"لا".. كلمة بسيطة تغيّر حياتنا.. كلمة صغيرة وسهلة النطق، لكنها تكون في بعض الاحيان من اصعب الكلمات التي تخرج من أفواهنا
قلنا" نعم" بينما أردنا أن نقول "لا"، فوجدنا أنفسنا بلا وقت ولا طاقة ولا خطة أو نظام يساعدنا على مواصلة العمل ويحفزنا على الإنجاز
هل تعانين من قول "نعم" واذا الإذعان يتركك مجهدة.. لقد حان الوقت لتعاقبي نزعة الايثار الداخلية لديك والبدء بوضع اهتماماتك الذاتية أولاً. "نعم"، لقد ارتكبنا ذلك الخطأ كثيراً. كنا متردّدين ومهزوزين عندما تطلب الأمر اتخاذ القرار . قلنا" نعم" بينما أردنا أن نقول "لا"، فوجدنا أنفسنا بلا وقت ولا طاقة ولا خطة أو نظام يساعدنا على مواصلة العمل ويحفزنا على الإنجاز. لقد حان الوقت لننبذ تردّدنا ونبدأ في اتخاذ قرارات واضحة وصريحة. لماذا ؟ لأنه غير مجد وغير محمود وغير منطقي وغير أخلاقي وغير مأمون أن يعيش الإنسان متردداً.
"نعميون" عن قصد ودون قصد
"لا".. كلمة بسيطة تغيّر حياتنا.. كلمة صغيرة وسهلة النطق، لكنها تكون في بعض الاحيان من اصعب الكلمات التي تخرج من أفواهنا، لأنها كلمة قوية ومؤثرة يمكن أن تصدم أو تؤذي مشاعر الذين نحبهم أو الذين تهمنا ديمومة العلاقة معهم.
قد تتردّدين كثيراً قبل أن ترفضي طلباً للآخرين، لكن تذكري أن كلمة "لا" يمكن أن توفر عليك الوقت والمال وتحمي بيتك وأطفالك وعلاقاتك الإنسانية وتنقذك من كثير من المشاكل اليومية، لذا عليك أن تكوني حازمة حين يحتاج الموقف للحزم، وتقولي "لا" دون أن تشعري بالذنب لأنك ستقولينها بطريقة دبلوماسية وتوظفين بعض الاستراتيجيات من أجل إنجاح المهمة. بكلمة أخرى، إننا عندما نعجز على أن نقول "لا"، نصبح موافقين دون أن نتفق، ومنافقين دون أن نقصد، أي نصبح " نعميين " من أصحاب : " دائماً نعم" .
قوة "لا"
لقد حان الوقت لنتوقف عن تردّدنا ونكون حاسمين لتنفيذ قوة " لا" . نحن نمثل العدو الأول لأنفسنا عندما نجيب بـ " نعم"على كل طلب أو اقتراح، ونقع ضحية قراراتنا النمطية عندما نجيب بنعم . استخدمي قوة نموذج " لا" لتحويل الـ " لا " الداخلية غير المنطوقة إلى " لا " خارجية منطوقة ومسموعة وصريحة شديدة اللهجة، فكثيراً ما نفكر ونحاول ونتمنى لو أننا نستطيع أن نقول " لا " بملء أفواهنا لكننا لا نلبث أن نتراجع ونقول " نعم" لنعيش بعد ذلك صراعاً عنيفاً في داخلنا ، فإن مفتاح النجاح هو أن نقول " لا " بثبات وبأسلوب يمكن أن يسمع ويؤخذ مأخذ الجد.
مما تتكوّن " لا "؟
من الهــــدف مفتاح كل ما تحتاجين أن تعرفيه لتحددي بعد ذلك لماذا تمّ عرضه، ومدى اتفاقه مع أهدافك الرئيسية:
• هل الطلب آمن أم خطير ؟
• هل يتفق مع أهداف المنظمة ؟
• هل يتفق مع الأهداف الشخصية أو العائلية ؟
• ما مدى تأثير هذا الطلب على السعادة الشخصية سواء بالسلب أو الإيجاب ؟
من الاختيــارات .. كأن تنظري في قرار ما إذا كنت ستعينين موظفاً للقيام بعمل ما، أم ستقومين به بنفسك للتوفير أو الإتقان أو لعدم توفر الموظف البديل .
