عباس: لو تنازلنا عن الثوابت لكنا وقعنا اتفاقا منذ سنوات
عبد ربه: مطلب يهودية الدولة لا يستهدف اللاجئين والداخل فقط
وفد الجبهة أكد على وضوح الموقف الفلسطيني في المسائل المصيرية
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس الجمعة، خلال لقاء مع وفد قيادي من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، اليوم الجمعة في رام الله، إنه من المستحيل التوقيع على اتفاق يشمل التبادل السكاني والاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، وأنه لو تنازلنا عن الثوابت لكنا وقعنا على اتفاق منذ سنوات.
وكان الرئيس عباس قد استقبل في مقر الرئاسة في رام الله، في لقاء مطوّل، وفد الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ضم أعضاء الكنيست، محمد بركة رئيس الجبهة، ود. حنا سويد رئيس كتلة الجبهة البرلمانية، ود. عفو اغبارية، كما ضم الوفد سكرتير الجبهة المحامي ايمن عودة، وعضو سكرتارية الجبهة د. محمد بكري.
تنامي العنصرية في إسرائيل
وحضر اللقاء، امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه، وأمين عام الرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم، وعدد من المسؤولين في م.ت.ف والسلطة الفلسطينية، وجرى تبادل وجهات النظر حول ظروف المرحلة، خاصة على ضوء تنامي العنصرية في إسرائيل، ومطالب الحكومة الإسرائيلية وسياستها التي تهدف إلى نسف آفاق الحل.
وقال الرئيس عباس، إنه من المستحيل أن نوقع على اي اتفاق يشمل ما يجري الحديث عنه في إسرائيل، وهو "التبادل السكاني"، والاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، إننا لن نسمح لأي جهة ما أن تشكل خطرا على مطلب حق عودة اللاجئين، أو على وجود الفلسطينيين في الداخل، مؤكدا على ان موقفا كهذا كان قد عبر عنه بوضوح قبل نحو ثلاثة أعوام، خلال مؤتمر انابوليس.
واضاف عباس قائلا، إننا قد نبدي مرونة في مسألة إدارة المفاوضات، ولكننا لن نكون مرنين في مسألة الثوابت الفلسطينية، فلو تنازلنا أو ابدينا استعدادا للتنازل عن هذه الثوابت، لكنا وقعنا على اتفاق منذ سنوات طوال.
المبادرة العربية للسلام
وبشأن الاعتراف باسرائيل، قال عباس، إن منظمة التحرير الفلسطينية اعترفت باسرائيل في العام 1993، ومن ناحيتنا فإن هذا الأمر انتهى، والمطلوب الآن هو اعتراف اسرائيلي بدولة فلسطين على حدود 1967 بما فيها القدس.
وشدد عباس على أن القيادة الفلسطينية تطرح قضية اللاجئين بموجب المبادرة العربية للسلام، التي تستند هي أيضا الى قرار الأمم المتحدة 194.
وتكلم الرئيس عباس عن المفاوضات مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وقال إنها لم تحرز اي تقدم، فنتنياهو لا يطرح سوى الملف الأمني ويصر على مواصلة الاستيطان، ونحن أوضحنا موقفنا بأن لا مفاوضات في ظل الاستيطان.
وقال عباس، إنه خلال المفاوضات مع رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت، حصل تقدم في عدد من الملفات من حيث المبدأ، إلا أننا لم نصل إلى أمور عينية ملموسة.
كذلك تكلم عباس عن أهمية إحداث اختراق في الشارع الإسرائيلي، ومخاطبة اليهود في أوطانهم في الدول المختلفة.
العملية التفاوضية
وتكلم في اللقاء أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة ياسر عبد ربه، فقال إن مطلب إسرائيل بالاعتراف بيهوديتها هو امر مرفوض كليا، وقال إن خفايا هذا المطلب، ليست فقط شطب حق العودة، وتهديد الوجود الفلسطيني في الداخل، وإنما أيضا أن يعترف الفلسطينيون باسرائيل كما هي اليوم، بمعنى من دون حدود، وتشمل المستوطنات.
وقال عبد ربه، إننا تحدينا إسرائيل مرارا على أن تعرض خارطة لها، إلا أن الجانب الإسرائيلي رفض كل الوقت عرض خارطة كهذه والاسباب واضحة ومعروفة، فهم يتهربون من حسم المسائل الجوهرية والاساسية.
وقال عبد ربه، إن سياسة الحكومة الاسرائيلية تقود إلى تعطيل العملية التفاوضية وانسداد آفاقها، وخاصة إصرارها استمرار النشاط الاستيطاني ورفضها الاعتراف بأي مرجعية للعملية السياسية وخاصة إنهاء الاحتلال وقيام دولة فلسطين المستقلة على خط الرابع من حزيران عام 67.
من جهته قال وفد الجبهة إنه كان مهما بالنسبة لنا التأكيد مجددا على موقف القيادة الفلسطينية بكل وضوح، فهذا الموقف صدر بهذا الحزم قبل ثلاث سنوات، أيضا خلال لقاء معنا، في ظل مؤتمر انابوليس، ونحن مطمئنون للموقف الفلسطيني في هذه القضايا المصيرية، بدءا من مسألة الثوابت الفلسطينية، وحتى مطلب "يهودية الدولة" الذي يستهدف وجودنا وحق العودة، وما يسمى بـ "التبادل السكاني" الذي يستهدفنا نحن كفلسطينيي 48.
وجرى في اللقاء التباحث في سبل مخاطبة الشارع الإسرائيلي وإحداث اختراق فيه، في ظل مساعي قوى اليمين لمحاصرته وابعاده عن خيار الحل والسلام.