الحضور انتقلوا إلى النصب التذكاري حيث وضعوا أكاليل الزهور وكان في استقبالهم هناك عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي وعضو اللجنة الشعبية عادل عامر ورئيس اللجنة الشعبية اللذين أثنيا على أهمية هذه المبادرة
نادر صرصور ريس بلدية كفر قاسم قدم مداهلة هامة أكد فيها على دور الشباب بتخليد ذكرى المجزرة وشدد على الدور الهام المنوط بالأحزاب السياسية، كما خصص قسطا كبيرا من مداخلته للتحذير من تصاعد خطاب الترانسفير العنصري
أحيت الشبيبة الشيوعية الذكرى الـ 54 لمجزرة كفر قاسم الرهيبة، ببرنامج مهيب في المدينة شارك به العشرات من العرب واليهود جنبا إلى جنب، وكانت المحطة الأولى بتوزيع منشور في مدخل البلدة بمئات النسخ، تضمن سردا مقتضبا عن حيثيات المجزرة الرهيبة والأهداف السياسية من ورائها بترهيب أهالي المثلث الجنوبي وترحيلهم إبان انشغال العالم بالعدوان الثلاثي على مصر، وأردف البيان أن هذه المؤامرة ما كانت لتفشل لولا تشبث الناس بأرضهم والدور التاريخي الهام للقائدين الشيوعيين توفيق طوبي وماير فلنر بكسر الحصار عن البلدة والكشف عن المجزرة وفضح تفاصيلها.
عقلية الترانسفير والاستعلاء القومجي
وأضاف البيان: "اليوم وبعد 54 عاما، نرى بأن العقلية ذاتها، عقلية الترانسفير والاستعلاء القومجي التي أباحت دماء المواطنين العرب في حينها صارت اليوم أكثر مركزية وهو ما يؤكده مزاد اقتراحات القوانين العنصرية وتنفيذ مناورة الترانسفير وتصاعد الهجمة الفاشية على الجماهير العربية وقياداتها وعلى كل ما هو ديمقراطي في البلاد". وأردف: "إلا أننا وأمام هذه الهجمة وتماما كما وقفنا في وجه المجزرة، لا نملك إلا خيار التحدي فالجماهير العربية حسمت علاقتها بوطنها من خلال مسيرة التجذر والمواجهة التي لم تنطقع يوما فإما عليها وإما فيها".
الفاشية والعنصرية
وانتهى المنشور بالتوجه إلى أهالي كفر قاسم: "جئناكم اليوم ضمن وفد عربي يهودي واسع من كوادر الشبيبة الشيوعية لنشارك وإياكم بالتحضيرات لإحياء ذكرى المجزرة ولنؤكد أن معركة البقاء متواصلة بل ومتصاعدة وأنها شأن للجماهير العربية وكل القوى التقدمية في هذه البلاد وأنه لن يهدأ لنا بال إلا بالاعتراف الاسرائيلي الرسمي بالمجزرة والعمل على اصلاح الغبن التاريخي اللاحق بكفر قاسم جراءها، ومعا نواصل المشوار إلى ينقلع الاحتلال ويعم السلام العادل، إلى أن تكنس الفاشية والعنصرية ويحظى المواطنون العرب بالمساواة القومية والمدنية التامة وإلى أن نحقق العدالة الاجتماعية واحقاق كافة الحقوق المشروعة".
هذا وتم أيضا توزيع نشرة تربوية خاصة وغنية بالمعلومات أصدرتها جبهة كفر قاسم الديمقراطية تحت عنوان "49 مصطلحا حول المجزرة" والتي تضمنت معلومات قيمة حول المجزرة وتم توزيع هذه النشرة على معظم طلاب البلدة.
المشاركة في مسيرة المشاعل
ومن ثم انتقل الحضور إلى النصب التذكاري حيث وضعوا أكاليل الزهور وكان في استقبالهم هناك عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي وعضو اللجنة الشعبية عادل عامر ورئيس اللجنة الشعبية اللذين أثنيا على أهمية هذه المبادرة.
مسيرة المشاعل
ومن هناك انتقل الوفد إلى مركز البلدة ليلتحم مع مسيرة المشاعل السنوية التي درج على اقامتها مركز الصم في البلدة، وشارك بها المئات حيث طغى حضور الشباب والشابات على وجه الخصوص. ورددت كوادر الشبيبة ومعها سائر المشاركين في المسيرة الشعارات المنددة بالسياسات الاسرائيلية الاجرامية بحق المواطنين العرب.
ومع انتهاء المسيرة ألقت الشابة الصماء موعاد صرصور، تحية بلغة الاشارات أمام الجمهور وقامت بترجمتها المرشدة روز عامر المسؤولة عن مركز الصم في كفر قاسم، وأكدت صرصور على التزام المركز بإقامة المسيرة بشكل سنوي عشية ذكرى المجزرة.
جولة تثقيفية في المتحف
بعيد المسيرة استمر النشاط الخاص بالشبيبة الشيوعية التي نظمت جولة في متحف البلدة، وقام عادل عامر هناك بتقديم الشرح الوافي حول المجزرة وللإشارة إلى هول الفاجعة التي ضربت كل بيوت القرية حينها قال عامر أن مقتل 49 مواطنا من أصل 1500 مواطن، يعني في مقاييس اليوم، وبنفس النسبة أن ترتكب مجزرة بحق 640 مواطنا في كفر قاسم التي يبلغ تعداد سكانها اليوم الـ 20 ألف نسمة.
وتوقف عامر عند التصدي للمجزرة والدور الهام للقائدين الشيوعيين ماير فلنر وتوفيق طوبي بفضح المجزرة، وعند بناء النصب التذكاري في الذكرى العشرين، كما وصف عامر المحاكمة الهزيلة للمجرمين والصلحة المشينة التي فرضها زلم الحكم العسكري على البلدة. ومن ثم تم عرض فيلم عن المجزرة سجلت فيه شهادات العديد من الناجين والجرحى.
دور هام للشبيبية بتخليد الذاكرة
وفي الفقرة الأخيرة من البرنامج قدم رئيس بلدية كفر قاسم، المربي نادر صرصور، مداهلة هامة أكد فيها على دور الشباب بتخليد ذكرى المجزرة وشدد على الدور الهام المنوط بالأحزاب السياسية، كما خصص قسطا كبيرا من مداخلته للتحذير من تصاعد خطاب الترانسفير العنصري وما يحمله من مخاطر حقيقية، كما وحذر بشكل خاص من محاولات السلطة باستهداف الشباب العرب وخاصة من خلال مؤامرة الخدمة المدنية.
وانهتى البرنامج بكلمة مقتضبة من سكرتير عام الشبيبة الشيوعية، أمجد شبيطة، الذي قال أن الشبيبة أرادت بهذا النشاط أن تسجل موقفا سياسيا حول أهمية إحياء الذكرى وتخليدها لتكتسب بذلك الأدوات اللازمة لمواجهة التحديات الراهنة. كما تقدم شبيطة بالشكر الجزيل لكل من أسهم بإنجاح هذا النشاط، خاصا بالذكر اللجنة الشعبية في كفر قاسم وبلديتها.