ختان الإناث يمارس في ثماني وعشرين دولة إفريقية وأسيوية وشرق أوسطية
إجازة الصيف تعني لمعظم الناس الفرح واللهو والتسلية وقضاء أوقات ممتعة مع الأهل والأقارب والأصدقاء، خصوصًا بالنسبة الى الفتيات اللواتي تحلمن بالفساتين الملوّنة والنزهات واللعب وتعِدْ أنفسهن بالأحلام الوردية، ما عدا الكثيرات من الفتيات المصريات الصغيرات التي تعني لهن الاجازة الصيفية، خوف، هلع، وجع وخسارة معنى من معاني أنوثتهن ألا وهو الختان، أحد المتطلبات لإقبال الفتاة على الزواج حيث يحافظ ذلك على عفتها كما هو متداول...
الختان... رعب يطارد الفتاة حتى ولو أصبحت امرأة
بمشاعر الخوف بدل الأمنيات الواعدة، يطلّ الصيف على فتيات مصر، حين تزورهن الدايات أو يتمّ اصطحابهن الى عيادة الطبيب لإجراء عملية الختان. ففي مصر يعدّ الصيف الوقت المعتاد للقيام بالممارسة المعروفة بختان الإناث، إن في الصِعيد أو عبر أنحاء البلاد، حيث تمارس هذه العادة كل فئاتها، من جميع الطبقات الاجتماعية والانتماءات المهنية والثقافية، وحسب آخر تقرير لمنظمة الصحة العالمية، فإن 97% من نساء مصر، ما بين 15 و49 عاماً، مختّنات، حيث يُنظر إلى هذه الممارسة، التي تعود أصولها إلى ما يزيد على ألفي عام على أنها خطوة ضرورية نحو الوصول إلى الأنوثة والنضوج، ويُقدم عليها في فصل الصيف بشكل قوي، حيث يعتبر الحرّ والحرية الزائدة في هذا الفصل، عاملان لافراط الفتيان في شهواتهن الجنسية، فتحملن مصابها الى أن تصبحن زوجات وأمهات وحتى جدّات.
توقفوا عن ختان أولادكم...
سمعنا كثيرًا عن أخبار موت عدد من الفتيات إثر نزف حاد، أو جرعة تخدير زائدة بسبب عملية ختان. سمعنا عنها مؤخراً بسبب الكشف الإعلامي عنها بالذات، بعد موت الطفلة "بدور"، 11 عاماً، منذ عام في محافظة المنيا المصرية، بسبب جرعة تخدير زائدة أثناء عملية ختان حصلت لها. هذا الحدث شكّل نقطة البداية لحملة "مكافحة ختان الإناث" التي أطلقتها السيدة الأولى المصرية سوزان مبارك شخصيًا، صدر بعدها قرار وزاري يحظر إجراء جراحة ختان الإناث في جميع المراكز الطبية العامة والخاصة في مصر. حتى الآن كان القانون المصري يسمح باستثناءات يحدّدها "رئيس القسم" عندما يرى "ضرورة إجراء هذه العملية لأسباب صحية".
