أوريت زواريتس :هذه الحكومة يمينية وعنصرية وتنتهج سياسة خطرة ,علينا جميعا رفض هذه السياسة واسماع صوتنا الى كل مكان

د.عفو اغبارية:العنصرية أو الفاشية، ممكن أن تبدأ عند العرب ولكنها لا تتوقف عندهم. فالعنصرية في إسرائيل اليوم في ذروتها

أبو مديغم:دولة الديمقراطية المزعومة، أجبرتنا على الاحتماء بالأموات, ومأساتنا لا تتقبلها الإنسانية ولا الضمير الحي فكيف يتهموننا أننا استولينا على الأرض ونحن أصحاب الأرض الأصليين

د. جمال زحالقة : "العنصريون الجدد هم انتهازيون يسعون إلى الكسب السياسي الرخيص في الشارع الإسرائيلي من خلال التحريض وسن القوانين المعادية للعرب"

تتبنى الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة منذ قيام الدولة حتى اليوم الإيديولوجية الصهيونية والتي تنعكس من خلال القوانين والممارسات العنصرية على ارض الواقع ضد الاقلية العربية في البلاد .
ولمواجهة العنصرية وموجة القوانين التي تسنها حكومة بينيامين نتنياهو وبالتعاون مع اليميني المتطرف وزير خارجية اسرائيل افيغدور ليبرمان , ووزير الامن ايهود باراك ,وإقرارهم باجراء تعديلات ذات توجه عنصري على مشروع القانون الجديد الذي يفرض أداء قسم الولاء "لإسرائيل كدولة يهودية"في الوقت الذي دعم المشروع 56 عضوا من أصل 120 عضوا في الكنيست وعارضه 30,، ولمواجهة هذا المد العنصري المتفشي نظم ظهر الاثنين في الكنيست مؤتمر طارئ من أجل مناهضة العنصرية في اسرائيل.

الشارع الاسرائيلي ضد العنصرية
وبادر لهذا المؤتمر اللوبي البرلماني لمناهضة العنصرية، برئاسة النواب د.عفو إغبارية (ألجبهة الديموقراطية ) وشلومو ملا (كديما) والنائب دوف حنين (الجبهة الديموقراطية ) , بالتعاون مع الائتلاف لمناهضة العنصرية, وشارك عدد كبير من أعضاء الكنيست الثلاثين الذين وقّعوا على عريضة في مضمونها التصدي للقوانين العنصرية وحماية الديمقراطية المنتهكة,كما وشارك في المؤتمر المئات من نشطاء الجمعيات والحركات الفاعلة في الشارع الاسرائيلي ضد العنصرية، بالإضافة لعدد كبير من الفنانين والأدباء والمحاضرين الجامعيين.
هذا ويواجه مشروع القانون بصيغته الجديدة معارضة من الأحزاب اليمينية أيضا الذين بدورهم شاركوا في المؤتمر وتحدثوا عن مخاطر هذا القانون على الاقلية العربية وغيرها من الاقليات في البلاد.
إفتتح المؤتمر وتولى عرافته كل من الفنانة أمل مرقس والفنان الاسرائيلي التقدمي يالي سوبول وكانت الكلمة الافتتاحية للنائب د. عفو إغبارية، ألمبادر لإقامة اللوبي البرلماني لمناهضة العنصرية، وهو لوبي برلماني يقام لأول مرّة في تاريخ الكنيست لمناهضة العنصرية..وقال اغبارية "الكل يعرف على أية تربة ولدت العنصرية في العديد من الدول في التاريخ. في إسرائيل قبل 15 عامًا أغتيل رئيس الحكومة الإسرائيلية يتسحك رابين وكان ضحية تنامي العنصرية والحركات الفاشية الكهانية في الشارع الاسرائيلي,نحن نردد دائمًا مقولة هامة وأساسية، بأن العنصرية أو الفاشية، ممكن أن تبدأ عند العرب ولكنها لا تتوقف عندهم. فالعنصرية في إسرائيل اليوم في ذروتها وبتصاعد نحو الفاشية، الأمر الذي يستدعي تنظيم نشاطات وفعاليات لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة المبنية على نفسية الاضطهاد وإلغاء الآخر. ولهذا يجب إتخاذ خطوات عملية مدروسة لإقامة أوسع ائتلاف من كافة ألوان الطيف السياسي، لمواجهة العنصرية بكل أشكالها، في مقدّمتها إلغاء القوانين العنصرية".

