د. ناطور قال انه أخذ من اميل توما العديد من المفاتيح لفهم السياسة الدولية وكذلك التحركات السياسية في الشرق العربي وعلى رأسها فهم الدور الامبريالي الأمريكي في المنطقة
احتفل مساء السبت بافتتاح مكتبة على اسم د. اميل توما في مدرسة مار الياس، بناية "مريم بواردي" في عبلين، بحضور عدد كبير من رفاقه وأصدقائه وأقاربه وطلاب المدرسة ومعلميها. وهي تضم مكتبته الخاصة التي تشمل كتبا عديدة وقيمة في الدراسات العربية والاسلامية والفكر الماركسي وبلغات مختلفة.
اسهامه في كتابة التاريخ العربي
افتتح الاحتفال الدكتور جوني منصور نائب المدير مرحبا باسم المدرسة ومشيدا بمبادرة العائلة التبرع بمكتبته لهذه المؤسسة التربوية ثم تلاه الأستاذ عاصم خوري مدير المدرسة معربا عن اعتزازه لإحتضان المدرسة مكتبة اميل توما ومشيدا بشخصيته وفكره واسهامه في كتابة التاريخ العربي والفلسطيني وباسم العائلة تحدث نجله الفنان ميخائيل توما شاكرا ادارة المدرسة على تنظيم الاحتفال وعلى الاهتمام المهني والرفيع بالمكتبة آملا أن تخدم الأجيال الناشئة كذلك تحدث عن جوانب انسانية من حياة والده وأثنى على مبادرة والدته حايا توما التي كانت صاحبة المبادرة ولكنها رحلت في العام الماضي ولم تحظ بحضور هذا الحفل.
تلا حفل الإفتتاح ندوة بعنوان "اميل توما -المؤرخ والتاريخ لماذا ذاكرة التاريخ مسألة ذات اهمية؟" أدارها الدكتور جوني منصور وافتتحها الاستاذ الشاعر شوقي حبيب بقراءة قصيدة كان قد كتبها في ذكرى الأربعين بعنوان "علمت أجيال الرفاق". وعرض شريط قصير اعده ميخائيل توما يصور محطات هامة في مسيرة والده الشخصية والعائلية والسياسية، تحدث فيه عدد من رفاق دربه هم عودة الأشهب، سلمان ناطور، بنيامين غونين ومتيا نصار ولقطات من مقابلات مصورة كانت أجريت مع الدكتور اميل توما وزوجته حايا.
كتابة التاريخ الفلسطيني
ثم تحدث عصام مخول، النائب السابق في الكنيست ومدير معهد اميل توما مشيدا بشخصية اميل توما المؤرخ والمفكر والسياسي الشيوعي الذي لم يكتب التاريخ فقط بل كان شريكا في صنعه كقائد من ابرز قيادات الجماهير العربية وكمناضل في صفوف الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، كذلك تحدث عن رؤيته في اعادة كتابة التاريخ الفلسطيني ردا على الرواية الاسرائيلية معقبا على مقال نشره مؤخرا الوزير الليكودي السابق موشي أرنس وفيه ينكر وجود رواية فلسطينية عن النكبة ويدعو إلى نفي هذه الرواية وعدم تدريسها وأكد مخول أن نفي رواية فلسطينية هو تنكر لوجود الانسان الفلسطيني على أرضه وفي وطنه. لذلك فان العودة إلى ما كتبه اميل توما هي التأكيد على الهوية والحق في البقاء على هذه الأرض.
وتحدث الأديب سلمان ناطور عن اميل توما كما عرفه خلال سنوات العمل معه ، ليس فقط كمفكر وقائد سياسي وصحفي ومؤرخ بل كإنسان أيضا استطاع القيام بمهمات جسيمة بموهبة فذة وبضبط للوقت ودقة ومهنية عالية.
وقال ناطور إنه أخذ من اميل توما العديد من المفاتيح لفهم السياسة الدولية وكذلك التحركات السياسية في الشرق العربي وعلى رأسها فهم الدور الامبريالي الأمريكي في المنطقة، كما تحدث عنه محررا لجريدة الاتحاد واهتمامه الكبير بدقة اللغة وتفادي الأخطاء اللغوية والمطبعية في الجريدة التي كان يعتبرها ليس جريدة حزب بل جريدة شعب وعليها صيانة اللغة العربية والحفاظ عليها.
وكانت المداخلة الأخيرة للأستاذ االمربي اسكندر عمل فتحدث باسهاب عن اميل توما المؤرخ الذي كتب تاريخا آخر منطلقا من رؤية ماركسية طبقية ولكنه اعتمد المهنية والموضوعية في كتابة التاريخ اذ لم يكن أحادي المصادر بل اعتمد أيضا على مصادر يهودية وصهيونية تؤكد من حيث لا تقصد تحليله للأحداث السياسية التي كان يتناولها. ودعا الأستاذ عمل إلى تدريس كتب اميل توما واعتمادها كمراجع اساسية في قراءة التاريخ العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص.