الاسير صدقي المقت (43) من مواليد مجدل شمس في هضبة الجولان
ابو الحاج يعطي وصفا لما يقدمه المتحف من شرحا حول عميدة الاسيرات وذلك بقوله ( تعتبر "منى" عميدة الأسيرات الفلسطينيات وهي ممثلتهن في سجن الرملة
تتعدد صور المظلمة التاريخية التي تعرض لها الشعب الفلسطيني، والتي نتجت عن وجود الاحتلال الإسرائيلي على أرضه، ولكننا في هذا التقرير، بصدد استعراض صورة واحدة من تلك المعاناة المديدة، ألا وهي عملية الاعتقال والزج في غياهب السجون لمجموعة من الأسرى لعقود مديدة ومحاولة تغييبهم عن ذويهم ومجتمعهم، و فُرضت على هؤلاء الأسرى تجارب معاناة مديدة في غياب الحقوق والعدالة، وقد سطروا أمثلة إنسانية في الصبر ومكابدة شغف العيش وعدم فقدان الأمل.
فهد أبو الحاج
وقد اخترنا من ارشيف مركز ابو جهاد وبلقائنا بمديره الباحث والمختص بشؤون الحركة الاسيرة فهد ابو الحاج الحديث عن اربعة اسرى واسيرات، وهم أقدم الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الإحتلال،او كما يقال ويطلق عليهم فلسطينيا بلقب (عمداء الحركة الاسيرة) لنعرض سطوراً من حياتهم، وقليلاً من مكابدة عائلاتهم في هذا التقرير، وذلك من أجل المزيد من المعرفة والإطلاع على معاناة هؤلاء الناس، نتيجة للأحكام العالية والظالمة التي أصدرتها محاكم قوات الإحتلال ضدهم.
عمداء الاسرى من هم ؟
هذا التسائل يجيب عليه فهد ابو الحاج مدير مركز ابو جهاد بالقول ( كما يعلم اي متابع لقضية الأسرى الفلسطينيين فقد جرت جولات من المفاوضات عبر وسطاء بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي من أجل إجراء عملية لتبادل الأسرى، ولما أصر الإسرائيليون على الإستمرار في اعتقال الكثيرين من الأسرى بل ونفي بعضهم إلى خارج الوطن، وأصر الفلسطينيون على مطالبهم بالإفراج عن الأسرى القُدامي واصحاب الأحكام العالية وتمكينهم من العيش بين ذويهم،ونتيجة للتعنت الاسرائيلي برفض اطلاق سراح عدد من الاسرى بحجج مختلفة ،يمكث الى الان داخل السجون ما يقارب 120 اسيرا لاكثر من عشرين عاما ،بل تجاوزت الثلاثين عاما لبعضهم.)
ويضيف ابو الحاج ( شرعت الحكومة الإسرائيلية وعبر لجنه وزارية بوضع خطه من شأنها تضييق الخناق على أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال، وذلك من خلال فرض حزمة من الإجراءات، منها منع زيارات المحامين للأسرى وكذلك زيارة ذويهم ومنع بث بعض القنوات التلفزيونية في السجون، تلك من شأنها أن تضع قضية الأسرى الفلسطينيين على أبواب مرحله جديده).
وفي مناسبة الحديث عن عمداء الحركة الاسيرة ذكر ابو الحاج بما اطلق عليه الفلسطينيون من هذا العام هو عام اطلاق الاسرى وذلك بقوله ( لا يعلم المرء أيُسمى هذا العام "عام إطلاق الأسرى" أم أن في الوقت متسع لعدة سنوات أخرى يقضونها في الأسر، وهل ما زال في عمر نائل البرغوثي مثلاً، والذي أمضى 32 عاماً في سجون الإحتلال، عدة سنوات حتى يخرج منها على قدميه ويرى النور).
هذا التسائل أدى أن يكون هذا التقرير عن الأسرى القدامى، فالتقرير لن يكون عن الأسرى القدامى بشكل عام بل عن عمدائهم وبالتحديد عن أقدم اربعة اسرى واسيرات، في محاوله لتسليط الضوء على هذه الفئه المغيبه والأكثر معاناة اذا ما قيس ذلك بعدد سنوات الاعتقال.
