بعد انتهاء اليوم الدراسي ، التقى عمرو ، و سمير أمام بوابة المدرسة ، و بعدما تصافحا ، قال عمرو باهتمام :
ينبغى أن نذهب لزيارة عمي صابر في المنزل ، بعد خروجه من المستشفى بالأمس
قال سمير مندهشآ :
عمي صابر رجل طيب
ماذا حدث له؟! رد عمرو متأثرآ :
سمعت من ابنه صلاح ، صديقنا ، أن الطبيب وضع له ساقه فى الجبس
تعاطف سمير مع كلام عمرو قائلآ :
ينبغى أن نزوره بالفعل ؛ فزيارة المريض من آداب التعامل ، و لها أثر طيب فى نفس المريض و أهله ، و تعمل على نشر تامودة و المحبة بين أفراد المجتمع
هكذا علمني والدي ، و هو تأكيد لما نتعلمه في المدرسة
صورة توضيحية
واصل عمرو :
ثم أننا يجب أن نقف الى جوار صديقنا صلاح ؛ فهو ولد طيب مثل أبيه ، و لا يفوته أبدآ أن يقف الى جوار أصدقائه وقت الشدة
و كما يقول معلمنا " الصديق عند الضيق "
قال سمير فى ثقة :
سوف أستأذن والدي فى هذا الأمر ، و أكيد عندما يعرف سيأتي معنا
وافقه عمرو بسرور قائلآ :
و أنا أيضآ
قال سمير :
اذن نتفق على ميعاد الزيارة اليوم مساء آ …
***
بجوار سرير العم صابر ، في منزله ، جلس عمرو وسمير يحيطان بصديقهما صلاح ، بعدما قدم لهم واجب الضيافة
تطل عليهم نظرات العم صابر الحانية الباسمة ، على الرغم من ألم ساقه الذي لم يبارحه بعد ، و قال :
الخير فيكم يا أولاد
رد سمير باحترام :
لا بأس عليك يا عمي … ثم قال عمرو :
ستشفى ان شاء الله يا عمي ، و تعود الينا سالماً معافى
رد عليهما ، و قد ملأ السرور وجهه المرهق :
الحمد لله على كل حال يا أولادي
انه قدر ومكتوب ، لكن لا بد أن يحترس كل منكم ، و يكون يقظاً، و هو يمشي في الطريق
وقاكم الله شر الاصابات
سأله سمير على استحياء:
لكن قل لي يا عمي لو سمحت
كيف حدث ذلك ؟ هز العم صابر رأسه مبتسمآ ، و قال :
انها قشرة الموز يا ولدي
استغرب عمرو :
قشرة موز؟! قال العم صابر : نعم يا ولدي
و تحول بنظره الى والد سمير ، الذي كالن يجلس الى جواره ، منصتًا الى الحديث ، ويربت على كتفه مواسياً ، ثم اكمل:
كنت عائداً من عملي ، و اذا بي بعد خطوات من دخولي الشارع ، أجد نفسي واقعاً على الأرض ، و ساقي تؤلمني بشدة ، و اتضح أن قشرة موز هي التي أوقعتني دون أن أراها أو أشعر بها
سأل سمير متعجباً:
قشرة موز تفعل كل ذلك ؟! رد والد سمير متأثراً:
نعم يا ولدي، وأكثر من ذلك، و لكن الله ستار قال عمرو :
ان من قواعد الالتزام والنظافة ألاّ نرمي مخلفاتنا في الطريق، الذي هو ملك لنا جميعاً
أكمل سمير :
رغم الشعارات المكتوبة على الجدران واللافتات، والمذاعة التي تدعو الى المحافظة على النظافة الا أن هناك الكثيرين ممن يلقون مخلفاتهم في الشارع غير مهتمين بعواقب أفعالهم
قال صلاح ، وهو ينظر الى والد بحنو :
لكن يجب علينا أن نستمر في دعوتنا الى النظافة والالتزام، والمحافظة على جمال مدينتنا، وحينا، وشارعنا، ولا نيأس من التوعية المستمرة
رد عليهم والد سمير مبتسماً، فخوراً بهم:
بارك الله لنا فيكم يا أولاد، وشفى لنا عمكم صابر