حنين:في العيد ابكي واتالم واحزن
ام الاديب:
كنت اتمنى ان ازورهما في العيد لاعيش معهما لحظات الشوق للام لفلذات كبدها واخفف من حنيني لهم
انه ظلم كبير وعناء مستمر ونصلي لله في هذه الايام المباركة لينتهي ويجتمع شملنا مع ابناءنا الاسرى
كل الامهات كن يفرحن بالعيد الا قلبي الذي لا زالت افراحه مؤجلة
"لا احب ان ياتي العيد رغم انه من اهم المناسبات في حياتنا ، ولكن العيد ليس لنا نحن الامهات الفلسطينيات لان الاحتلال اعتقل اعيادنا و سلبنا وحرمنا كل معاني الفرح وحتى طعم العيد فهو سجين معنا " كلمات رددتها الوالدة صفية (57) عاما في منزلها في جنين في اليوم الاخير من وقفة العيد لتعبر عن حزنها والمها وهي تستقبل العيد في غياب ولديها اديب جمال عوض ابو حسين القط ابرز قادة "كتائب شهداء الاقصى" ومهند القابعين في السجن ، فمنذ 10 سنوات وهي محرومة من ابناءها بسبب ملاحقة الاحتلال لهم ، فعاشت كما تقول " طوال الفترة الماضية الخوف والقلق على حياتهم و مصيرهم بين المطاردة والملاحقة الاصابة والاعتقال ، فلم يمر عيد وابناءي معي ، فقد مر عشرين عيد علي وعلى اسرتي لم يجتمع شملي بهم لمرة واحدة ، ولن تختلف الصورة في عيد الاضحى هذا العام لان جرح الاحتلال لا زال ينزف ودموعي لا زالت تذرف وانا اشتاق لعناق اديب ومهند الذين لن اتمكن حتى من زيارتهم في العيد".
لا عيد ....
ام الاديب لم تجهز كعك وحلوى العيد كما هي عادة كل النساء بل اقتصرت تحضيراتها على ترتيب منزلها وتزيين بصور احبتها المغيبين عن جنباته التي لو نطقت كما تقول "لروت كم هي تشتاق لهم كقلبي وحضني ، فلا عيد لنا رغم محاولة اولادي الذين افرج عنهم بعد محطات عذاب واعتقال مختلفة التخفيف عني ، ولكن لم ولن اشعر بفرح ما دام اديب ومهند في السجن ،فهناك فراغ كبير ونقص لا تصفه كلمات خاصة واننا حتى لن نتمكن من معايدتهما في سجنهما" ، واضافت "كنت اتمنى ان ازورهما في العيد لاعيش معهما لحظات الشوق للام لفلذات كبدها واخفف من حنيني لهم ، فزيارة العيد بالنسبة للاسير من اهم الاشياء ولكن مواعيد الزيارة يحددها الاحتلال الذي قررها بعد اسبوع من العيد لذلك سيكون هذا العيد صعبا واقسى من كل السنوات لانني لن اتمكن من قضاءه معهما ، ولن اقول ككل الامهات صبيحة العيد لابناءهن كل عام وانتم بخير ، انه ظلم كبير وعناء مستمر ونصلي لله في هذه الايام المباركة لينتهي ويجتمع شملنا مع ابناءنا الاسرى ، لنكون دوما معا في العيد وكل محطات الحياة بلا سجون او معاناة" .
حياة البؤس والمعاناة
هي امنية ترددها وتعيش في اعماق الوالدة ام الاديب التي تجرعت كل اشكال المرارة والحزن منذ سنوات بعيدة جراء تعرض عائلتها للاستهداف الاسرائيلي ، وخاصة باكورة ابناءها اديب (37) عاما ، فقد كان الاول الذي منحنا الامل والحياة كما تقول "ورغم انني انجبت بعده 8 ابناء فهو يملك مكانة كبيرة في قلبي الذي يدعوا دوما له ولكل الاسرى بالحرية ، وتضيف درس للثانوية العامة ولم يكمل لانه اختار طريق اخر عرضه للملاحقة ، فقد كانت فلسطين تسكن روحه وقلبه ويمنحها حياته لذلك اختار طريق التضحية والفداء فالتحق في صفوف حركة فتح في مرحلة مبكرة ، وعقب اندلاع انتفاضة الاقصى انخرط في صفوفها واصبح مقاتلا في صفوف كتائب شهداء الاقصى ، دوما في مقدمة الصفوف حاملا روحه على كفه مناضلا في سبيل فلسطين مكرسا حياته لشعبه وقضيته والدفاع عنه ، لم يتاخرعن معركة وشارك في كل المواجهات".
حمل قضية الاسرى
وقبل ان يصبح اسيرا تتذكر الوالدة كان يشعر باهتمام خاص بقضية الاسرى وخلال مطاردته لم يتاخر يوما عن المشاركة في الاعتصامات والمسيرات التضامنية مع المعتقلين ، فالله يرضى عليه كان يشعر دوما بالمهم وضرورة تحريرهم فهل من يتذكر اليوم اديب ورفاقه الاسرى ليعمل على تحريرهم من سجون الموت الاسرائيلي ، اصبح البعض يشارك في مناسبات الاسرى خجلا ومترددا ونامل ان يكون هناك اهتمام اكبر بقضية الاسرى .
