الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 04:02

الاندبندنت:الثورة المصرية التي تحدث الآن تبث الامل في كل الانفس المظلومة

أماني حصادية -
نُشر: 02/02/11 13:54,  حُتلن: 15:54

مباشر - اشتباكات بين معارضي مبارك ومؤيديه والجيش يصد المواجهات منعا لتأزم الوضع

حسب ما جاء في صحيفة الاندبندنت البريطانية:

الغربين لا يزالون عاجزين عن استيعاب ما يجري على الارض في مصر اذ يبدو ذلك في تصريحاتهم التي بدأت اول الامر مناصرة للنظام


الثورة المصرية التي تحدث الآن تبث الامل في كل الانفس المظلومة في انحاء العالم العربي ولكنها لحظات خطر في نفس الوقت بسبب طريقة تعامل الحكام القمعيين

عنونت صحيفة الاندبندنت البريطانية كلمة تحريرها لصباح هذا اليوم الثاني من فبراير/شباط, بـ:" مصر: لحظة من الامل ولكن من الخطر ايضا". وفي عنوانها السلفي قال انه من غير الواضح الى الآن ما الذي سيعقب رحيل الرئيس المصري مبارك.


صورة من أحداث مصر

تقول الصحيفة في مطلع كلمتها ان القادة الغربين لا يزالون عاجزين عن استيعاب ما يجري على الارض في مصر اذ يبدو ذلك في تصريحاتهم التي بدأت اول الامر مناصرة للنظام حيث وصفت كلنتون, وزيرة الخارجية الامريكية نظام حسني مبارك بالمستقر ثم وبعد تتابع الاحداث وتفاقم التظاهرات الشعبية اكثر فأكثر طالبت نيابة عن ادارة اوباما بـ"انتقال سلس للسلطة". كذلك وزيرة الخارجية البريطاني وليام هيج الذي طالب بحكومة موسعة في مصر اكد من ناحية اخرى على استمرارية تعامل بلاده في المستقبل مع نظام مبارك!

نظام قمعي
وفي محاولة لتفسير هذه الازدواجية في موقف الغرب من الثورة المصرية تقول الصحيفة ان هذا يعود الى الدور الكبير الذي لعبته الدول الغربية في دفع ودعم الانظمة القمعية الدكتاتورية في بلدان الشرق الاوسط حفظا "لاستقرار المنطقة", او بكلمات اخرى لم ترقى اليها شجاعة الاندبندنت, حفظا لسلامة اسرائيل المدللة.
فالقادة الاوروبيين يمثلون امام صراع ما بين دعم مطالب الشعب بحقه تقرير مصيره وما بين نظام ربما قمعي لكن الغرب استثمر به الكثير الكثري على مدار العقود الثلاث الماضية.
وتضيف الصحيفة قائلة انه بعد تظاهرات امس المليونية التي عمت ارجاء القاهرة والإسكندرية وغيرها من المدن المصرية يصعب فهم تمسك وتشبث مبارك بالحكم الى هذه الدرجة. ومع اعلان الجيش عدم اطلاق النار على ابناء شعبه ولو اقتضت بذلك الاوامر فإن مصر ستكون البلد العربي الثاني الذي سيلاقى تغيير في النظام من قلب الشارع بعد تونس. وان هذا من شأنه ان يكون له تأثير الدومينو على انظمة قمعية اخرى في بلدان عربية مجارة كمثال الاردن الذي شارع ملكه الى اقالة الحكومة السابقة وتعيين اخرى جديدة, واليمن الذي يشهد تظاهرات شعبية عارمة. فيما ستبقي الجزائر والمملكة العربية السعودية اعين مفتوحة تترقب الاحداث على الساحة العربية عن كثب وبقلق.
ان الجانب المؤلم لهذه التظاهرات الشعبية القوية يتلخص بإمكانية تمثيل ديمقراطي للشعب بعد سنوات من القمع والظلم. ولكن لا تخلو هذه التظاهرات من جانب سوداوي معتم. لحسن الحظ لم تقع كثير من ضحايا العنف في الشوارع المصرية الى الان, غير ان اسعار المئونات الغذائية اخذة بالارتفاع, البطالة عارمة,وثمة العديد من المصريين المجحفين الى درجة لا يمكن توقع خطواتهم القادمة. ان تحضر الشارع المصري الذي عين لجان لحماية الحارات بعد انتسار البلطجية في الشوارع كان فائقا ومثيرا للاعجاب. الا ان القمع والظلم لا يضمن حفاظ المواطنين على سيادة القانون الى الابد.

الثورة المصرية تبث الامل
فثمة خطورة من تفجر الشارع المصري واتخاذه مسلكا اخر اكثر عنفا وشراسة كلما تأخر الرئيس مبارك عن التنحي او الرحيل. اضافة الى انه يوجد بعض الضبابية حول مرحلة "ما بعد مبارك" الى الان. تقول الصحيفة انها تستبعد ان تؤول حال المدن المصرية الى ما آلت اليه العراق بعد الحرب من فوضى, ولكنها لا تنفي هذا الاحتمال كليا. ومن جهة اخرى حذرت الصحيفة من حرب طائفية ما بين اقباط مصر ومسلميه خصوصا بعد تفجيرات الكنيسة الاخيرة في الاسكندرية. كما واشارت الصحيفة الى ان حركة الاخوان المسلمين تتمتع بقوة واسعة وشعبية مترامية الاطراف, ورغم انها ابقت على دورها متواضعا في هذه التظهرات الى الان, الا انها لو شاءت جعلت العواقب اكثر دراماتيكية. وفي هذه الحالة فان كا ستنجم عنه هذه الثورة المصرية سيكون مماثلا لما نجمت عنه ثورة 79 الايرانية الاسلامية.
وتلخص الصحيفة في ختام مقالتها, ان الثورة المصرية تبث الامل في كل الانفس المظلومة في انحاء العالم العربي, ولكنها لحظات خطر في نفس الوقت, بسبب طريقة تعامل الحكام القمعيين وذعانهم الى الغرب. انه وقت نتأمل فيه للافضل ولكن علينا ان نحضر فيه للاسوأ كذلك.

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.76
USD
3.99
EUR
4.79
GBP
326278.86
BTC
0.52
CNY
.