النائب عفو اغبارية

سموم اليمين العنصري
ثم تحدثت النائب أوريت زواريتس من حزب كاديما والتي سبق وان عملت عضو في الوكالة اليهودية , وهي معروفة بعدائها وكرهها للعرب بالقول : ان هذه الحكومة يمينية وعنصرية وتنتهج سياسة خطرة ,علينا جميعا رفض هذه السياسة واسماع صوتنا الى كل مكان من خلال العمل اليومي وليس فقط بالمؤتمرات , ان ما يشهده الشارع الاسرائيلي من تفشي سموم اليمين العنصري في الدولة من خلال سن وتشريع قوانين خطيرة , تضر بكل مواطن وليس فقط بالعلاقات العربية اليهودية , فالعرب لهم حقوقهم السياسية ولا يمكن التغاضي عنها ولا الرضوخ للسياسة العنصرية التي تنتجه سياسة من لا يتبنى موقفي وقانوني فهو ضدي , والنتيجة بتجريده من الهوية .

النائب أوريت زواريتس


قانون المواطنة
وتحدث بعدها النائب محمد بركة قائلاً :إن هذا المؤتمر ينعقد في ذكرى حادثتين، الأولى الذكرى الـ 15 لاغتيال رئيس الحكومة يتسحاق رابين الذي اعتمد لأول مرة في تاريخ إسرائيل في تشكيل حكومته على النواب العرب، وهذا ما حفز أكثر على اغتياله، لأنه من تلك اللحظة تسارعت مساعي سحب شرعية وجود العرب في البلاد وشرعية نشاطهم السياسي.
والحادثة الثانية، هو مرور 22 عاما على القرار النهائي الصادر عن المحكمة العليا الإسرائيلية الذي اخرج حزب "كاخ" بزعامة مئير كهانا عن القانون، ولكن اليوم كهانا موجود هنا عبر ممثليه واكثر، فحينما أقرت الحكومة قانون المواطنة، صفق انصاره قائلين، هذا يثبت ان "كهانا صدق"، ونحن نقول بالفعل أن هذا القانون قانون كهانا، ولكن بنيامين نتنياهو تبناه واقره، ولهذا فإن هذا القانون هو قانون نتنياهو.


النائب محمد بركة

مأساة العراقيب
ألشيخ صياح أبو مديغم الذي تحدث عن معاناة سكان العراقيب في النقب، فقد كانت كلمته مؤثّرة جدًا وقوبلت بالتصفيق الحار، حيث أسهب في الحديث عن حجم المعاناة في ظل التنكر لأي معنى للديمقراطية في إسرائيل.
وقال :"دولة الديمقراطية المزعومة، أجبرتنا على الاحتماء بالأموات, ومأساتنا لا تتقبلها الإنسانية ولا الضمير الحي فكيف يتهموننا أننا استولينا على الأرض ونحن أصحاب الأرض الأصليين، أرض الآباء والأجداد، ألدولة هي التي أتت واستولت على أراضينا,ويهدمون بيوتنا , وقاموا باعمالهم البشعة في الليل كالخفافيش, قلعوا الأولاد من البيوت وأقلقوا النساء والرجال وأخلوهم من مناماتهم في الليل وهدموا المنازل ومحوا القرية من على الوجود.. ولكن نحن نقول لهم لو هدمتم قريتنا المرة تلو المرة فلن نترك العراقيب أبدًا".

الشيخ صيام ابو مديغم

أما سكرتيرة حركة النساء الديمقراطيات فتحية صغير فأكدت أنه كان الأجدر بحكومة نتانياهو أن توظّف جهودها لحل ظاهرة العنف والقتل والتطرف في الشارع الاسرائيلي وتقليص نسبة الفاقة والفقر والبطالة، بدلاً من سنّ القوانين العنصرية التي تزيد الوضع تدهورًا.

