ذكرى ١٣ عاماً على وفاة والدي
عندما رحلت ابي
لم تعد اشعه الشمس
تصل ألى شواطئ عمري
لم تعد تحلو لي الامسيات
حيث اجلس مع الذات
واكتب خاطري للمدى
عندما رحت ابي
اسودت الوجوه في عيني
وصار الكل غرباء
صرت ابحث بعد عن ابتسامه
عن شفاه قبلت وجهك المشرق
او عيون رأت بريق عينيك
لمن تتركني ابي
وانا اخر اللوحات
في رسومك الجميله
يا سكينتي وجنوني
انا المعذبه بلا ذنوب
انا الملقاه في جحيم اشواقي
لم اكن ادري ابي
ان الحياة دونك
اقسى من الردى
فأنا اموت الف مره
في تابوت ذكرياتي
خذني أليك أبي
لعل راحتي في دنياك
أنني لاول مره في حياتي
احسد المجانين والجهلاء
والصخور على الشواطئ الصماء
احسد الموتى والجماد
احسد التراب والرماد
ترى من هو الذي فجر في اعماقي
أنهار من سلسبيل الكلام
من علم روحي ان تتقن همس الاوراح
من علمني ان فلسفه الحياه
لا تعادل دمعه فراق
وان حياتي مجرد
حكايه بين الحكايات
أنني الان اكره الشعر والتعبير
اكره العاطفه والحنين
وكل الوان الحياه
تجلت كل الذكريات عندي
في رساله من ابي
كتبها بخط يده
قال لي فيها : ابنتي الحبيبه
خبأت يومها الرساله في حقيبتي
ومرت بعد ذلك السنين
وجاءني الخبر الحزين
أن ابي رحل الي الرفيق الاعلى
رجعت لاقرأ الرساله
نفضت عنها غبار السنين
كانت السماء تمطر نارا
لم استطع قرأه كل الكلمات
لا ادري لماذا القلب
ينذوي بين الكلمات
والروح تعبر برزخ الدنيا
كي تضيع بين المسافات
هناك حيث عالم البرزخ
واحبائنا احياء في السماء
بينما نحن نرى قوافلهم
ونصرخ سدى بين الاموات
رحمك الله يا ابي الحبيب
ما عرفت منك غير الصبر على البلاء
ولك الحمد مولاي
فأنت لا شريك لك الباقي الواحد الصمد
(البعنة)