د. محمد البرادعي
في النمسا لا تستطيع أن تنشئ حزبا فاشيا أو حزبا نازيا، هناك خطوط حمراء
في مصر، لا بد أن يكون لنا نظام يشارك فيه كل مصري من الحزب الماركسي إلى الاخوان المسلمين
لنظام حاول افهام الغرب أنه هو الأفضل بالرغم من قمعه للشعب والحرية والعدالة الاجتماعية وغيره من نظام إسلامي
رفض الدكتور محمد البرادعي رئيس الجمعية الوطنية للتغيير التي تضم عددا من أبرز قوى المعارضة في مصر، المخاوف من استيلاء الإخوان المسلمين على الحكم في مصر. وقال في مقابلة مع قناة الحرة إن تلك المخاوف نتاج ما حاول نظام الرئيس حسني مبارك إشاعته وتخويف الغرب منه.
وحول مخاوف البعض من أن يحكم الاسلام السياسي مصر، قال: "هذا كله للأسف نوع من الغوغائية التي قام ويقوم بها النظام لافهام العالم أنه ليس هناك بديل بين نظام عسكري أتوقراطي استبدادي أو نظام إسلامي يشابه نظام القاعدة، هذا لا صلة له بما يحدث في مصر، مصر لديها الكثير من الأطياف السياسية المختلفة، من الحزب الاشتراكي المصري الذي تقابلت معه إلى جماعة الأخوان المسلمين إلى الجماعة الاسلامية. هناك كثير من الأطياف كما هو في كل مكان، والوفد الليبرالي واليسار المصري هناك كافة الأطياف. إنما النظام حاول افهام الغرب أنه هو الأفضل بالرغم من قمعه للشعب والحرية والعدالة الاجتماعية وغيره من نظام إسلامي أفهمهم أنه سيكون مثيل لجماعة القاعدة أو على أحسن الأحوال نظام يقوم على ولاية الفقيه كما هو في إيران وتقوية الأيدولوجية الايرانية، هذا لا صلة له بالواقع كما أراه في مصر. كانت هناك دعاية مضللة، إنني تحالفت مع الأخوان، أنا أعمل مع كل شخص مصري يؤمن بأننا نريد أن ننقل مصر إلى نظام ديموقراطي، وفي النهاية الشعب هو الذي يحكم. الأخوان ذكروا ويذكرو كل يوم أنهم مع دولة مدنية أنهم لا يؤمنون بنظام الدولة الدينية ويجب أن نقنن هذا في الدستور".
نظام من الماركسيين إلى المسلمين
وحول نوع الديموقراطية التي يتوخاها البرادعي في مصر، قال: " في مصر، لا بد أن يكون لنا نظام يشارك فيه كل مصري من الحزب الماركسي إلى الاخوان المسلمين إلى الجماعات الاسلامية السلفية والشعب في النهاية يختار. أنا أعتقد أن يكون هناك في اطار دستوري يضع خطوطا حمرا، في أي دولة سوا كنا هنا، في النمسا لا تستطيع أن تنشئ حزبا فاشيا أو حزبا نازيا، هناك خطوط حمراء، الخطوط الحمراء في مصر والتي يجب أن يكون متفق عليها كلها والتي لا يختلف عليها أي إنسان في العالم هو دستور يقوم على التعاون بين السلطات، نظام ديموقراطي، عدالة اجتماعية، ودولة مدنية. فاذا اتفقنا على هذه الأساسيات وما أطلق عليها ركائز التغيير، الأخوان يجب أن يكون لهم صوت، الحزب الشيوعي يجب أن يكون له صوت، كل مصري، المسلم، القبطي، غير المؤمن، كل شخص يجب أن يكون له صوت، وفي النهاية الشعب هو الذي سيقرر وأنا أعتقد أنه إذا أتيح هذا للشعب المصري فإنه سيسير على الطريق السليم".