الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 01:02

محمود خطيب يكشف حقائق مثيرة عن الأمراض

كل العرب
نُشر: 01/11/10 12:02,  حُتلن: 15:14

محمود خطيب:

 11.6% من الوفيات عند النساء العربيات كان سببها مرض السكري مقابل 8.5% عند الرجال العرب

تفادي الإصابة بمرض السكري يتم عن طريق المحافظة على نهج حياة صحي وممارسة الرياضة وعادات تغذية صحية

 27% من النساء العربيات تم الكشف عن إصابتهن بمرض سرطان الثدي في المرحلة الأولى من المرض مقابل 42% عند النساء اليهوديات في الأعوام 2000-2002

إن الادعاء بان المجتمع العربي يحتل المراتب الدنيا في كل المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية في البلاد وفي كل "الايات" التي تخطر ببالك والتي لم تخطر ببالك (المقصود بالايات كل المصطلحات التي تنتهي بالتاء المربوطة) لهو ادعاء لا أساس له من الصحة!!! إذا ما اطلعنا على معطيات الصحة، التي تفرض نفسها على المسئولين كحاجة ملحة، خصوصا إذا كان الأمر يتعلق بمرض السرطان والقلب والسكري وليس الأنفلونزا والحمى والقحة.

الصحة تاج على رؤوس الأصحاء
وبالرغم من أن "الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى" كما قال الإمام علي كرم الله وجهه، إلا أن الفجوات الصحية بين المواطنين العرب واليهود في البلاد والأضرار النفسية المؤلمة والاقتصادية الباهظة المترتبة عليها لم تبقَ فسحة لكل منا حتى يخوض تجربة المرض – عافنا الله وإياكم - ليعلم حق اليقين أن "الصحة تاج على رؤوس الأصحاء"، فالقضية تحتاج إلى تدخل سريع لمنع تدهور الأوضاع للأسوأ.

متوسط العمر
ففي العام 2008 بلغ متوسط العمر عند النساء اليهوديات 83.3 عاما، بينما بلغ عند النساء العربيات 79.7 عاما، وفي أوساط الرجال اليهود بلغ 79.9 عاما بينما بلغ عند الرجال العرب 75.9.
وفي العام 2007 21.1% من الوفيات كان سببها مرض السرطان عند الرجال العرب مقابل 27% عند الرجال اليهود، 19.6% عند النساء العربيات و 31.4% عند النساء اليهوديات.
قد تبدو هذه الأرقام لأول وهلة مشجعة! لكن الصورة تنقلب رأسا على عقب إذا ما قمنا بالتدقيق في هذه الأرقام. فعلى سبيل المثال، أظهرت الأرقام التي تتعلق بسرطان الثدي، انه في العام 2002 بلغت نسبة النساء اليهوديات المصابات بهذا المرض 96 امرأة لكل 100,000 امرأة هذه النسبة انخفضت في العام 2006 لتصل إلى 84 لكل 100,000 امرأة أي انخفاض بنسبة 13%. بينما في العام 2002 بلغت نسبة النساء العربيات المصابات بهذا المرض 41 امرأة لكل 100,000 امرأة هذه النسبة ارتفعت في العام 2006 لتصل إلى 89 امرأة لكل 100,000 امرأة أي ارتفاع بنسبة 44%.

مرض السرطان
بالرغم من التفوق الملحوظ لمرض السرطان لكونه السبب الرئيسي للوفيات عند الرجال العرب واليهود والنساء اليهوديات إلا أن الأمر ليس كذلك عند النساء العربيات، فنسبة 22% من الوفيات عند النساء العربيات كان سببها مرض القلب مقابل 19.5% عند الرجال العرب، 17.7% عند الرجال اليهود و 15% عند النساء اليهوديات، وبلغت نسبة الرجال العرب ما فوق سن ال 20 الذين يعانون من هذا المرض 8.9% مقابل 4.4% عند النساء العربيات، 7.8% عند الرجال اليهود و 3.5% عند النساء اليهوديات.

