أحسَّتْ "عُلا" بالضِّيق، فالانتظار صَعْبٌ وقاسٍ، كانت تنظر من زجاج النّافذة إلى باب الحديقة؛ لعلّه يُفْتَحُ وترى أباها قد عاد من السَّفر!
كانت كلّ دقيقة تمضي ببطء بالغ، قالت لها أمُّها:
ـ "مابك، تبدين منزعجة"
أهكذا تستقبلين والدك؟!!"
ارتاحت لكلام أمّها، ثم نظرتْ حولها في أرجاء الغرفة، خطرت لها فكرة؛ جرت مسرعة لتنفيذها، قالت في نفسها: "سأجمع طاقة من أزهار المرج الجميلة… أضعها في إناء على طاولة والدي؟
"
صورة توضيحية
خرجت "عُلا" بعد أنْ أخبرتْ أمّها، كانت الأزهار البيضاء تبدو مثل بحيرة من الثلج النّاصع! خفق قلبُ "عُلا" بفرحٍ وهي تقترب من المرج، شدّها هذا المنظر الرائع
صارت الأزهار واضحة أمام "عُلا" كانت تتلألأ كعقد من اللؤلؤ!! خطرت أفكار كثيرة في ذهن "عُلا":
ـ "سأجعلها تظهر مثل كرةٍ جميلة من الأزهار"
"سيفرح بها أبي كثيراً… سأصنع منها عقداً
عقداً من الزّهر وأطوّق بها عنق أبي"
وقفت "عُلا" بجانب أزهار المرج
كانت أزهار كثيرة متفرقة تحيط مكان وقوفها! جلست لتقطف بعضها… وحين مدّت يدها لتقطف أول زهرة رأت زهرة أخرى أكبر وأجمل
قالت:
ـ "تلك الزّهرة أجمل من هذه…"
ثمّ نهضت ودنت من الزّهرة الثّانية، لكنها لم تقطفها لأنّها شاهدت أجمل منها أيضاً
وهكذا كانت تمضي من زهرة إلى أخرى!! تعبت ولم تقطفْ أيّ زهرة! هاهي عند الطرف الغربي من بحيرة الأزهار، ألقتْ نظرةً طويلة عليها، كانت عيناها تلمعان بفرح واضح
رأت الأزهار أجمل من قبل
نَقّلَتْ عينيها فيما حولها، وعادت تحدّق في بحيرة الأزهار، كلّمت نفسها بصوت واضح:
ـ "هذه الأزهار مثل الأسماك ستموت إذا خرجت مِنْ مرجها"
عادت "عُلا" دون أن تقطف أيّة زهرة… وبينما كانت تمشي في طريق العودة؛ أدهشتها رؤية الأزهار البيضاء الجميلة على طول الطّريق
رأَتْها "عُلا" وكأنّها تمشي خلفها!! كانت مسرورة جداً وتساءلت: "هل تمشي الأزهار حقّاً؟!"
شيء واحد كان يدور في ذهنها
أن تدعو أباها لزيارة بحيرة الأزهار