النائب جمال زحالقة

العنصرية الاسرائيلية
وتحدث رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع د. جمال زحالقة : "العنصريون الجدد هم انتهازيون يسعون إلى الكسب السياسي الرخيص في الشارع الإسرائيلي من خلال التحريض وسن القوانين المعادية للعرب".
وأضاف: "علينا أن ننتبه على أن خطورة العنصرية تكمن بارتباطها بالقوة، وعنصرية بلا قوة لا خطر منها." وسرد زحالقة كيف أن أفيغدور ليبرمان كان في الجامعة عضو في تنظيم فاشي اصبحت قادته وزراء. وقال زحالقة بأنه يذكر كيف حاول الكثيرون الاستخفاف بهذا التنظيم الطلابي الفاشي على اعتبار أن تأثيره محدود، وأضاف "ها هو ليبرمان اصبح وزيراً للخارجية وله حزب كبير، وهو يمرر قوانين عنصرية في الحكومة الاسرائيلية." واكد زحالقة: "العنصرية الاسرائيلية خطيرة لان الحكومة وراءها، والمشكلة ليست ما يسمى باليمين المتطرف، بل أن الحكومة نفسها هي يمين متطرف".

فتحية صغير

الابرتهايد العنصري
وقال النائب حنا سويد :بالرغم من ان هذا القانون يستهدف المواطنين العرب الا انه يهدف الى وضع قاعدة قانونية لقوانين عنصرية مستقبلية، فقانون المواطنة من العام 2003 منع بشكل فعلي لم شمل العائلات الفلسطينية وبذلك فقلما نجد مواطنين جدد في الدولة من غير اليهود، ولذا فخطورته انه يفتح الطريق لقوانين ومخططات قمعية مستقبلا.
ثم تحدث سويد عن قانون لجان القبول، الذي سيطرح على لجنة القضاء والدستور الاسبوع المقبل وناشد جميع اعضاء الكنيست الوقوف صفا واحد امام هذا الاقتراح الابرتهايدي الواضح، حيث يهدف المبادرين اليه منع العرب من السكن في البلدات الجماهيرية اليهودية، التي اقيمت اغلبها على اراض عربية الاصل صودرت بعد النكبة مباشرةً، واكد سويد ان هذا القانون من اكثر القوانين خطورة على الديمقراطية ومن اكثرها شبهاً لقوانين الابرتهايد العنصري في جنوب افريقيا ما قبل نيلسون مانديلا.

النائب حنا سويد

مكانة وحقوق المواطنين الفلسطينيين
وقالت النائبة حنين زعبي في كلمتها: إن مناهضة العنصرية يجب أن لا تقتصر على مناهضة قانون "إعلان الولاء للدولة اليهودية"، وأن الاكتفاء بمعارضة قانون الولاء والسكوت على ستين عاما من التمييز العنصري والتعامل مع المواطن العربي كخطر استراتيجي، هو عمليا الموافقة على القانون".
وتابعت :"مكانة وحقوق المواطنين الفلسطينيين هو الامتحان الحقيقي للديمقراطية، وأننا لا نناضل ضد السنة الأخيرة فقط، والتي شهدت رقما قياسيا من التشريع العنصري، بل ضد 60 عاما من العنصرية وسحب الشرعية وإنكار الهوية، كانت هي الأرضية التي نمت عليها القوانين الأخيرة، والتي أتاحت لشخص مثل ليبرمان أن يكون المحرك الأول للتشريع الحالي".

النائب حنين زعبي

مستوى العالم
النائب طلب الصانع:" رضينا بالهم والهم ما رضي فينا , ان هذا القانون يضع اسرائيل في مصاف الدول الفاشيه, والسؤال ليس اذا كان المواطنين مخلصين للدوله ,انما اذا كانت الدوله مخلصه لمواطنيها, ومحاولة فرض يهودية الدوله بقوة القانون يدل على فشل الحركه الصهيونيه".
وتابع:"لا توجد أي دولة في العالم تشترط إعلان الولاء لإيديولوجيتها للحصول على جنسية، وبهذا تكون العنصرية الإسرائيلية قد سجلت سابقة على مستوى العالم".

