البروفيسور محمد أمارة
العربية لغة الأم ولغة الأمة وعلينا الالتفاف حول التصوّر
البروفيسور جورج قنازع
دور الأهل يسبق المدرسة وعلينا استكشاف كنوز التراث
رامز جرايسي - رئيس لجنة رؤساء السلطات القطرية
لمشروع اللغة العربية حيوية كبرى في السلطات المحلية العربية
شارك العشرات من الباحثين الأكاديميين ورجال ونساء التربية والتعليم العرب في الطاولة المستديرة التي عُقدت يوم السبت الماضي في مدينة الناصرة، لمناقشة التصوّر المستقبلي للغة العربية في البلاد، وذلك ضمن مشروع اللغة العربية المشترك للجنة متابعة قضايا التعليم العربي و"دراسات" – المركز العربي للحقوق والسياسات.
أدار الطاولة المستديرة عاطف معدي مدير لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، وقدّم رئيس بلدية الناصرة المهندس رامز جرايسي، رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية وعضو إدارة لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، مداخلة افتتاحية بارك فيها المشروع وشدّد على حيويته في السلطات المحلية العربية، على صعيد المكاتبات والمراسلات الرسمية وعلى صعيد المشهد اللغوي في المدن والقرى العربية عمومًا.
مشروع استراتيجي مستدام
كما قدمت رئيسة لجنة متابعة قضايا التعليم العربي د. هالة اسبنيولي ومدير مركز "دراسات" د. يوسف جبارين تحيتين تطرّقا فيهما إلى أهمية اللغة العربية في العملية التربوية، من جهة، وفي حقل البحث الأكاديمي، من جهة ثانية. وأشارا إلى أنّ مشروع اللغة العربية ليس مشروعًا لسنة واحدة وإنما مشروع استراتيجي مستدام، دون التقليل من أهمية نشاطات "عام اللغة العربية" في جهاز التربية والتعليم، والذي أعلنت عنه وزارة التربية والتعليم مؤخرًا، في أعقاب مطالبات مهنية وجماهيرية عربية.
واستعرض البروفيسور محمد أمارة الإطار الرؤيوي للتصوّر المستقبلي، فقال إنّ اللغة العربية هي لغة الأمّ ولغة الأمّة، وإنّها تواجه تحديات جسيمة لا سيما التآكل في الجانب البنيوي والوظائفي. وتطرق إلى ثلاثة محاور أساسية، هي الأيديولوجية اللغوية – أي سؤال "ماذا نريد"؛ الممارسات اللغوية – أي المعرفة والاستعمال؛ والسياسات اللغوية – أي محاولات وآليات التأثير المباشر وغير المباشر على الممارسات اللغوية للأفراد والمجموعات.
واختتم البروفيسور أمارة استعراضه بالقول إن هذا التصوّر بمثابة بوصلة يتوجب الالتفاف حولها، لنقول: من هنا نبدأ.
تنمية اللغة لدى الناشئة
وأشار البروفيسور جورج قنازع في مداخلته إلى دور العامل النفسي في وظائفية اللغة العربية، لا سيما ضرورة التحدّث باللغة الفصحى في النشاطات والفعاليات المختلفة التي تقام في المجتمع العربي. وأضاف أنّ ما طُرح في التصوّر يحتاج إلى "جامعة دول عربية" لتقود مشروعًا كبيرًا من هذا النوع.
ونوّه البروفيسور قنازع إلى دور الأهل أولاً والمدرسة ثانيًا في تنمية اللغة العربية لدى الأجيال الناشئة، من خلال القراءة والمطالعة وليس الوعظ. وأكد أنّ اللغة تشكّل أيضًا وسيلة لقراءة التراث العربي واستكشاف كنوزه واستنباط مصطلحات مفيدة وضرورة في حياتنا اليوم أيضًا.
وقال د. غالب عنابسة في مداخلته إنّ هناك تسعة مجامع للغة العربية في العالم العربي، إثنان منها في البلاد، معتبرًا أنّ على المجلس التربوي العربي المنبثق عن لجنة متابعة قضايا التعليم العربي إلقاء مهام ومسؤوليات على مجامع اللغة العربية في البلاد. كما أشار د. عنابسة إلى ضرورة خلق لغة فصحى معاصرة وزيادة الاجتهاد فيما يخصّ الترجمة وشحّها في العالم العربي ككلّ.
وأشار الكاتب مرزوق الحلبي في مداخلته إلى وجود عوامل ثابتة وأخرى متغيّرة في المشهد اللغوي بين ظهرانيّ الأقلية العربية الفلسطينية في البلاد، داعيًا إلى وضع منهاج بديل لتدريس اللغة العربية في جهاز التعليم العربي. أما الصحفي وديع عواودة فأكد أهمية تشخيص الحالة اللغوية السائدة ودعا إلى إيلاء جهد خاص للعوامل الذاتية.
نقاش واقتراحات عملية
ثم دار نقاش مثر شارك فيه كلٌ من د. احمد مصالحة، د. نبيه القاسم، المربية عايدة نصرالله، د. أيمن اغبارية، د. هالة اسبنيولي، الباحث مروان أبو غزالة، د. عبد الرحمن مرعي، د. موسى اغبارية، د. يوسف جبارين، ولخصه البروفيسور محمد أمارة.
ومن أبرز الملاحظات والتوصيات العملية التي طرحت في النقاش:
1. كون التصوّر أداة ضبط للغة من جهة والطموح إلى أن تحرّر اللغة الطالب من جهة ثانية؛
2. الحاجة إلى إقامة مركز أبحاث للغة العربية من أجل إنتاج معرفة في المجال؛
3. العمل إقامة منتدى لمعلمي اللغة العربية ضمن المجلس التربوي العربي المنبثق عن لجنة متابعة قضايا التعليم العربي ؛
4. الحاجة إلى إقامة مجلس ثقافي عربي مموّل من الدولة يعمل مع المسارح والمكتبات العامة وغيرها من الأطر الجماهيرية والمجتمعية؛
5. فحص إمكانية إلزام كتابة اللغة العربية في اللافتات واليافطات؛
6. إقامة دورات إلزامية في اللغة العربية لكبار موظفي السلطات المحلية العربية؛
7. دور المجلس التربوي العربي في ترشيد المدارس العربية بناءً على التصوّر المستقبلي؛
8. ضرورة تسمية الأماكن التاريخية والحديثة في مواجهة مشاريع العبرنة والتهويد وتهميش اللغة العربية.