نائل البرغوثي (عميد الاسرى الفلسطينين )
اكثر من (32) عاماً ب 138 يوما، مجموع ما أمضاه نائل البرغوثي أقدم أسير فلسطيني في سجون الإحتلال منذ اعتقاله في 4 نيسان (أبريل) 1978 وحتى تاريخ اصدار هذا التقرير كل هذه الايام أمضاها الأسير نائل البرغوثي في المدافن التي أعدت بعناية من أجل حيازة البشر الأحياء، من قبل جلادي السجون، الذين برعوا في ابتكار أساليب وطرق يتم من خلالها تعذيب الاسير الفلسطيني ومفاقمة معاناته من دون ضرب أحياناً، بل من خلال وسائل وطرق يمكن تسميتها بالإبليسية.
ويعلق ابو الحاج على اعتقال رفيق دربه والذي قاسمه مجموعته الفدائيه واقتسم معه عتمة الزنازين لسنوات ( في سجنه أو قل في قبره، يقبع نائل البرغوثي منذ زمن طويل، هذا الانسان الصبور، تغيرت تقاسيم وجهه مع الزمن ولكن همته وجلده لم يعتريهما أي ران أو تعب. قد تكون أيام الظلم الطويلة استطاعت أن تنال بعض الشيء من جسده إلا أن همته ما زالت عاليه).
ويضيف ( إعتقل نائل البرغوثي أو كما يحب ان يُكنى "بابي النور" في 4/4/1978 إثر عملية عسكرية، وكان حينها يبلغ من العمر 20 عاماً فهو من مواليد 23/10/1957، تعرض بعد ذلك لتحقيق قاس جداً جرت خلاله محاولةً لقتله، فواجه محققيه بكل صلابه وإصرار، ومرت الأيام وتنقل عميد الاسرى من سجن إلى آخر وشهد عدة عمليات تبادل لم يكتب له نصيب الإفراج بأي منها، حيث أن قوات الإحتلال كانت تتحفظ عليه في كل مره لاعتباره من "الأسرى الخطرين").
معاناة العائلة
طوال مدة أسر نائل البرغوثي، وعائلته تتجرع شتى ألوان العذاب المختلفة، تاره تُحرم من الزياره وتاره تتلقى أخبار مرضه دون القدرة على تقديم الكثير له، مؤسسات الصليب الأحمر في منطقة رام الله تعرف والدة نائل البرغوثي التي انتقلت إلى الدار الآخرة، فقد دئبت أم نائل على الإشتراك بالإعتصام الأسبوعي أمام مقرات هذه المؤسسات، تجلس هناك وتحمل صورة نائل، ذلك الشاب ذو العيون الخضر والبشره الشقراء.
بالرغم من مرور عقود على اعتقاله إلا أنها بقيت محتفظه بآخر رسم له قبل اعتقاله، لم تكن تريد الإعتراف أن التجاعيد التي رسمت ملامح وجه ابنها، بعد اكثر من 3 عقود، بفعل السجن حقيقية.
وقبل وفاة الحاجه فرحه التي بكاها نائل وكثير من رفاقه، وكذلك أمهات الأسرى القدامى توفى والد نائل الحاج صالح عن عمر ناهز 88 عاماً، أمضى أكثر من 28 منها ينتظر عودة ولده، ولكن قدر الله كان قد نفد وانتقل إلى جوار ربه ومن ثم لحقت به والدة الأسير، وبقي نائل يتنظر الفرج، وحلم الحريه الذي كان يتخيله بعناق الوالد والوالده تبدد، وتقلصت الأمنيات إلى الرغبة في زيارة قبورهم والدعاء لهما.
ويختم ابو الحاج حديثه عن عائلة نائل بالقول ( نائل ليس الأسير الوحيد من هذه العائله فشقيقة عمر البرغوثي "أبو عاصف" أمضى اكثر من 23 عاماً متنقلاً في سجون الاحتلال، بالاضافه الى قريبه ورفيق دربه أبو شادي فخري البرغوثي ثاني أقدم أسير فلسطيني).
