غصوب أيوب سرد قصة مغزاها أن الغريب حقه مهضوم ومن السهل تجاهل حقوقه وأنه يشعر بالغربة أينما كان
عاد العشرات من أهالي اقرث إلى قريتهم المهجرة بعد غياب دام 62 عاما لإحياء ذكرى نكبتهم ونكبة اقرث، فقبل 62 سنة قامت سيارات جنود الجيش بترحيل القسم الأكبر من أهالي إقرث لقرية الرامة ولمدة لا تتجاوز الأسبوعين معللين ذلك بالحفاظ على سلامة الجمهور.
الأسبوعين اللذين وعدت بهما قيادة الجيش لم ينتهيا بعد بالرغم من مرور أكثر من 62 عاما على ذلك الوعد.
البرنامج لإحياء ذكرى نكبة اقرث بدأ في مقبرة القرية حيث زار المشاركون قبور أهالي القرية ووضعوا أكاليل الزهور عليها... ثم قاموا بجولة في بيادر القرية ومسطح بنائها المهدم ،واتجهوا لكنيسة القرية للمشاركة بالقداس الإلهي الذي أقامه كل من قدسي الأبوين إبراهيم داود وسهيل خوري اللذين أكدا أهمية هذا اليوم وصليا من أجل راحة نفوس المتوفين من أهالي القرية داعين الله أن يعيد أهالي القرية لقريتهم بعد طول غياب.
تلا القداس الإلهي فعالية ثقافية أدارها كوكب خوري وخليل سبيت مع مجموعة من أهالي القرية الذين عايشوا التهجير الذي شدد على أهمية الترابط الاجتماعي.
عودة الحق لنصابه
وقد أكد رزق الله عطاالله – أبو البير, والذي كان ابن 18 سنة أثناء التهجير على أهمية هذا اللقاء وما يثير في نفسه هذا اليوم من تداعيات وعرض مشاعره في هذا اليوم ومدى ألم فراق الأهل والذي يعاني منه. وقال: " هذا اللقاء عزيز على نفسي ,نحن أخوة, أهالينا تساعدوا في معيشتهم في محبة وترابط قوي لم يدم, أتمنى أن نبقى حتى تتم عودتنا. وقد تلا قصيدة تعبر عن مشاعره في هذه المناسبة. وحول تفاؤله بالعودة فقد أكد أنه لا يجوز إلا أن يعود الحق لنصابه لنعود ونبني القرية من جديد.
تلاه أسعد داود – أبو يعقوب, والذي كان أبن 21 سنة أثناء التهجير حيث شكر القائمين على هذا البرنامج وتمنى للجميع المثابرة حتى العودة وقال: " الغربة صعبة, يا رب ساعدنا في أن نرجع لبلدنا وبيوتنا حيث لا نشعر بالغربة ".
معروف أشقر - أبو نعمة, والذي كان ابن 17 سنة أثناء التهجير, سرد عملية دخول الجيش الآمن دون المقاومة وتفاصيل حول تلك الفترة.
بولس خوري - أبو وليد, سرد تفاصيل حول تلك الفترة وحول تجواله في القرى المحيطة للقرية. وقال: " اليوم أنا أعيش مشاعر من الحزن والأسى"
نديم أشقر - أبو خليل, والذي كان ابن 19 سنة أثناء التهجير, سرد أحوال المعيشة الصعبة خارج إقرث وما عانوه خلال غربتهم, حيث أنه وخلال سنين طوال بقوا ساكنين في غرف مستأجرة.
غصوب أيوب – أبو جريس, سرد قصة مغزاها أن الغريب حقه مهضوم ومن السهل تجاهل حقوقه وأنه يشعر بالغربة أينما كان وينتظر العودة الأكيدة لبلده.
القيمة التربوية والثقافية
وأشار عماد يعقوب إلى ضرورة تراص الصفوف وتنمية الانتماء لدى الشباب والأطفال من خلال سرد التاريخ الصحيح وعلى لسان أهاليهم.
وقد أكد د.إبراهيم عطاالله, الناطق الرسمي للجنة أهالي إقرث, القيمة التربوية والثقافية لمثل هذه اللقاءات وأن هذا اللقاء عبارة عن حلقة من سلسلة طويلة كان قد بدأها الآباء والأجداد لحفظ ميراثهم الحضاري في هذا البلد العزيز.
اختتمت فعاليات هذا اليوم على أنغام الموسيقى والألحان الشذيّة الملتزمة التي أداها كل من البير ومروان وماريا مرعب.