الأطفال يتمتعون بميزات خاصة كثيرة لا نلاحظها في كثير من الأحيان بما فيها المثابرة والحماسة والحذر
تظهر المواهب بأشكال وأحجام مختلفة، وتتنوع أشكالها وأحجامها كتنوع محتوياتها. فالطفل "الموهوب" قد يكون بارعاً في الرياضيات أو قد تكون لديه موهبة موسيقية أو مقدرة رياضية أو براعة في إقامة علاقات صداقة مع الآخرين.
وبالرغم من معرفة الباحثين أن المواهب تأتي بأشكال مختلفة ولا يمكن تقويمها بأية وسيلة، إلا أن البرامج المدرسية المخصصة للموهوبين تتوجه للأطفال ذوي الإمكانيات التي يمكن قياسها، وبخاصة أولئك الذين يتمتعون بمعدلات ذكاء عالية أو بإمكانية التفكير المنطقي أو بالمهارة اللفظية والتي غالباً ما تتركز حول الدروس المدرسية، وتقدم مثل هذه البرامج ميزات حقيقية للأطفال الموهوبين دراسياً، إلا أنها لا تأخذ بعين الاعتبار المجال العريض للمواهب التي يتمتع بها الأطفال الآخرون. كما أن النظام المدرسي التقليدي لا يقدر أن يجزي أو يرعى بالضرورة المواهب غير التقليدية إلا أنكِ تستطيعين أنتِ بصفتكِ أماً فعل ذلك. يقول الدكتور غاردنر وهو باحث تربوي "إنه علينا توسيع تعريف كلمتي الإبداع والذكاء" ويضيف "لقد قمنا برفع الإمكانيات الكلامية والحسابية فقط على منصة، مع أن الناس يبدعون بطرق مختلفة فهناك ومضة إبداعية قوية في جميع الأطفال العاديين والتي يمكن التعبير عنها بوسائل مختلفة. وبينما نرغب في دعم هذا التمييز في مرحلة مبكرة من حياة الطفل إلا أننا قد نطفىء بشكل غير مقصود نوعاً معيناً من الذكاء أو الإبداع أثناء نمو الأطفال ووصولهم إلى سن النضج".
- مَن هو الطفل الموهوب؟
كل طفل "موهوب"، ويتمتع الأطفال بميزات خاصة كثيرة لا نلاحظها في كثير من الأحيان بما فيها المثابرة والحماسة والحذر والشجاعة والكرم والقدرة على الاحتمال والخيال والفضول والمرونة، فمثلاً ديفيد على سبيل المثال يتحمس لكل ما يقوم به إلى درجة أنه يصعب عليه انتظار دوره وهو يسبق زملاءه في بعض المهارات المدرسية؛ وبالمقابل نجد أن إميلي تنسحب إلى الخلف للمراقبة والتحليل قبل أن تدخل في نشاط ما فهي لا تشارك حتى تتأكد بأنها تستطيع إنجاز ما ستقدم عليه. ومن الواضح من هذين المثالين أن لكل طفل شخصيته المميزة ومواهبه الفريدة. وقد بينت الأبحاث التي أجريت على الرضع أنه حتى هؤلاء لديهم سمات شخصية مميزة قد يستمر كثير منها حتى سن الطفولة، وتعد كل من المثابرة ورد الفعل تجاه المواقف الجديدة من بين الصفات التي تظهر في المراحل المبكرة، إلا أن تجارب الحياة تساعد على تحديد السمات الشخصية التي ستتطور وتلك التي ستزول، وتلعب الطريقة التي ينظر فيها الآباء إلى تلك السمات ورد فعلهم تجاهها دوراً أساسياً في كيفية تطور الطفل.
السمات الشخصية
وبالطبع يمكن النظر إلى السمات الشخصية بشكل إيجابية أو سلبي، فعلى سبيل المثال نجد أن كيتي مصممة إلى حد كبير على تعلم الأشياء الجديدة، فعندما تريد أن تجرب ركوب دراجتها التي تسير على عجلتين مرة بعد مرة فإن هذا يتطلب من والدتها صبراً وإرادة كبيرين بحيث يصعب عليها التفريق بين وصف ابنتها بالعند أم بالتصميم، ومثال آخر يقدمه إيريك وهو طفل حساس جداً تجاه مشاعر الأطفال الآخرين، وبينما يقلق والده من كونه طفلاً متردداً وينقصه الحزم، تقوّمه معلمته على أنه كثير الاهتمام بالآخرين ويراعي شعورهم إلى حد كبير.
المهارة الرياضية
كما يمكن أن تكون للمواهب عناصر مختلفة، فقد تكون المهارة الرياضية مزيجاً من الرشاقة والسرعة والقوة والمثابرة والتعاون، وقد يكون لدى الطفل الذي يتمتع بموهبة موسيقية حس كبير بالإيقاع والنغم بالإضافة إلى تمتعه بالمرح والحيوية أو بالخيال.