مرض السكري
وجاء مرض السكري في المرتبة الثالثة في أسباب الوفاة عند النساء العربيات، إذ تبين أن 11.6% من الوفيات عند النساء العربيات كان سببها مرض السكري مقابل 8.5% عند الرجال العرب، 5.6% عند الرجال اليهود و 5.7% عند النساء اليهوديات. وفي العام 2007 بلغ عدد مرضى السكري في البلاد 92,000، وبلغ نسبة الرجال العرب ما فوق سن ال- 20 الذين يعانون من هذا المرض 12.5% مقابل 11.5% عند النساء العربيات، 7.1% عند الرجال اليهود و 5.3% عند النساء اليهوديات.

درهم وقاية خير من قنطار علاج
وكما أن للموت أسباب فإن لهذه الأمراض أيضا أسبابا وعلاجا. ولا يخفى على كثير منكم القول المشهور "درهم وقاية خير من قنطار علاج" فالدرهم عند القدماء هو عملة فضية والقنطار وحدة وزن تبلغ 150 كيلوغرام وقنطار من الفضة يبلغ ثمانون ألف دينار فضة كما جاء في لسان العرب. والعجيب أن تكلفة الوقاية من هذه الأمراض لا تقارن إذا ما قيست بتكلفة العلاج في حالة الإصابة بها، والمعاناة المتربة على ذلك والاحتمالات المنخفضة لنجاح العلاج.
وقد أثبتت الأبحاث والتجارب دون جدل أهمية الكشف المبكر عن السرطان كعامل أساسي لزيادة احتمال نجاح العلاج. وبهذا الصدد تشير الأرقام إلى أن 27% من النساء العربيات تم الكشف عن إصابتهن بمرض سرطان الثدي في المرحلة الأولى من المرض مقابل 42% عند النساء اليهوديات في الأعوام 2000-2002. النتيجة المتوقعة لهكذا فجوة هي أن نسبة البقاء على قيد الحياة بعد خمس سنين من اكتشاف المرض تصل إلى 77.8% عند النساء العربيات مقابل 86.6% عند النساء اليهوديات! يشار إلى أن فحص الأشعة لسرطان الثدي هو الطريقة الأنجع للكشف عن الإصابة بالمرض، بالرغم من ذلك فقط 36.3% من النساء العربيات صرحن بأنهن قمن بأجراء الفحص مرة واحدة في حياتهن مقابل 51.1% عند النساء اليهوديات.

فحص الأشعة لسرطان الثدي
وهنا نقول انه إذا وجدت التوعية الكافية والناجعة وتوفرت أجهزة فحص الأشعة لسرطان الثدي بالقرب من أماكن السكن النساء العربيات فإن هذا يمثل "الدرهم" الذي يوفر التكاليف على خزينة الدولة ويوفر على المرضى "القناطير" من العلاج.
وقد أثبتت الأبحاث أيضا أن التدخين هو احد أهم أسباب مرض القلب، إذ تشير الأرقام في دائرة الإحصاء المركزية أن 54% من الرجال العرب فوق سن أل 20 يدخنون السجائر مقابل 28% عند الرجال اليهود و 19% عند النساء اليهوديات و 5% عند النساء العربيات.
وكذلك هنا، إذا وجدت التوعية الكافية والناجعة وتوفرت دورات الإرشاد التي تقع تحت مسؤولية صناديق المرضى بالقرب من أماكن سكن السكان العرب، وتم إدخال الأدوية ذات التكلفة الباهظة التي تساعد على الفطام من عادة التدخين إلى سلة الأدوية بحيث تكون الحكومة شريكة في تمويلها، فإن هذا سيكون "الدرهم" الذي سيوفر على خزينة الدولة وعلى المرضى "القناطير" من العلاج.

