خُبزْ وزَيتون
أكتبُ ومَن يذكرني
بعد موتِ العشب ِ
ومَنْ يدعو ملائكة الربِ
لتحملني،
لتأخذني
الى حيثُ المنفى |
أدونُ على خارطتي
كلمات أولى
وحديثُ الأرجوزة
للأطفال |
تقصُ لهم عن سندباد
وشهريار وعنترة الرحال
كلهم صارو هباءً
تحت النعال| تفتتوا
بين ثنايا التراب| تمرغوا
وعلى رؤوسهم حملوا الكلمات
وشطحوا في التاريخٍ
حتى ضاعوا |
أمام الممات
من يوقف البركان الثائر
من يوقف الاعصار،
من يطردُ الأسد المخلوع
عن كرسي الغاب
ومن يجلدُ الجلاد
بسوطِ العذاب...
ومن يكتبُ مثلي:
فلتحيا قصعةُ الخبز ِ
وليحيا روح الزعتر |
أدونُ عبرَ التاريخ ِ
لكل الشعوبِ معيادْ
يخعلون فيه النعال
يتجردون عن ثيابهم
أو عن الاستقلال
ها قد نفذ الصبر
ها قد ضاع العمر
وأنتفض اليوم الغٌلاب
فليحمل التدوين من
قلمي حبرُ العقاب
وليهتف مليونُ العربي
سقَط الكذاب
يهتفون في رقصٍ ورقصِ
يبكون، يضحكون، يولولون، يصرخون،
ينشدون، يغردون، يمرحون| يتطايرون
مع ورق الزيتون ...
ويتلاعبون مع ذواتهم
يهمسون لبعضهم،
حانَ يومُ الخبزِ
حانَ يومُ الزيتونْ ...
(العرار)