صاحبة البيت:
لو كان مع سكان الحي اسلحة لاستخدموها ضدهم وكان من مصلحتهم ترك المنزل فورا
محمود دلاشة :
نحن وصلنا الى تل ابيب من اجل العمل والحصول على رزقنا للعيش باحترام لا للبحث عن مشاكل تتعلق بالعنصرية
خلال تواجد سكان الحي بالقرب من بيتنا ، ذكرت شابة يهودية ، ان الحكومة الاسرائيلية هي التي تخلق العنصرية ، ونحن جميعا بشر ويجب التعامل مع الجميع بصورة انسانية
علمت مراسلة موقع العرب وصحيفة كل العرب ان خمسة شبان عرب من منطقة الجليل والشمال طردوا من مسكنهم المؤجر في تل ابيب لكونهم عربا ، وذلك تحت التهديد بالمس بحياتهم وبكلمات قاسية غاية في الخطورة. وعلى اثر هذه التهديدات قرر الشبان العرب ترك المنزل حتى لا يتعرضوا لأذى، وبقي شخص واحد في المنزل من المقرر ان يتركه عصر اليوم.
محمود دلاشة من البعينة نجيدات : طردنا من البيت لاننا عرب ، وهددونا بتفجير سياراتنا
وفي حديث لمراسلة موقع العرب وصحيفة كل العرب مع محمود دلاشة من البعينة نجيدات وهو احد الاشخاص الذين طردوا من المنزل قال :" قبل اسبوعين وصلنا الى تل ابيب من اجل العمل في مجال البناء ، واستأجرنا بيتا في منطقة شبيرا للسكن فيه كي لا نسافر يوميا الى الشمال ، وقبل ايام قليلة دخلنا الى البيت بعد دوام العمل ، ورأينا ان الخط الرئيسي للمياه قد حطم بفعل فاعل ، وتمت سرقة بالونات الغاز ودهشنا من هذا التصرف المفاجئ ، وعلمنا من صاحبة البيت ان سكان المنطقة لا يرغبون بأن نبقى في البيت لأننا عربا ، وخلال تواجدنا هناك قام اطفال الحي بسبنا وشتمنا، ووصل عشرات السكان بالقرب من بيتنا وقاموا باستفزازنا ، وتهديد صاحبة البيت ، بأنهم سوف يضعون قنبلة داخل سياراتنا وسيحطمون البيت على رؤوسنا إذا لن نترك البيت سريعا، وعندما رأينا العنصرية والكراهية للعرب بعيوننا قررنا ترك المنزل منعا للتصعيد والعداء ضدنا حتى لا نعرض حياتنا للخطر ".
محمود دلاشة
وصلنا كي نعلل لنعتاش وليس بحثا عن المشاكل
وتابع دلاشة :"لقد وصلنا الى تل ابيب من اجل العمل وكسب رزقنا لنعيش بكرامة، ولم نحضر الى تل أبيب للبحث عن مشاكل عنصرية ، لكن للاسف الشديد العنصريون في الحي الذي نسكن فيه حولوا الموضوع الى قضية قومية وعاملونا كالارهابيين، وانا احمل الجهات الأمنية الاسرائيلية المسؤولية الكاملة لكونها لا تتخذ الخطوات اللازمة لمنع العنصرية ضد السكان العرب".
شابة يهودية ذكرت ان الحكومة تقف وراء العنصرية
وتابع دلاشة قائلا لموقع العرب:" خلال تواجد سكان الحي بالقرب من بيتنا ، ذكرت شابة يهودية ، ان الحكومة الاسرائيلية هي التي تخلق العنصرية ، ونحن بشر مهما كانت ديانتنا وجنسيتنا وعرقنا ويجب التعامل مع الجميع بصورة انسانية ".
لن نسمح لأحد ان يمس بكرامتنا وبحقوقنا
ومضى دلاشة قائلا:" الفتوى التي تم الحديث عنها كثيرا حول عدم تأجير بيوت للعرب كان لها تأثيرا واسعا على العرب ، حيث ان قسما كبيرا من السكان اليهود بدأوا يستعملون هذه الطرق العنصرية التي تدل على الكراهية للعرب وتطبيقها على أرض الواقع، وعلى الرغم من كل هذه التصرفات لن نسمح باخراجنا من اراضينا ولن نسمح لأحد أن يمس بنا وبكرامتنا".