سمنة مفرطة
"المعدة بيت الداء" و "ما ملأ ابن ادم وعاء شرا من بطنه" هذا ما قاله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. وكما هو معروف فانه بالإمكان تفادي الإصابة بمرض السكري عن طريق المحافظة على نهج حياة صحي – ممارسة الرياضة وعادات تغذية صحية. تشير الأرقام في دائرة الإحصاء المركزية إلى فجوات هائلة بما يتعلق بالسمنة المفرطة بين النساء العربيات واليهوديات. فقد بلغت نسبة النساء العربيات اللاتي يعانين من سمنة مفرطة في العام 2004 41% مقابل 22% عند النساء اليهوديات والرجال العرب و 18.5% عند الرجال اليهود. وإذا أخذنا عامل الجيل بالحسبان ففي الأعوام 2005-2007 بلغت نسبة النساء العربيات اللاتي يعانين من سمنة مفرطة في جيل 55 حتى 75 حوالي 70% مقابل 30% عند النساء العربيات.

الإرشاد والتوعية
طبعا يمكن تفادي السمنة المفرطة؛ أولا، عن طريق إتباع نظام غذائي صحي، وكما هو معروف فأن مسؤولية الإرشاد والتوعية تقع بالأساس على صناديق المرضى، التي عادة توجه مرضاها للترشيد والتوعية بعد أن يقع الفأس بالرأس، أي بعد تشخيص الإصابة بمرض السكري. وثانيا عن طريق ممارسة الرياضة، فقد بلغت نسبة النساء العربيات اللاتي يمارسن الرياضة بشكل دائم فقط 7.3% و 13.7% عند الرجال العرب (حسب المسح الاجتماعي الاقتصادي 2007 الصادر عن جمعية الجليل) مقابل 33.3% عند النساء اليهوديات و 37.5% عند الرجال اليهود (حسب معطيات دائرة الإحصاء المركزية). من الممكن أن نعزو جزءا كبيرا من الفجوات في نسب ممارسة الرياضة بين السكان العرب واليهود إلى عدة أسباب منها عدم الوعي، وعدم توفر أماكن ونوادي ملائمة لذلك.

نظام غذائي صحي
إذا وجدت التوعية الكافية والناجعة بما يتعلق بإتباع نظام غذائي صحي، وتوفرت دورات الإرشاد التي تقع تحت مسؤولية صناديق المرضى بالقرب من أماكن سكن السكان العرب، وتوفرت الأماكن والنوادي المناسبة والملائمة التي تسهل وتشجع ممارسة الرياضة فان هذا يمثل "الدرهم" الذي يوفر على خزينة الدولة وعلى المرضى "القناطير" من العلاج.
إن الجزء الأكبر من مسؤولية توفير درهم الوقاية يقع أساسا على الحكومة وصناديق المرضى، لكن إذا حدث التقصير هنا، فلا بد من المتابعة من قبل المؤسسات وكل من يعنيه ويخصه الأمر لكل ما تقوم به الحكومة وصناديق المرضى وللميزانية المخصصة لمعالجة هذه الظواهر، وهذا جزء من الجهد الذي نقوم به ضمن مشروع "الأقلية والمرأة الفلسطينية في الموازنة الحكومية" في جمعية الجليل، مركز إعلام ومدى الكرمل.

صحتك هي  الوسادة الناعمة
بالرغم من أن الجزء الأكبر من مسؤولية توفير الوقاية يقع أساسا على الحكومة وصناديق المرضى حافظ أخي القارئ على صحتك فإنها الوسادة الناعمة التي تستند إليها أيام الشيخوخة، ولا تنسى عزيزي القارئ أنك أنت المسئول الأول عن المحافظة على صحتك وانك أنت الذي يدفع الفاتورة في النهاية، إن كان ذلك من حياتك – أطال الله في عمرك – أو من صحتك - عافانا الله وإياك - أو من وقتك ومالك – بارك الله لنا ولك في أوقاتنا وأموالنا. فالمثل يقول "ما بحك ظهرك مثل ظفرك" ويقول الله عز وجل في كتابه العزيز: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (البقرة:١٩٥)﴾. 

مقالات متعلقة

.