محمد بركة:

الجبهة هي الفصيل العزيز المناضل والمكافح على مر عقود من الزمن ساهمت وكان لهت دور مركزي في ترسيخ ثوابت شعبنا الفلسطيني

شعبنا يواجه تحديات تتصاعد خطورتها بإستمرار، أمام احتلال شرس إجرامي، وتكفي زيارة واحدة إلى البلدة القديمة للخليل، التي يسيطر على جزئها الأكبر عصابات المستوطنين

 إننا لسنا ضد المفاوضات، لأن المفاوضات ستكون الوسيلة للوصول إلى حل، وهذا لا يلغي حق المقاومة والكفاح ضد الاحتلال، وبشكل خاص المقاومة الشعبية الداعمة لأي عملية تفاوضية

أكد النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومع انطلاقتها قبل 43 عاما، ساهمت، وكان لها دور مركزي، في ترسيخ الثوابت الفلسطينية، داعيا إلى إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني، لاستمرار المسيرة الكفاحية والنضالية من أجل التحرير والدولة.

النائب محمد بركة

وجاء هذا في كلمة النائب بركة، في المهرجان المركزي الذي اقامته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطيني في مدينة الخليل أمس السبت، احتفاء بالذكرى الـ 34 لانطلاقة الجبهة، وبحضور شخصيات قيادية بارزة في الجبهة الشعبية وفي مقدمتها، نائب الأمين العام للجبهة الرفيق عبد الرحيم ملوم، وشخصيات قيادية في الفصائل الفلسطينية، ومن بينها القيادي في حركة فتح الأخ زكي عباس.
وكان المهرجان الحاشد قد افتتح بالنشيد الفلسطيني الوطني، والوقوف دقيقة صمت اجلالا لذكرى شهداء شعبنا جميعا على مر السنين.

ملوح: م.ت.ف الكيان السياسي
وألقى نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطيني، عبد الرحيم ملوم، كلمة أكد فيها أن "أولوية الشعب في هذه المرحلة هي استعادة وحدته الوطنية التي ستشكل الضمان لمواجهة كل المؤامرات التي تحاك ضد الشعب وضد قضيته".
ودعا ملوح في كلمته إلى وقف المفاوضات، وعقد مؤتمر دولي كامل الصلاحيات تحضره كافة الإطراف المعنية في إطار هيئة الأمم المتحدة ومرجعية قراراتها، وذلك بهدف إلزام إسرائيل بتنفيذ هذه القرارات، في مقدمتها 194 القاضي بعودة اللاجئين الى ديارهم، والى عقد حوار وطني شامل من اجل اصلاح الكيان السياسي الوحدي للشعب الفلسطيني، منظمة التحرير الفلسطينية، واعادة بنائها على أسس وطنية وديمقراطية بمشاركة كافة القوى الفلسطينية.
وأشار ملوح في كلمته الى مخاطر المطلب الإسرائيلي بالاعتراف بيهودية الدولة، وحذر من مخاطر التعاطي مع هذا المطلب بما يشكله من إبعاد سياسية خطيرة على أهداف الشعب الاساسية وفي مقدمتها حق عودة اللاجئين الفلسطينيين.

تحيات لقيادات الجبهة
وافتتح النائب بركة كلمته بتوجيه تحية للجبهة الشعبية، وقال إن هذا الفصيل العزيز المناضل والمكافح على مر عقود من الزمن ساهم وكان له دور مركزي في ترسيخ ثوابت شعبنا الفلسطيني، وأضاف، أرسل من هنا التحيات إلى روح الشهيد الحبيب جورج حبش، الذي التقيته في عمان، وهو لقاء يرسخ بالذاكرة لما حمله من تبادل للحديث عن الوطن ومسيرة الكفاح.
كما وجه بركة تحياته إلى روح الشهيد أبو علي مصطفى، الذي التقاه في الماضي مرات عديدة، ووجه تحية خاصة "إلى الأسد في عرينه، الأمين العام للجبهة الشعبية الأسير أحمد سعدات".
وقال بركة، إن شعبنا يواجه تحديات تتصاعد خطورتها باستمرار، أمام احتلال شرس إجرامي، وتكفي زيارة واحدة إلى البلدة القديمة للخليل، التي يسيطر على جزئها الأكبر عصابات المستوطنين الإرهابية، ليرى نموذجا لمدى شراسة وإجرامية الاحتلال، ولكن في المقابل فإن صمود اهلنا في الخليل أمام هذه الجرائم، هو أيضا نموذج لصمود شعبنا الفلسطيني.

