عائلة حجة المكونة من 5 اخوة , وشقيقتهم الوحيدة بهيرة ,حيرهم سؤالا وكان يطرح نفسه باستمرار متى ستجد بهيرة متبرعا ينقذ حياتها
توفيق حجة شقيق المرحوم:
الله يحيّ والله يميت , وقد كتب لنا ان نخسر المرحوم بعد تعرضه لجلطة دماغية , وقررنا ان نتبرع باعضائه
تبرعنا باعضاء المرحوم ليس فقط من أجل انقاذ حياتي اختي , بل لأننا نؤمن بان هناك واجب انساني على كل شخص التحلي به
كم من كفيف فقد بصره وعادت اليه نعمة البصر من قرنية غيره؟ وكم من مريض تعرض لفشل كلوي عادت اموره الى طبيعتها من كلية انسان آخر؟ وكم من انسان دبت في عروق دمه الحياة من تبرع الآخرين بدمائهم؟ .
عندما تقرر عائلة ثاكلة التبرع باعضاء جسم فقيدها (بعد أن وقع على إستمارة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة قبل ما يقارب السنة والنصف) تكون قد انقذت حياة اخرين وبهذا يكون الله بقدره قد كتب لهم حياة رغيدة، فكيف سيشعر انسان فقد اخاه عندما يقرر التبرع باعضائه ويكتشف بعدها انه قد انقذ حياة شقيقته التي كانت بحاجة ماسة منذ سنة الى متبرع بكلية بعد صراع في مستشفيات منذ سنوات .
جمال حجة والذي بلغ من العمر 52 عاما من مدينة الناصرة توفي يوم الثلاثاء الماضي في مستشفى العفولة بعد تعرضه لجلطة دماغية , وبعد ان وافقت عائلته على التبرع باعضاء جسمه وقد كان المرحوم قبل وفاته قد مضى على مستند لتبرعه باعضائه بعد وفاته , انقذ حياة 3 اشخاص , كانوا بحاجة لاعضاء تنقذ حياتهم من الموت , فبعد وفاته وفحص الطاقم الطبي لحالة صعبة وبحاجة لمتبرعين عثروا بين الاسماء وبالصدفة على مريضة تجمع بينها وبين المرحوم صلة قرابة وليست اي صلة فهي اخته بهيرة والتي تعاني منذ 5 سنوات من عطل في كليتها وكانت بحاجة ماسة الى متبرع , حيث تبين للطاقم الطبي بان كلية المرحوم ملائمة لها , وبهذا يكون الله قد كتب لها عمرا جديدا.
المرحوم جمال حجة
شقيق المرحوم :وافقت على التبرع باعضاء المرحوم ولم اتوقع ان تناسب اختي
وفي حديث لتوفيق حجة شقيق المرحوم قال : تبرعنا باعضاء المرحوم ليس فقط من أجل انقاذ حياتي اختي , بل لأننا نؤمن بان هناك واجب انساني على كل شخص التحلي به , وايماننا بقضاء الله وقدره فقد ان ذقنا ألم الفقدان بوفاة شقيقي , قررنا ان ننقذ حياة اخرين , حتى لا يشعر احد بمرارة الموت , فالله يحيّ والله يميت , وقد كتب لنا ان نخسر المرحوم بعد تعرضه لجلطة دماغية , فقبل حوالي 5 سنوات ارسل لنا طلب للموافقة على التبرع باعضاء كل منا بعد وفاته , وكان ذلك قبل اجراء الدياليزا لاختي بهيرة , وقبل نحو سنة تدهورت حالتها الصحية وسجلت في قائمة المرضى الذين هم بحاجة لمتبرعين لانقاذ حياتهم .
عائلة حجة المكونة من 5 اخوة , وشقيقتهم الوحيدة بهيرة ,حيرهم سؤالا وكان يطرح نفسه باستمرار متى ستجد بهيرة متبرعا ينقذ حياتها .
فقد تابع توفيق للعرب : منذ 5 سنوات تعطلت كليتها وهي تعالج بالمستشفيات في وضع صعب , اضافة الى مرضها بالسكري , وبنفسية صعبة, ونحن كنا في قلق دائم وقد فكرنا بعلاجها خارج البلاد , الا أن دخلت مأساة اخرى الى عائلتنا بمرض اخي الصغير المرحوم وكان يعالج في مستشفى هعيمك بالعفولة وبعد ان باءت محاولات انقاذ حياته بالفشل , انتقل الى جوار ربه , ونحن وافقنا على التبرع باعضائه .
بهيرة : بكيت كثيرا ولم اوافق على اجراء العملية
وفي حديث مع بهيرة شقيقة المرحوم وهي ام ل 5 اولاد وقد دخلت يوم الخميس الى زراعة كلية في مستشفى بلنسون قالت : بكيت كثيرا قبل دخولي للعملية ولم اوافق على العلاج , لانني تأثرت جدا بوفاة شقيقي الصغير ,وهذا ألمني جدا , انتظرت 5 سنوات متبرعاً ولم اتوقع ان يكون اخي ....ولكن هذه الحياة ونحن نؤمن بالقدر .
وفي حديث مع ايناس ابنة بهيرة قالت : كنا في موقف صعب , بين وفاة خالي وبين وضع امي الصحي ولم نعرف كيف نتصرف ".
التراجيديا في فقدان اخي , ما يخفف منها انقاذ حياة اختي - هذا ما اختتم به شقيق المرحوم توفيق.