حياته داخل السجن (مدرسة نائل البرغوثي)
مدرسة نائل البرغوثي هكذا اعتاد الأسرى ان يطلقوا على طريقة حياة نائل، فمنذ اكثر من 32 عام إتخذ نائل مفهوماً للأسر والسجانين،وحول اول ما تميز به نائل يقول ابو الحاج( من المعروف أن إدارة السجون تقوم كل عام بإعطاء كل أسير لباسين بالاضافه الى قطعتين من الصابون وفوطة وما شابه من أغراض، وهي من النوع الرخيص. مع مرور الايام ومع تطور الحياه في السجون ونتيجة نضالات أفراد الحركة الأسيرة، تغيرت الأمور وأصبحت حاجيات الأسرى تُحضر من قبل اهاليهم من خارج السجون، إلا أن نائل ظل يرفض ذلك بالقول أن إدارة السجن عليها إلتزامات يجب ان تقوم بها تجاه الأسرى، ولا يسامح الإداره بمخصصاته التي كفلتها له أنظمة السجون، فكل 6 شهور ياتي مدير المخازن ليفتح الباب ويخرج حاجيات نائل الخاصه، فالأسير نائل يرفض أن يسامح الإحتلال بأبسط حقوقه).
وينهي ابو الحاج حديثه عن نائل بالقول ( مع ساعات الصباح الباكر يرتدي نائل لباس الرياضة ويقوم بالركض في ساحة السجن ويمارس بعض التمارين التي من شأنها ان تحافظ على لياقته وقوته، فهو يتحدى ظروف الأسر القاهرة ولا يسمح بتضعيف نفسيته وجسده، يعتبر نائل البرغوثي أحد الشخصيات الإعتبارية داخل الأسر، فهو رمز للوحده بين الأسرى ويتم الرجوع اليه من قبل شتى الفصائل الفلسطينية، كما يقوم بتعليم الأسرى اللغة العبرية، نائل صاحب الإبتسامه المييزه؛ برغم كل سني العدالة الغائبة التي قضاها في الظلام، أكثر الناس أملاً وحيوية وثقة بعدالة قضيته).
عميدة الاسيرات (آمنة منى)
ظروف اعتقالها ودورها في السجون
يقول ابو الحاج عن ظروف اعتقالها ( تم اعتقالها بتاريخ 20-1-2001م - وكانت تبلغ من العمر آنذاك(25 عاماً)، تعرضت إلى العزل عدة مرات، ورشِّ الغاز عليها، وتقييد يديها ورجليها، مما أدى إلى تدهور وضعها الصحي، بسبب العزل الانفرادي، والحرمان من النوم لعدة أيام، وعانت من التهابات حادة في جروح يديها، من جرَّاء التعذيب الشديد الذي تعرضت له، ومحاولة جنود الاحتلال اقتلاع أظافر يدها) .
وقالت والدتها (تتميز آمنة بشخصيتها القوية، وذكائها، وإصرارها على الحق، ولا تخضع للذل والهوان، وتسعى جاهدة إلى المطالبة بحقها وحق الأسيرات، خاصة أن أغلبهن قاصرات، ويعانين من ظروف معيشية سيئة في الأسر؛ لذلك سرعان ما تم اختيارها ممثلة لهن، وفهمت إدارة السجن أن آمنة هي رأس الحربة، فسارعت إلى الانتقام منها، لكسر عزيمتها عن المطالبة بحق زميلاتها، ولكنهم لا يدرون أن ذلك يزيد آمنة إصرارًا على حقها).
وأضافت والدتها (أشعر أنها ازدادت صلابة وإدراكا لمسؤوليتها، ففي أول زيارة التقيت بها أوصتني أن أطمئن الأسيرات عليها، بخلاف شخصيتها السابقة الهادئة جدًّا". وأكملت "آمنة ليست مجرمة.. الاحتلال هو الذي زرع في قلبها الكراهية له، فقد سبق وأن اعتُقِلت 4 مرات قبل أن تكمل الثامنة عشر من عمرها، وكانت تتعرض خلال ذلك للضرب المبرح من جنود الاحتلال، وفي كل مرة تتعرض للاعتقال تزداد تصميمًا على فضح جرائمه).
وتختم والدتها (عندما أنهت دراستها الثانوية أصرَّت أن تلتحق بقسم علم النفس، لتقترب أكثر من أبناء شعبها الذين يعانون من مشاكل نفسية جرَّاء العدوان الصهيوني الذي تعايشه منذ طفولتها، وبعد تخرجها في جامعة بيرزيت سعت لتعمل في المجال الإعلامي عبر نشرة "الصنوبر"، لتعبِّر عما يجول بخاطرها من هموم شعبها، كما تطوعت للعمل في إحدى جمعيات حقوق الطفل في رام الله، لتخرج أطفال الانتفاضة من الأزمات النفسية التي خلفها العدوان الإسرائيلي).