النائب طلب الصانع

يمين فاشي
أما بروفيسور يهودا شنهاف فشدد من جهته على أن الوضع في إسرائيل أخطر من أن نصفه بالعنصري، فالعنصرية تعتبر خللاً في نظام عام من الديمقراطية، وتبرز العنصرية في مواجهة لعبة ديمقراطية قائمة,أما في إسرائيل فلا يوجد نظام ديمقراطي، لكي نتحدث عن عنصرية تشوش عليه. ووصف شنهاف الواقع الإسرائيلي بأنه واقع عرقي، مبني على قوانين عرقية.
وقال النائب سعيد نفاع :الطرح الذي يروجه دعاة الولاء وعلى رأسهم نتانياهو وكأن الأمم المتحدة اعترفت بنا كبيت قومي لليهود فلماذا الممانعة أن يتم الاعتراف بنا على يد الفلسطينيين، هو ديماغوغيّة. علينا أن نُذكّر ونتذكر أن ال-156 ألف فلسطيني الذين بقوا بعد ال-48 هم سكان الجزء الذي كان مخصصا للدولة العربيّة، فعلى أي اعتراف وولاء يتحدثون ؟!
ما نشهده اليوم هو ليس عنصريّة، فاليمين اليوم وعلى رأسه نتانياهو ليس باليمين التقليدي هو يمين فاشي على نسك اليمين الذي تكوّن ويتكون في أوروبا ويحض على كره الآخرين، وبالمناسبة هذه كانت خلاصة لقاء أكادميين من الوسط العربي من كل التيارات التقوا قبل أيام في شفاعمرو.
وأنهى نفاع متوجها إلى الحضور اليهود: هذه هي معركتكم قبل أن تكون معركتنا.

النائب سعيد نفاع

إغلاق أبواب الدولة
 وصف عضو الكنيست عن الحركة الإسلامية مسعود غنايم إقتراح قانون المواطنة" الذي يلزم كل من يملك المواطنة الإسرائيلية بقسم يمين الولاء لدولة إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، بأن هذه الموافقة هي "إعلان رسمي عن إغلاق أبواب الدولة أمام كل عربي وفلسطيني لا يقبل بالمشروع الصهيوني وبالدولة اليهودية".
وأكد غنايم أن "هذه الخطوة من رئيس الحكومة الإسرائيلي هي في الحقيقة رضوخ لبرنامج ليبرمان الإنتخابي العنصري الذي كان شعاره المواطنة والولاء وهذا القانون دليل على مدى تغلغل العنصرية في الحياة السياسية في إسرائيل، وعلى مدى تشبث رئيس الوزراء بحلفائه العنصريين أمثال حزب إسرائيل بيتنا..".

النائب مسعود غنايم

تلخيص المؤتمر
في ختام المؤتمر قدّم النائب دوف حنين التلخيص المتفق عليه من قبل المبادرين للمؤتمر في محوره: "مؤتمر الطوارئ من أجل الديمقراطية اليوم، يدعو إلى تكثيف النشاطات الشعبية والبرلمانية، ضد الخطر الذي يتهدد الديمقراطية في إسرائيل، من خلال سن قوانين عنصرية تمسّ بشكل مباشر الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في إسرائيل. المؤتمر يطالب الحكومة بإلغاء إقترح قانون الولاء والامتناع عن قبول اقتراحات قوانين مشابهة. المؤتمر يواصل نشاطه كائتلاف مبني على العمل المشترك اليهودي العربي، وتجاوز كل ما هو مختلف عليه من آراء، من أجل توحيد القوى لمواجهة الحملة العنصرية الغير ديمقراطية، من خلال تنظيم الفعاليات في الكنيست والشارع الاسرائيلي بشكل عام.

 
النائب دوف حنين