من الروابط العاطفية.. لأن مشاعرك تنمو وتنضج من خبرة لأخرى فتشعرين بارتياح تجاه موضوع معين، بينما تشعرين بنفور شديد غير مفسّر تجاه موضوع آخر.
من الحقوق والواجبات.. التي تؤكد لك ما إذا كان الطلب عقلانياً وقانونياً أم لا، أما الواجبات فهي الأعمال والأفعال والالتزامات كالمهام القانونية والأخلاقية والعقلية التي يتوقع منك الناس أن تلتزمي بها في حياتك .
باختصار فإنه من الأفضل أن تقولي " لا" من أن تقولي " نعم" وتعني بها " لا، " إذ يصبح الرفض ذا معنى عندما يبنى على أساس القيم والمعتقدات، ومن الأمور المهمة في عملية الرفض أو الموافقة، الصدق مع النفس في تحديد تلك المعتقدات والقيم حيث إن الرفض والموافقة سيسريان على الجميع ولن يتأثرا بكون صاحب الطلب زوجاً أو طفلاً أو زميلاً أو صديقاً أو حتى مديراً .
كيف يقول الناس " لا"؟
1- المباشر : يبدأ جملة الرفض بـ " لا" ولا يضيف شيئاً بعدها ولا يضع أعذاراً لذلك الرفض، مما لا يعطي أيّ مساحة للتفاهم أو التفاوض، ويتضمن حضوره نبرة صوت واتصال عيني مباشر .
2- غير مباشر : يقرر أن يقول " لا" ويعبّر عن رفضه الشديد، لكن قد ينتهي به الأمر إلى الظهور بمظهر المتردّد فتجده مثلا يقول:" لا أعتقد أنني سوف أستطيع".. وربما يفعل الأسوأ فيقول : " حسناً " ويبدي موافقته المترددة ، ثم لا يلتزم بها لأنه لم يقصدها أبداً، وتكون نبرة صوته ضعيفة غير الحاسمة أو حتى يتفادى نظرات الآخرين .
3- المهذب : يستخدم أفضل المصطلحات للتعبير عن رفضه الحاسم ، كما يهتم بما هو مطلوب منه ، ويهتم بصاحب الطلب ذاته كقوله:" لا... أشكرك ". أما بالنسبة للحضور، يعتبر الشخص المهذب من أكثر الشخصيات احتراماً وثقة وعطفاً وهو كثيراً ما يستخدم نبرة صوت دافئة .
4- المفصل أو التفصيلي : يعرف سبب الرفض جيداً ، فيبدأ في ذكره وتعزيز إجابته به ، فتجده على سبيل المثال يقول:"لا.. لن اشترك في مشروعات إضافية لأنني أملك من المشاريع مالا يتحمله وقتي " . يعتبر محايداً وعقلانياً وعادة ما يستخدم المفصل نبرة صوت هادئة ولكنها مليئة بالحيوية .
5- الملهم : يرفض دون أن يتسبّب في جرح أو إغضاب أحد، فتجده على سبيل المثال يقول :" أشكرك في التفكير بي للقيام بتلك المهمة ولكني غير متحمس تماماً لذلك العرض، ولذلك فلن أشارك فيه للأسف" . يعتبر من الشخصيات المريحة والواثقة من نفسها ودائماً يستخدم نبرة صوت هادئة وواثقة .
6- الجشع : يجد راحته وضالته في الرفض فهو يشعر بسيطرته على الآخرين ومن تعبيراته المفضلة : "لا بالطبع .. كيف تفكر بهذه الطريقة ؟"، أو :" أنت تعرف جيداً استحالة هذا الأمر وبهذه الطريقة". يعتبر الجشع من الشخصيات البغيضة، لكنه واثق وثابت لما يتميز به من صرامة وغالباً ما تكون درجة صوته عالية ومتزمتة .