الأسير جهاد يعتبر من أبرز قادة الحركة الأسيرة، حيث يقبع في الأسر منذ ما يزيد عن ستة عشر عاماً
مدير السجن لم يحرك ساكنا، بل إستمر مسلل الإستفزازات، مما دفع جهاد لتقديم الشكوى مباشرة لمدير مصلحة السجون
طالبت عائلة الأسير المقدسي جهاد محمد شاكر يغمور إدارة سجن الجلبوع بإخراج ولدها من العزل الإنفرادي المستمر منذ 15 يوما، وتنظر العائلة ببالغ الخوف والقلق على وضعه الصحي الذي تدهور يوما بعد يوم.
جهاد محمد شاكر يغمور
الإعتراض على تصرف وعمل السجانات
وكانت إدارة سجن الجلبوع قد أقدمت بتاريخ 7-12-2010 على عزل الأسير المقدسي يغمور بعد أن تقدم بشكوى لمدير مصلحة السجون يعترض فيها على تصرفات وعمل السجانات داخل أقسام الأسرى الأمنين، مما أثار حفيظة مدير السجن. وإعتبر هذه الخطوة بمثابة تجاوز وتعدي على صلاحيته وتهميشه كمدير، وكان يغمور واسرى آخرين قد تقدموا بعدة شكاوى لمدير السجن يعترضون فيها على عمل السجانات، وسوء تعاملهن، إذ يتعمدن التبرج بشكل ملفت للنظر، والضحك بصوت مرتفع ليلاً بقصد كسر إرادة الأسرى، إلا أن مدير السجن لم يحرك ساكنا، بل إستمر مسلل الإستفزازات، مما دفع جهاد لتقديم الشكوى مباشرة لمدير مصلحة السجون.
إصدار قرار العزلة
وعلى إثر ذلك أقدم مدير السجن على إصدار قرار بعزله مدة أربعة عشر يوماً داخل زنزانة إنفرادية، وبنفس الوقت أصدر مسؤول منطقة السجن قرارا بعزله مدة شهرين متتاليين، ولم يكتفي مدير السجن بهذا الإجراء، بل قام بتحريض السجانات من أجل تقديم شكوى ضد الأسير جهاد بتهمة المضايقة والتدخل بأمورهن الشخصية، وعلى أثرها أرسلت الشرطة الإسرائيلية محققاً من طرفها من أجل إتخاذ إجراء قانوني ضد الأسير جهاد، حيث تبنى المحقق شكوى السجانات، وحاول مضايقة جهاد وتهديده، إلا أن الأسير رفض التعامل معه بدون وجود محامي، لأنه شعر بالمآمرة الكبيرة التي تحاك ضده.
تقديم أطعمة غير صحية وفاسدة
وإستمر مدير سجن الجلبوع في إستفزازه، فقد تعمد في إرسال السجانات إلى الزنزانة الإنفرادية التي يقيم فيها جهاد، حيث كن يطلبن منه أن يخرج يديه من الشباك الصغير كي يقمن بتكبيلة وإستفزازه، إلا أنه رفض التعاطي معهن بتاتا. وأكد جهاد خلال زيارة المحامي له بأن الأطعمة التي تقدم له غير صحية وفاسدة وتسببت له بالتسمم ويعاني حاليا من التقيؤ المستمر وفقدان التوازن، أوجاع شديده في الرأس و المعدة، وهو ممنوع من إستعمال الأدوات الكهربائية أو حتى الخروج إلى ساحة السجن - الفسحة، وممنوع من الشراء من دكان السجن - الكانتين - وزنزانته تقع بالقرب من زنازين الأسرى الجنائيين.
6 سنوات في الزنازين الإنفرادية
يذكر أن الأسير جهاد يعتبر من أبرز قادة الحركة الأسيرة، حيث يقبع في الأسر منذ ما يزيد عن ستة عشر عاما، وقضى ما يقارب من الست سنوات داخل الزنازين الإنفرادية تعرض خلالها لأبشع وسائل التنكيل و عانى من مشاكل صحية في الرئتين والنظر. من طرفها استنكرت لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين عزل الأسير جهاد، واعتبرته قرارا ظالما ويندرج في سياق حلقات الظلم التي تستهدف الأسرى، وأكدت اللجنة أن عمل السجانات داخل أقسام الأسرى يعتبر إمتهانة لكرامة الأسير، ويتنافى مع قيمه الدينية والإنسانية ويهدف للنيل من إرادة أسرانا و صمودهم.
فضح السياسات الظالمة
وطالبت لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين المؤسسات الدولية والإنسانية والإعلامية بضرورة التحرك الفوري من أجل وضع حد لهذه الجرائم، والتي تعتبر خرقا فاضحا لكافة المواثيق الدولية وإتفاقية جنيف الرابعة، وطالبت اللجنة العالم العربي والإسلامي والسلطة الفلسطينية ووزارة شؤون الأسرى بضرورة تكريس الجهود من أجل فضح هذه السياسة الظالمة والعمل على إطلاق سراح الأسرى الأبطال، وحملت مدير سجن الجلبوع المسؤولية الكاملة على حياة يغمور.