ابتليو بنا كشعوب غلبوية منذ أكثر من ستة عقود ونيف.
وألا كيف نفسر الصدمة المدوية التي أصبنا بها جميعا عندما تابعنا بشغف البيان الختامي لقمة سرت المهمة جدا جدا جدا والتي انتهت بماذا؟
إنتهاء عرض الأزياء والأجساد العربية
انتهت بالرقص والدلعونا وعرض الأزياء والأجساد العربية والإفريقية وبكل الألوان والمقاييس لتلائم كل الأذواق الرئاسية والملكية والسلطانية وما يظل حدا مشتهي, وحقيقة أنها كانت حركة ملعوبه وفعلا أنها جديدة وفعلا تفوقوا علينا مرة أخرى وفاجئونا بدرك جديد.
ولا اعتقد أننا وحدنا المصدومون, فحتى شهداء سرت الراقدون تحت أديمها والذين عمدوه بنجعيهم الطاهر عندما هزموا المستعمر الايطالي شر هزيمة في معركة القرضابية في السنة الخامسة عشر من القرن الماضي.
وفي لحظة مراجعة نقدية مع عقلنا نحن المواطنين البسطاء على الأخر نجد أننا نحن الملومون ونحن من نسمح لهم كل مرة بمفاجئتنا بسذاجتنا وأحلامنا الوردية.
القمة ستنتهي بقرارات جدية!
وهل اعتقدنا للحظة حلم كافرة بأن القمة ستنتهي بقرارات جدية تنقذ السودان من نصل سيف التقسيم أم ستخرج بمشروع إنقاذ لليمن الموحد قبل أن يصبح عندنا أربعة جمهوريات يمنية أم بخطة عربية موحدة لإنقاذ العراق من مستنقع الاحتلال والطائفية المطعون في عروبته أم وصلت بنا الوقاحة وقلة الحياء والدين بأن نحلم بقرار حازم يقضي بفك الحصار عن غزة وطبعا لن نتحدث عن رد عربي على إحراق المساجد والاعتداء على الأسيرات الفلسطينيات والتي اعتدي عليهن أيضا بالرقص ولكن إسرائيليا هذه المرة.
طبعا القمة لم تتطرق لكل هذه الأمور والقضايا التافه بل اجتهد المؤتمرون أو المتآمرون فكلاهما صحيح وكما هو معروف فللمجتهد نصيبان للبت في قضية استمرار المفاوضات مقابل استمرار الاستيطان وخلص اجتهادهم إلى منح إسرائيل مدة شهر علشان تفكر وترد عليهم من موقفها من استمرار الاستيطان وألا...
المفاوضات غير المباشرة
وألا أوقفوا المفاوضات المباشرة وانتقلوا إلى المفاوضات غير المباشرة
وطبعا قرار استراتيجي مثل هذا من المؤكد انه بث حالة رعب جماعية في إسرائيل ومن المتوقع على أثره إعلان حالة التعبئة العامة عندهم وقرارا كهذا يبرر حفلا عروبيا يليق بمستوى الحدث.
طبعا يستحيل على مواطن مقهور معدوم مثلي تقدير تكاليف حفل مثل هذا كم يوم تكفي جياع غزة كفاف يومهم وطبعا ليس القصد من هذا المقال تخريب علاقتنا مع عمقنا الاستراتيجي ولا حرق الجسور التي مدت مؤخرا ولكن اعتبروه فشة خلق من مواطن ضامن انه لا في المستقبل المنظور ولا المجهول سيسافر لمصر لأن ميزانيته لا تسمح فما خايف على الفيزا وهو متأكد أيضا أن الزعيم الأخضر لن يدعوه قريبا ولا بعيدا لخيمته الافرو- عروبية
للتزود من علمه الوافر ولتأكدي من كل هذا تطوعت لفش خلق المواطنين ومن الممكن إنني لو شككت باحتمال توفيري ثمن رحلة لمصر او توقعت دعوة من الزعيم الاخضر لكان عنوان المقال ... بالفن ترقى الشعوب.