ربما هي "بداية النهاية" لظاهرة بهذا الحجم وبهذا العمق، لكن هذه "البداية النهاية" ما تزال تتجنّب الخوض في شرح الأضرار التي قد تتسبّب فيها هذه العملية في حياة البنت الجنسية، ولا تُبذل حتى أبسط الجهود لتفسير الأخطار الصحية الجسدية والنفسية الناجمة عنها، التي قد تؤدي إلى وفاة الفتاة. أين هذه النهاية لهذه الظاهرة وهي مازالت المعتقدات التي ترى أن ختان الإناث أفضل ضمان لعفة البنت قبل الزواج وكبح رغباتها الجنسية، أو بمعنى آخر لترويضها جنسياً؟ أين نهاية هذه الظاهرة، وكل الجمعيات الانسانية المندّدة لا تقدر حتى على انتقاد الأطباء الذين يروّجون لختان الإناث ويستفيدون منه. لكن الأكيد أن "بداية النهاية" لختان الإناث ستكون عند تصاعد الاحتجاجات من جميع الأنواع في كل أنحاء البلاد الذي سيشجع النساء على إعادة النظر في كل ما هو مقبول وموروث، فإذا احتجّ الناس ضدّ ما هو مقبول منذ عقود طويلة، فلماذا لا تحتجّ النساء على ما هو موروث منذ آلاف السنين؟
نهال تحمل ألم الختان النفسي والصحي مدى العمر
"نهال" امرأة مصرية في الأربعين من عمرها، تعمل كمترجمة في القاهرة، لكنها من أصل صعيدي. في منطقتها الريفية كانت وماتزال تنتشر ظاهرة ختان الإناث. تحكي نهال عن طقوس الختان في قريتها أن الذي قام بعملية ختانها هو امرأة متدينة كانت تسكن في المنطقة التي عاشت فيها نهال، وقد أتت في صباح أحد الأيام باكرًا. وبالمناسبة ارتدت نهال ملابس جديدة، وبرفقتها الأقارب والجيران، وتضيف أنه بعد إجراء الختان كان هناك احتفالاً قدّمت فيه الهدايا والأطعمة رغم حالة الرعب كلها.
رغم مرور السنين على تعرّض نهال للختان، إلا أنها مازالت تشعر تماما بحجم المعاناة وتقول إنها شعرت كما لو أنها تعرّضت الى صاعقة كهربائية، فقد خضعت للختان من دون تخدير ولم يكن مسموحًا لها بالبكاء لأن البكاء "دليل ضعف" كما قيل لها. بعد ختانها لم تستطع نهال قضاء حاجتها لمدة يومين ثم تعرّضت بعدها لعدوى نتج عنها نزيف نقلت بسببه إلى المستشفى. نهال تؤكد أن الألم سيبقى مع المرأة مدى الحياة ويسبب لها معاناة على سبيل المثال أثناء حملها ووضعها.
الختان وصل ألمانيا
يعتقد أن ختان الإناث يمارس في ثماني وعشرين دولة إفريقية وأسيوية وشرق أوسطية. تشير الإحصائيات إلى تعرّض حوالي سبعين مليون فتاة للختان في العالم. وحسب تأكيدات "رابطة السلام الأبيض" الألمانية، التي تقاوم ختان الإناث، فإن ألمانيا معنية أيضا بالظاهرة، إذ إنه من الطبيعي أن الناس تأخذ معها عاداتها إلى البلد الذي هاجرت إليه، وختان الإناث من هذه العادات، تمارس في ألمانيا نظرا لرغبة المهاجرين في الحفاظ القوي على عاداتهم.
في ألمانيا تقدر منظمات غير حكومية عدد الإناث المهدّدات بالختان أو اللاتي ختن بالفعل بحوالي ثلاثين ألف امرأة، وينظر القانون الألماني إلى ختان الإناث على أنه جرح بدني يستوجب العقاب حتى لو كان هذا الختان بموافقة الوالدين. كما أن الآباء الذين يرسلون بناتهم إلى الخارج من أجل ختانهن يرتكبون في نظر القانون جريمة، لكن هذا لا يردع كثيرًا، حسب الرابطة، اذ إن كثير من الآباء يذهبون ببناتهم إلى بلدانهم الأصلية وتجرى لهن عملية الختان.
ختان الإناث
بتر الأجزاء الجنسية للفتاة أو ما يعرف بختان الإناث هو ممارسة تتمّ في بعض الدول الإفريقية من منطلق بعض المعتقدات الثقافية التي تقول بأن الأجزاء الجنسية للأنثى هي أجزاء شريرة يجب بترها، اذ تحتوي جميع هذه الأجزاء على مجموعة كبيرة من الأعصاب التي تجعل المرأة تستشعر الجنس وتثار جنسياً وتتجاوب مع شريكها عند الجماع.