صاحبة البيت : لو كان مع سكان الحي اسلحة لاستخدموها
وعقبت صاحبة البيت اورا عيفان لمراسلة موقع العرب وصحيفة كل العرب قائلة :" عمليا انا ضد العنصرية ، والشباب العرب الذين تواجدوا في البيت ، تركوه بسبب رفض سكان الحي تواجدهم بينننا كونهم عربا ، واثر قيامي بتأجيرهم شقتي تلقيت تهديدات كثيرة من سكان الحي حول نيتهم بتحطيم البيت ومحتوياته وفهمت انه لو كان بحوزتهم أسلحة لاستخدموها". واردفت صاحبة البيت :" انا شخصيا ضد العنصرية ، لكن ما حدث هو امر خطير جدا ، وكان من مصلحة هؤلاء العرب الخروج من البيت قبل ان يتعرضوا لاعتداء أو أذى ، مع العلم ان شابا واحدا بقي في المنزل وهو شاب درزي من المقرر ان يتركه مساء اليوم ".
غانم عباس من ابو سنان : المشكلة نبعت من الحي الذين رفضوا تواجدنا في الحي
وفي حديث لمراسلة موقع العرب وصحيفة كل العرب مع غانم عباس ، وهو درزي يسكن في ابو سنان قال :" لم اعلم ان العنصرية ستصل الى هذا الحد الذي وصلت اليه. لقد تم طردنا من البيت الذي استأجرناه لاننا عربا ، فعمليا صاحبة البيت لم تكن معارضة لوجودنا ، لكن المشكلة الاساسية نبعت من سكان الحي الذين رفضوا تواجد اي عربي في حيهم ، وهذا دليل على العنصرية القاسية والكراهية للعرب التي تنتشر بصورة فظيعة جدا ، لدرجة لا يمكن تحملها ".
اصدقائي العرب قرروا ترك البيت بعد شعورهم بالخطر
وتابع عباس:"وصلنا الى تل ابيب للعمل في عمارة تابعة لبلدية يافا تل ابيب ، وقررنا استئجار بيت ، ومنذ اليوم لاول لنا ونحن نواجه مشاكل عنصرية خطيرة، من قبل سكان الحي ، حتى ان صاحبة البيت ذكرت لي انهم هددوها بحرق البيت اذا بقينا فيه ، وعلى اثر هذا العمل قرر اصدقائي العرب الذين تواجدوا معي في البيت تركه ، بعد ان شعروا بالخطر وعندما خرجوا صرخ سكان الحي بصوت عال لا نريد عربا في المنطقة لانها لليهود فقط ".
هناك حاولة لخلعنا من اراضينا
ومضى عباس :" انا شخصيا لم اخف من هذه التهديدات ، بل بقيت في البيت ، واليوم سأخرج منه بعد ان عثرت على بيت اخر ، ويجب ان اذكر ان ما حصل يدل على استمرار العنصرية ، ومحاولة خلعنا من اراضينا ، دون اي اعتبار لنا ولكياننا ، وهذا العمل يهدم العلاقات العربية المشتركة بين العرب واليهود ، لقد بدأت اشعر بالاذلال من هذه التصرفات غير الاخلاقية الهادفة الى الانتقام ".
واردف عباس:" ذكرت لسكان الحي الذي تواجدنا فيه انني خدمت في الجيش الا ان هذه الكلمات لم يأخذوها بالحسبان ، بل نظروا الينا بعين حقيرة ، وهذا الموضوع هو مهم جدا للمجتمع العربي الذي يعاني من العنصرية والكراهية في العمل والشوارع والاماكن العامة ، حتى ان لغتنا اصبحت مثل الجحيم للعنصريين ".
صورة من أرشيف العرب لمظاهرة اليمين في شوارع تل أبيب