75% من الاطفال الفقراء يتنازلون عن وجبة اكل في اليوم نتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها اسرهم
83% من الأطفال الفقراء لم يتلقون علاجا لأسنانهم نتيجة الفقر وهذا ما دفع بـ 22% من الاطفال الى التفكير بالانتحار وانهاء حياتهم بسبب الفقر
20% من الاطفال الفقراء يبقون بلا طعام في المدارس
الاخصائية النفسية أمل محسن :
هذه المعطيات تدل على وجود كارثة انسانية كبيرة في المجتمع الاسرائيلي
الاخصائيون النفسيون يعتبر أن الانتحار ينجم عن تراكم داخلي من اليأس وانعدام الحلول والاحباط
هناك مسؤولية كبيرة على الاهل في البيت للسيطرة على العوامل النفسية التي تتغير بسبب الحالة المادية
لا يتوجب الحديث عن الضائقة المادية أمام الاطفال لان ذلك يؤثر على نفسيتهم
اظهر تقرير جمعية مكافحة الفقر في اسرائيل لعام 2010 ارتفاع نسبة الفقر في اسرائيل بنسبة 21% عن العام السابق، حيث يعيش في اسرائيل 1,77 مليون اسرائيلي تحت خط الفقر من بينهم 850 الف طفل. وبحسب ما تبين في التقرير ان 75% من الاطفال يتنازلون عن وجبة اكل في اليوم نتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها اسرهم، في حين لم يتلق 83% منهم علاج الاسنان نتيجة الفقر، وهذا ما دفع بـ 22% من الاطفال الى التفكير بالانتحار وانهاء حياتهم بسبب الفقر.
صورة توضيحية
واشار التقرير الى وجود 69% من الفقراء لا يستطيعون تأمين الحاجيات الاساسية لاسرهم ويلجأون الى الجمعيات الخيرية طلبا للمساعدة، في حين اكدت الجمعيات الخيرية انها لاتستطيع تلبية احتياجات 64% من الطلبات المقدمة اليها. واضاف التقرير ان 20% من الاطفال الفقراء يبقون بلا اكل في المدارس، في حين يقوم 8% من الاطفال بسرقة الطعام من الاخرين، وقد توقف 70% من الاطفال الفقراء عن النشاطات الاجتماعية في المدارس بسبب الاوضاع الاقتصادية.
الفقر والحرمان يسببان الاكتئاب النفسي
وفي حديث لموقع العرب مع الاخصائية النفسية أمل محسن قالت ان هذه المعطيات تدل على وجود كارثة انسانية كبيرة في المجتمع الاسرائيلي ، الأسباب كثيرة قد تكون دافعة للتفكير السلبي الذي ينتج عن الفقر منها الحرمان من الرفاهية وعدم تأمين حاجيات اساسية أو مقارنة نفسهم مع اطفال اخرين، فعندما تتسع الفوارق الطبقية والاهمال والفقر في المجتمع يلجأ الاطفال الى التفكير بالانتحار او وضع حد لحياتهم كحل للاكتئاب، والضغوطات التي يعيشونها اضافة الى الحرمان. ان الدور الكبير الذي يلعبه عامل الفقر والبطالة في التفكير بالانتحار، والاكتئاب يعزز من انتشار هذه الظاهرة خاصة ان الاخصائيين النفسين يعتبرون أن الانتحار ينجم عن تراكم داخلي من اليأس وانعدام الحلول والاحباط.
وتابعت :وهنا تقع مسؤولية كبيرة على الاهل في البيت للسيطرة على العوامل النفسية التي تتغير بسبب الحالة المادية وعليهم ان يأخذوا الحيطة والحذر ومراقبة تصرفات ابنهم جيدا كي لا يلجأوا للانتحار او طرق اخرى لجلب لقمة العيش".
الاخصائية النفسية أمل محسن
اتخاذ المسؤولية لزيادة الوعي
وأضافت: "ان التفكير الايجابي في ايجاد حلول للازمات المادية بين الاهل ينعش تفكير اطفالهم ويدفعهم للتفاؤل حتى لو كانوا محرومون من مستلزمات حياتية ضرورية أو ثانوية ،ومن الناحية النفسية حتى لو كان الوضع المادي صعبا ومزريا. لا يوجد شرط لمشاركة الاطفال بهموم عائلتهم أو جعلهم في دائرة مسؤولية تحمل الازمات او حتى ايجاد حلول للخروج من الدائرة او المستنقع السوداوي الذي يعيشونه ، حيث من المعلوم ان الاطفال يتأثرون كثيرا من نفسيات اهلهم وهم يتكلمون بلهجتهم ، فعلى رب الاسرة اتخاذ المسؤولية لزيادة الوعي عند اطفاله للسيطرة على الازمة النفسية وان يحتويها كي لا تكون ضحايا مستواهم المعيشي فلذات أكبادهم ،وهذا الامر ليس سهلا فلا أحد يفضل ان يحرم طفله او ابنه من اي مستلزم حياتي انما هناك ظروفا تتحكم بهذا الوقع المرير، وعلى الاهل تجنب التحدث علنا عن الضيق المادي امام اطفالهم ، ويجب الانتباه جيدا لذلك والعمل قدر المستطاع على تعويضهم من خلال حنانهم وعطفهم أكثر. أما اذا وصل اولادهم الى سن البلوغ وهنا الحديث عن أعمار متقدمة أكثر يجب ايضاح الصورة بين الاهل والاولاد عن الازمة المادية والفقر والتأكيد على ان هناك مسؤوليات يجب ان نتحملها سويا وان العبئ واحد ، وعلينا ان نحرم انفسنا سوية من أجل التوفير الاقتصادي والتقدم واقناع ابنائهم بالتخلي عن امور مكلفة هم بغنى عنها وما هي الا كماليات حياتية".