ايام المطاردة
في كثير من الاعياد تقول ام الاديب: "كنت اجلس طوال الليل انتظر ان ياتي اديب ليعايدني لانهم كانوا يلاحقونه بشدة وينصبون له الكمائن ، كل الامهات كن يفرحن بالعيد الا قلبي الذي لا زالت افراحه مؤجله ، فبعد الملاحقة والاستهداف اعتقل اديب في عملية خاصة للاحتلال في 1-11-2005 بعد مطاردته منذ اندلاع انتفاضة الاقصى وفورا اقتيد لاقبية التحقيق التي امضى فيها 3 شهور في زانزين الجلمه ثم حوكم بالسجن الفعلي لمدة 15 عاما بتهمة العضوية في قيادة كتائب شهداء الاقصى والضلوع في عمليات مقاومة ضد الاحتلال" .
مرض الوالدة والابن
في غيابه ومع توالي الصدمات بين اخبار المداهمات والكمائن ثم التحقيق والحكم اصيب الوالدة صفية بالامراض من شدة الحزن والمرض ، فانا تقول "لم اكن اعاني من أي امراض قبل اعتقال ونتيجة فراقه وحزني اصبحت مريضة بالسكري والضغط ، اما اديب فتضاعفت معاناته عقب الاعتقال بسبب اثار اصابته برصاص الاحتلال فخلال ملاحقته تعرض للاصابة واذكر انه خلال مواجهات شارك بهاقرب حاجز الجلمة اصيب في الفخذ الايمن ، واصيب مرة اخرى في الحي الشرقي خلال مواجهات قرب مستوطنة قديم واصيب باعيرة نارية في في قدميه الاثنتين ، ولدى اعتقاله كان لا زال البلاتين مزروعا في قدمه ويعاني كثيرا منه اثناء فترة الشتاء" .
عقاب قاسي
لم يكن اديب الوحيد في ابناءها الذين اعتقلتهم اسرائيل ، فكل الابناء تقول كان لهم نصيب من الاعتقال مهند اعتقل في 9-9-2008 ، ومحمد مرتين في عامي 2006 و2009 واحمد في 16-3-2006 وعاقبتهم المخابرات برفض جمعهم في قسم واحد ، اما الصورة القاسية التي لن انساها ان سلطات الاحتلال عاقبت ابني اديب لانه صافح شقيقه مهند عندما القتيا لاول مرة منذ اعتقالهما في عيادة السجن ، وفرضت عليه غرامة 500 شيكل ، وقد قدم قدم اديب عدة طلبات لجمعه بشقيقه مهند في سجن واحد لكن ادراة السجن ترفض ذلك الطلب.
الجريح مهند
جرح اخر تعيشة ام اديب سببه اعتقال ابنها الثاني الجريح مهند (24) عاما ، فهو كما تقول "الابن الثامن في الاسرة ولم يكمل دراسته بسبب ملاحقة الاحتلال له ، فمهند رغم صغر سنه التحق بحركة فتح في مرحلة مبكرة ، كان مخلصا ومحبا لوطنه لذلك كان الجميع يشاهده دوما في مقدمة الصفوف في مواجهات انتفاضة الاقصى ، وقد بترت يده اليمنى جراء اصابته بعيار ناري خلال مواجهات مع الاحتلال في جنين ، واعتقل في 9-9-2008 ، وبعد التحقيق حوكم في السجن لمدة عامين ونصف "،وتضيف ادارة السجون ترفض توفير العلاج لمهند واديب ، وقبل ايام تحقق حلمهما بعد عشرات الطلبات فقد سمحت الادارة بجمعهما في سجن واحد في مجدو.
واضافة لرفض علاجهما ت فان سلطات الاحتلال ترفض السماح لجميع الاشقاء والشقيقات بزيارتهما بذريعة المنع الامني وقدمت بناتي عشرات الطلبات ولكن دون جدوى القرار منع حتى اشعار اخر ولا يوجد استثناء حتى في العيد .
حنين وحنين العيد
في العيد ابكي واتالم واحزن تقول الشقيقة حنين (21) عاما ، لان اديب هو الاكبر في اشقائي وله مكانة كبيرة في قلبي وحياتي ، واضافت رغم حب ابي ووالدتي واخواني فانني عندما اشاهدهم يدخلون بيتي لمعايدني دون اديب ومهند اشعر بغصة وحزن شديدين ، وحتى عندما اصافح اشقائي انتفض من شدة الالم لانني اتذكرهما فلا املك سوى الدموع والدعاء مع والدتي لله ان يصبرنا واياهم حتى يتحقق فرح العيد الذي لن يكون الا بتحريرهم وعودتهم لنا في العيد القادم .