إسرائيل تتلاعب في المفاوضات
وقال بركة، إننا لسنا ضد المفاوضات، لأن المفاوضات ستكون الوسيلة للوصول إلى حل، وهذا لا يلغي حق المقاومة والكفاح ضد الاحتلال، وبشكل خاص المقاومة الشعبية الداعمة لأي عملية تفاوضية، إلا أن إسرائيل تريد تحويل المفاوضات إلى مسرحية، تستمر من وراء كواليسها في فرض حقائق على الأرض من استيطان وتنكيل وحصار، مؤكدا أن الاحتلال والحصار هما الإرهاب بعينه، مرسلا التحيات إلى شعبنا في غزة في مقاومته للحصار الإجرامي الذي يفرضه عليه الاحتلال.
وتوقف بركة عن المطلب الإسرائيلي بالاعتراف بما يسمى "يهودية الدولة"، وقال إن هذا المطلب مرفوض كليا ومبدئيا نظرا لأبعاده مخاطره السياسية والوطنية، فهو يسحب البساط من تحت الحق الفلسطيني التاريخي والراسخ في هذا الوطن الذي لا وطن لنا سواه، فإسرائيل ذاتها مختلفة في داخلها في تعريف من هو يهودي، وهذا ما ظهر مجددا في الأيام الأخيرة.
وقال بركة، إن القيادة الفلسطينية في م.ت.ف تتمسك بمطلب وقف الاستيطان كشرط لاستئناف المفاوضات، وهذا مطلب يتوجب الالتفاف حوله ودعمه، فمنظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، ونأمل أن تضم كافة الفصائل الفلسطينية تحت كنفها، وفق برنامجها التاريخي، ومن هنا نكرر دعوتنا إلى وقف حالة انقسام العار التي أنهكت شعبنا وشلت كفاحه الشعبي النضالي. 

 مشاهد 48 لن تتكرر
وتكلم بركة عن صمود جماهيرنا العربية في البلاد، مؤكدا أن كل القوانين العنصرية والممارسات وسياسية التمييز العنصري المستمرة اصلا منذ اكثر من 62 عاما، لن تكسر صمودنا ورسالة البقاء التي نتمسك بها، لأننا قلناه ونقولها هنا مجددا: لقد تعاهدنا مع وطننا الذي لا وطن لنا سواه، أن هذه الأرض ارضنا، فإما عليها أو فيها.
وشدد بركة، على أنه إذا هناك من يحلم، فعليه أن يعي حقيقة ان مشاهد 1948 وترحيل القوافل لن تتكرر، لن تتكرر، لا في الجليل ولا في الخليل، ولا في اي بقعة من بقاع وطننا الحبيب.

زكي يشيد بدور "الشعبية" الوطني
والقى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، الأخ عباس زكي كلمة القوى الفلسطينية واشاد فيها بالدور الوطني المسؤول للجبهة الشعبية وقياداتها تاريخيا في كل محطات العمل الوطني الفلسطيني.  وطالب زكي بتعزيز النضال ضد الاحتلال وإنهاء الانقسام ودعا الى وضع إستراتيجية نضالية وطنية موحدة بعيدا عن الأجندات الفئوية، وانتقد الدور الأمريكي المنحاز بالكامل للجانب الإسرائيلي ما يدفع بالشعب الى ضرورة استعادة ورقة القضية من بين "أنياب" الأمريكيين وتحويلها الى الامم المتحدة.