كل شيءٍ يا رفاقي قد تغيّر,
قامتي, صوتي, ووجهي,
ودمي الحُرّ تخثرّ.
شاخ فيّ الحُلم والجرحُ,
وأما العزم شدّ, وصار أجْبَِِر.
ضجّت الأقمار بالأقمار,
وألا بحار بالإبحار,
وأنا أهيم,
بين آهات الدمار,
أبحث عن قلمٍ ودفتر.
لأرسم خارطة وجودي,
لاكها الطاغي
وأودعها بعيدا ً,
خلف جُدران الحدود,
وراح يرسم بالحديد,
خارطة الطرد ويجهر.
فاستجبت لنداء مُستميت ٍ
حين استذكرت الوصايا,
أن أحفر بالأدغال دربي,
وأكشف أخطار الخبايا
داخل ألدُرج وأجهر.
ثم أجعل ذلك الوهم,
الذي تلوكه الغربان باروداً,
أذا اجترّته يوماً يتفجّر.
ًعيناي تحفر في المدى ثقباً,
وتبحث عن شريك صادق,
لنقلب الأوطان جنات ٍوكوثر.
لكنه قد صار للحاخام منبر,
صار دستورا ً, ومشكورا ً,
وصار له جيشاً ,وعسكر.
صار ميسوراً ومغموراً,
وبعد طول الكبت أظهر.
حنجرةً آسنة ًأنفاسها سُمّا ً,
إذا نطقت بقولٍ ٍغاضها
نبت في الفكر الحقود وتجذر.
صار سياسيا ً يُزايد,
يبيع اللّحْمَ بالأرطال للمحتاج,
ويُُقرّر من سيربح أو سيخسر .
خمسون حاخاما ًأًنيخ خلفه,
تُردّدُ الآمين تجهر.
صار يتلو من سمومه ما تيسر,
ويُجاهر بالكراهية لمن
نثر الغبار في عيونه وتعثر,,
ويقرّر بالمصير,
ويُصّور بالبصائر,
ثم صار مثل موج ٍٍ
يُلاطم الصخر ويُكْسَرْ.
حتى لون الفجر الطري,
النرجسي عند مرآه تجعّد ,
وصار أصفر.
خمسون حنجرة تُعاوِد,
عفن السنين القاتلات
عاشها ألمافون منبوذا ً وأزعر.
وعلى كاهلي , صبري يكتوي,
وفكري بالحلم يُدندن وأسير,
لم اعد أصغي إلى نعق الغراب
لا ولا نهق الحمير,
إنني مجنون زيتوني وكرمي,
من خير كرمي أجني خمري,
وأما زيتوني,
فبالقران والإنجيل يُشهر.
صلابتي, صلابة صخرُ بلادي,
أنّه الصوان,
رغم صروف الدهر,
لا يفتّ ,ولا يُكسر..!!!!
كوكب أبو الهيجاء