ويقول في محاضرة في معهد فان لير: لقد ارتكبتم المجازر وأخليتم مدنا وقرى كانت تعيش حياة حافلة بالنشاط
المحاضرة تثير صخبا وجدلا بين جمهور الحاضرين، ومن بينهم قادة في عصابة البلماح
ألقى الكاتب محمد علي طه، محاضرة في معهد فان لير في القدس الغربية، فند فيها رواية الصهيونية لاحداث نكبة شعبنا الفلسطيني، إذ تدعي الصهيونية ان سبب حرب 1948 دخول الجيوش العربية إلى فلسطين.
وفي كلمته، قال طه، إن العصابات الصهيونية احتلت مدنا بأكملها مثل طبريا وحيفا وعكا وبيسان ويافا والقدس الغربية وطردت 150 ألف فلسطيني قبل 15 ايار 1948، وكانت طبريا أو مدينة عربية تحتلها العصابات الصهيونية وتطرد سكانها العرب وتهدم بيوتهم، بيوت البازلت الجميلة، ففي طبريا كان العرب واليهود يعيشون معا، قبل ظهور الحركة الصهيونية، ولطرد العرب من المدينة كان له هدف رمزي، وهو أنه لا مكان للتعايش المشترك.
واستذكر طه عددا من المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية، مثل مجزرة قرية ناصر الدين قرب طبريا، ومجزرة بلد الشيخ قرب حيفا، وكان قادة الحركة الصهيونية وعلى رأسهم بن غريون، يعرفون أن في المدن تعيش النخبة الاقتصادية والسياسية الفلسطينية، ولهذا جرى تركيز على طرد العرب من هذه المدن.
وشدد طه، على أنه كانت في المدن حياة مزدهرة، فكانت دور سينما وصحافة ومكتبات، ومسارح لعرض مسرحيات واستعراضات فنية محلية ومن الدول العربية، وقال، لقد كرمت حرب 48 المجتمع المدني الفلسطيني، واجتاحت العصابات الصهيونية قرى، حتى لم يكن فيها اي سلاح أو مسلحين، مثل قرية ميعار، (بلد الكاتب طه).
وقال طه، إن ثلاثة قوى تعاونت على نكبة شعبنا، الصهيونية وبريطانيا والرجعية العربية، وعلى إسرائيل أن تعترف بمسؤوليتها عن النكبة وآلام شعبنا.
هذا واثارت المحاضرة ضجة في القاعة التي جمعت المئات من بينهم محاضرين واعضاء سابقين في عصابة البلماح، كما شارك في تقديم المداخلات المؤرخة المعروفة أنيتا شابيرا والكاتب يورام كانيوك، الذي تكلم عن دوره في معركة القسطل واحتلال القدس الغربية.