ابو الحاج يعطي وصفا لما يقدمه المتحف من شرحا حول عميدة الاسيرات وذلك بقوله ( تعتبر "منى" عميدة الأسيرات الفلسطينيات وهي ممثلتهن في سجن الرملة، حيث أنها أقدم أسيرة في سجون الاحتلال ، بعد أن تسلمت الراية من الأسيرة المحررة "سونا الراعي" التي أطلق سراحها بعد أن أمضت 12 عاماً في السجون ،ويضيف بأن الاحتلال أدرج اسم الأسيرة "ضمن ثلاثة أسيرات " يرفض إطلاق سراحهن ضمن صفقة التبادل المرتقبة، وتعرضت الأسيرة "منى" خلال سنوات اعتقالها التسعة إلى مضايقات وإجراءات استفزازية كثيرة من قبل إدارة مصلحة السجون، حيث خضعت للعزل الانفرادي لمدة عامين كاملين في سجن الرملة، وكانت تعيش بين السجينات الجنائيات الإسرائيليات واللواتي حاولن الاعتداء عليها في إحدى المرات، بسكب الماء الساخن ومواد التنظيف عليها تحت مرأى إدارة السجن مما أدى إلى إصابتها بجراح ، وبدلاً من نقلها إلى المستشفى قامت الإدارة بعزلها بوضعها في زنزانة انفرادية،كما تعرضت منى، إلى اعتداءات برش الغاز وتقييدها لعدة أيام في السرير، والحرمان من الزيارة، والضرب والشتم، كل تلك الإجراءات أدت إلى تدهور حالتها الصحية دون تقديم العلاج اللازم لها، وقد خاضت في عام 2007، إضرابا مفتوحاً عن الطعام للاحتجاج على عزلها والممارسات التعسفية بحقها ، مما دفع الاحتلال إلى إخراجها من العزل نقلها إلى سجن الدامون) .
وويختم ابو الحاج سرده حول الاسيرة (منى) ،( لقد وصفتها مجلة "تايم" الأميركية في تقرير خاص "برمز الأسيرات الفلسطينيات " في السجون الإسرائيلية، والمدافعة القوية عن حقوق الأسرى الفلسطينيين والشوكة الدائمة في خاصرة سجانيها الإسرائيليين، وكتب مراسل المجلة ماثيو كالمان يقول: "يوجد اسم (الأسيرة الفلسطينية الشابة آمنة منى) على رأس قائمة (حماس) للأسرى الفلسطينيين ضمن صفقة التبادل مع الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط، بيد أن العملية التي نفذتها كبيرة في نظر الإسرائيليين إلى درجة أن قليلين يجدون أي عدالة في إطلاق سراحها، حتى مقابل حرية أحد جنودهم، لذلك رفضت إسرائيل إدراج اسمها ضمن قائمة الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن شاليط).
الاسيرة (سناء شحادة): اسم يجب الوقوف عنده
(السجون لن تغلق ابوابها على احد ،ومهما طال الليل فبعده يأتي النهار)، بجرعة الامل هذه ،استهلت ام سناء حديثها وقد مضى على اعتقال ابنتها اكثر من ثمانية سنوات،تلك هي سناء شحادة الاسيرة المقدسية التي ولدت في العام 1975 ،واعتقلت بتاريخ 24-5-2002 ،وحكم عليها بالسجن لخمسة مؤبدات بالاضافة الى 81 عاما ،بتهمة تنفيذ عملية فدائية عام 2002 .
