أحمد قريع رئيس دائرة القدس في منظمة التحرير الفلسطينية:
الموقف العربي ليس في أحسن أحواله، وأصبح بين الممانعة والموالاة واللامبالاة
جميع الخيارات مفتوحة أمامنا، سواء أكانت مفاوضات أو عملاً شعبياً أو اعتصامات وعصيان مدني أو مقاومة مسلحة، ولا يجوز إسقاط أي منها، ولكن الأهم هو وحدة الصف الفلسطيني
قريع شدد على أهمية أن تكون الأولوية في الوقت الراهن لإعادة توحيد الصف الوطني، معتبراً أن ذلك من شأنه أن يؤهل الفلسطينيين للتوافق على الخيار الذي يحقق مصالحهم الوطنية
اعتبر رئيس دائرة القدس في منظمة التحرير الفلسطينية أحمد قريع إن استقالة الرئيس محمود عباس إذا حصلت ستشكل "كارثة على الوضع الفلسطيني الداخلي"، مشددا على ان كل الخيارات مفتوحة أمام الفلسطينيين لاستعادة حقوقهم الوطنية وتوظيفها على النحو الذي يفضي إلى مردود إيجابي لمصلحة قضيتهم الوطنية.
من اليمين: اولمرت، عباس، قريع، ليفني
واشار إلى ان التفاوض والعمل السياسي والديبلوماسي والمقاومة يجب ان تكون ضمن خيارات التفاوض، بما في ذلك كل اشكال المقاومة، موضحا ان "جميع الخيارات مفتوحة أمامنا، سواء أكانت مفاوضات أو عملاً شعبياً أو اعتصامات وعصيان مدني أو مقاومة مسلحة، وأنه لا يجوز إسقاط أي منها، ولكن الأهم هو وحدة الصف الفلسطيني" . ووصف الموقف العربي بأنه ليس في أحسن أحواله، وأنه أصبح بين الممانعة والموالاة واللامبالاة، حسب ما ذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية.
إعلان الدولة الفلسطينية
وكان قريع يتحدث في ندوة عقدت مساء أول من أمس في "مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية"، داعياً إلى ضرورة عدم إسقاط أي من هذه الخيارات. ولم يستبعد التوجه إلى مجلس الأمن وإعلان الدولة الفلسطينية في حال فشل خيار التفاوض المباشر مع إسرائيل، لكنه شدد على أهمية أن تكون الأولوية في الوقت الراهن لإعادة توحيد الصف الوطني، معتبراً أن ذلك من شأنه أن يؤهل الفلسطينيين للتوافق على الخيار الذي يحقق مصالحهم الوطنية.
الجانب الفلسطيني لن يعود إلى المفاوضات المباشرة
وأكد أن الجانب الفلسطيني لن يعود إلى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل في ظل عدم توقف بناء الاستيطان، ومن دون تحديد مرجعية ووضع أجندة واضحة ومحددة للقضايا موضع التفاوض وتحديد فترة زمنية للمفاوضات، وآلية تنفيذية لما تسفر عنه من اتفاقات.وتناول قريع الوضع الفلسطيني الداخلي الذي وصفه بأنه ليس في أفضل حالاته، مندداً باستمرار الانقسام الذي أدى الى ضعف الموقف الوطني. وشدد على ضرورة إنهاء هذا الانقسام والاتفاق على برنامج سياسي موحد بغض النظر عن التدخلات الاقليمية والدولية، مشيداً بالجهود المصرية على صعيد إتمام المصالحة الوطنية التي أسفرت عن "ورقة متوازنة". ولفت الى إن هناك جهوداً تبذل في الوقت الحالي بين حركتي "فتح" و "حماس" لتحقيق تقارب بينهما في شأن بعض القضايا الخلافية.
الانقاسم العربي لا يخدم القضية الفلسطينية
وفي ما يتعلق بالوضع العربي، قال قريع إنه يتنوع بين الاعتدال والممانعة واللامبالاة، موضحاً أن هذا التقسيم لا يخدم القضية الفلسطينية. وقال إن مبادرة السلام العربية التي تبنتها قمة بيروت في 2002 تحظى بموافقة كل الأطراف العربية، داعياً إلى تقديمها للعالم وتوظيفها سياسياً، وذلك على رغم الرفض الإسرائيلي لها فور إعلانها. ودعا قريع إلى ضرورة قراءة الموقف الأميركي قراءة واقعية وصحيحة، خصوصاً المواقف التي أعلنها الرئيس باراك أوباما "كي لا يستغرق العرب والفلسطينيون في الأحلام الوردية بينما الطريق معبد بالأشواك"، لافتاً إلى أن "الولايات المتحدة دولة مؤسسات حيث ترتبط صناعة القرار فيها باعتبارات لا تخضع للرئيس فحسب، فهناك الكونغرس والاستخبارات وقطاع الصناعات العسكرية وقوى الضغط المختلفة في المجتمع الأميركي"، مشيراً الى أهمية العمل على تفعيل التأثير العربي في القرار الأميركي وتطويره.
مراحل مفاوضات عديدة
واستعرض قريع مراحل التفاوض مع حكومات إسرائيل منذ مؤتمر مدريد عام 1991 وصولاً إلى حكومة بنيامين نتانياهو الحالية. وقال إن رئيس الوزراء الاسرائيلي إبان مفاوضات مدريد اسحق شامير حدد استراتيجية التفاوض مع الجانب الفلسطيني عندما تحدث عن استمرار المفاوضات عشرات السنين حتى لا يجد الفلسطينيون ما يتفاوضون في شأنه.ووصف قريع حكومة نتنياهو بأنها عنصرية ويمينية متطرفة لا ترغب في سلام حقيقي بقدر ما تسعى إلى المحافظة على إئتلافها الحكومي. وقال: "لست متفائلاً اطلاقاً بقدرة هذه الحكومة على إيجاد حل مع الجانب الفلسطيني في ظل ممارساتها المراوغة وتمسكها بيهودية دولة إسرائيل والاستمرار في بناء المستوطنات وإصدارها سلسلة من القوانين العنصرية أخيراً وبينها قانون المواطنة والولاء للدولة".
كارثة على الوضع الفلسطيني الداخلي
وقال إن "نتنياهو يعتمد في مفاوضاته معنا على الأمن ويهودية الدولة واستمرار المستوطنات"، مؤكداً أن كل الإسرائيليين "صقور" وليسوا "حمائم". وحذر من خطورة ما تتعرض له القدس المحتلة من "أسرلة" وتهويد . وسئل قريع عن تداعيات إعلان الرئيس الفلسطيني استقالته احتجاجاً على الممارسات الإسرائيلية، فأجاب: "أنا لا أحبذ هذه الفكرة" معتبراً تنفيذها "كارثة على الوضع الفلسطيني الداخلي".