حفر الانفاق "هو جزء من مشروع تموله المنظمات الاستيطانية لجعل الاثار في قلب الصراع على مدينة القدس
انهت سلطة الآثار الإسرائيلية، الثلاثاء، حفر نفق يمر من تحت أسوار المدينة القديمة في القدس، وكان النفق، الذي اكتشف خلال الحفريات الأخيرة حسب ما نشرت صحيفة هآرتس باللغة الانجليزية، يستخدم لتصريف مياه الامطار خلال حقبة الهيكل الثاني في القدس حيث يصل بين سلوان ومنتزه اثري يقع جنوب باحة الحرم القدسي.
وشددت سلطة الآثار الإسرائيلية أن النفق لا يمر بالحرم الشريف وانها لا تخطط بالحفر في ذلك الاتجاه، واستمرت أعمال الحفر لمدة سبع سنوات وكان الحفر قد تأخر بسبب قرار من المحكمة الاسرائيلية العليا بعد أن تقدم أهالي سلوان بالتماس ضد الحفر لأنه يدمر منازلهم.
وتابعت الصحيفة أن المحكمة الاسرائيلية رفضت الالتماس في أيلول من عام 2009 وبدأ الحفر منذ ذلك الحين، وقال ناطق باسم دائرة الاثار الاسرائيلية ان هذا النفق "لا يمر تحت جبل الهيكل، وأنه منذ سنوات فتح النفق جزئيا امام العموم، وسيفتح بالكامل قريبا".
وأضاف أن "هذا حفر مهم جدا من وجهة نظر الأثرية"، وقال المحامي سامي الرشيد، والذي مثّل أهالي سلوان في المحكمة، للصحيفة أنه "عندما قدمنا الالتماس للمحكمة، كنا نعي أنه سيصل بين سلوان وحائط البراق" (ما اسمته الصحيفة بالحائط الغربي)
وأضاف أن المحكمة قبلت ما قدمته وزارة الآثار التي ادّعت انها تنظف نفق موجود أصلا "واليوم نرى أن التفسيرات كانت مجرد رمال في عيوننا"، من جهته قال عالم الاثار الاسرائيلي يوناثان مزراحي من منظمة "عيمق شافييه-آثار من اجل بناء الجسور" لوكالة فرانس برس "ان هذه الحفريات التي نفذت من قبل سلطة الاثار بسرية تامة ولم يعرف احد مسارها او هدفها، لم تكن ضرورية وهي تثير الناس".
واكد مزراحي ان هذا النفق الذي حفر "يتبع طريقا قديمة يعود تاريخها الى الفترة الرومانية، وتبدأ من بركة سلوان الحمراء الى داخل السور، عند باب المغاربة بالقرب من قصر الامويين ويبعد نحو 70 مترا عن المسجد الاقصى" مضيفا ان السلطات الاسرائيلية اعلنت عزمها على فتحه للسياح.
واعتبر مزراحي ان هذه الحفريات "ستغير وضع سلوان، فهم يقولون (في اشارة الى المسؤولين في دائرة الاثار الاسرائيلية) ان ما تحت سلوان هو لنا لانه يعود الى عهد الهيكل الثاني، لذا فثقافة هذه المنطقة يهودية اسرائيلية حسب رأيهم، وكل ما تحت مدينة القدس لنا وسنحتفظ به".
واشار "الى ان هناك حفريات للانفاق في الحي الاسلامي في القدس القديمة، لنفس الهدف"، وتابع "ان سلطة الاثار كانت تعمل بسرية وتتجاهل المعايير المقبولة للبحوث العلمية ودون نقاش عام اكاديمي وحولوا البحوث الاثرية الى اداة تستخدمها المنظمات الايديولوجية ومثل هذه النشاطات قد تفجر الوضع في سلوان".
واكد ان حفر الانفاق "هو جزء من مشروع تموله المنظمات الاستيطانية لجعل الاثار في قلب الصراع على مدينة القدس".