التعامل الوحشي اثناء الاعتقال والتحقيق
ويعلق ابو الحاج انه قد جرى التعامل مع سناء بوحشية وقسوة فمن خلال حديث ذويها عن تلك الفترة يتبين ان الاحتلال كان يتعمد كسر ارادتها والنيل من عزيمتها حيث يقول والدها(عندما اعتقلوها وضعوها في الجيب العسكري بطريقة قاسية لدرجة انها صرخت جراء ارتطام رأسها بالكرسي الموجود داخل الجيب وقالت (آه يا أبي)". ويروى نقلا عن سناء بعد انتهاء التحقيق معها "انهم اقتادوها الى عدة مراكز اعتقالية, وانتهى بها الامر في مركز تحقيق المسكوبية, وخضعت للتحقيق لاكثر من (40) يوما, بتهمة الضلوع في عملية تفجير مطعم في القدس وبعد 3 سنوات من توقيفها صدر الحكم القاسي بحقها. (
ويضيف ابو الحاج ان الأسيرة سناء تنقلت بين سجني الرملة وتلموند, وتعرضت للعزل لمرات عدة, حتى اصبحت تعاني من قرحة في المعدة وآلام في الاسنان نتيجة الضرب اثناء التحقيق, وحتى اليوم تماطل إدارة السجون بعلاج اسنانها, ولم يكملوا العلاج الذي تم الاتفاق عليه مهم من خلال الصليب بعد جهود كبيرة امتدت لعام كامل . وتمنى ابو الحاج ان تشمل اي صفقة لتبادل الاسرى جميع الاسيرات وفي مقدمتهن الاسيرات ذوات الاحكام العالية واللاتي امضين فترات طويلة بالاعتقال .
عميد الاسرى العرب (صدقي المقت)
يكمل الاسير صدقي سليمان المقت عميد الاسرى العرب غدا الاثنين ربع قرن في الاسر ،ورغم آلام وعذابات السجون ،ورغم الظروف والاوضاع القاسية ،الا ان السجون وحدت الهدف العربي ،وتوحد الاسير السوري مع الفلسطيني مع اللبناني مع باقي الجنسيات العربية في غرفة واحدة وتقاسما كافة الهموم والمحن والاوجاع ،وانصهر الفكر الثوري العربي في بوتقة العمل الوطني ،وتظافرت الجهود لمقاومة الاحتلال .
الاسير صدقي المقت (43) من مواليد مجدل شمس في هضبة الجولان ،ولد بتاريخ 17-4-1967 ،وعن المقت يقول ابو الحاج (تسلم صدقي راية عميد الاسرى العرب من شقيقه ورفيق دربه بشر الذي تحرر في شهر تشرين الاول من العام 2009 ،والذي سبق وان تسلم تلك الراية من الاسير اللبناني سمير القنطار الذي تحررفي تموز من العام 2008 ،ويحتل الاسير صدقي رقم 22 على قائمة الاسرى الذين امضوا اكثر من 25 عاما داخل الاسر.
وكان المقت ناشطا قبل اعتقاله في اوساط الشبيبة الطلابية وشارك في كافة التظاهرات والاحتجاجات ضد الاحتلال الاسرائيلي الى ان تم اعتقالة بتاريخ 23-8-1985 ،حيث خضع للتحقيق المكثف والقاسي ،وفي العشرين من ايار عام 1986 اصدرت المحكمة العسكرية الاسرائيلية حكما جائرا عليه بالسجن لمدة 27 عاما ،وخلال جلسة النطق بالحكم رفض الوقوف للقاضي العسكري معربا عن عدم اعترافه بشرعية المحكمة ووجه كلاما لاذعا للقاضي بحضورطاقم المحامين ومحامي الصليب الاحمر الدولي قائلا (انا عربي سوري وانتم اغتصبتم ارضي ومن حقي الدفاع عنها ومقاومتكم ،ولا اعترف بشرعية محكمتكم الصورية هذه ،وردد مع رفاقه النشيد العربي السوري في قاعة المحمكة (حماة الديار عليكم سلام) قبل طردهم من قاعة المحكمة.
وكانت مجموعة صدقي التي تم اعتقالها مكونة من خمسة اشخاص تحرر ثلاثة منهم (سيطان وبشر وعاصم) ،فيما استشهد هايل ابو زيد في السابع من تموز 2005 جراء اصابته بمرض سرطان بالدم بعد عشرين عاما من الاسر ،ولا يزال صدقي المقت يقبع داخل السجون منتظرا الحرية القادمة لا محالة .
وناشد ابو الحاج المنظمات الدولية والحكومية والانسانية والحقوقية بالتحرك للضغط على سلطات الاحتلال الاسرائيلي لوضع الاسرى تحت اشراف المنظمات الانسانية والدولية والتعامل معهم كاسرى حرب والعمل على اطلاق سراحهم .