محافظ القدس المهندس عدنان الحسيني:
يحظر على إسرائيل القيام بالحفريات هناك لأنها ارض محتلة ويجب ان تبقي الأمور على ما هي عليه
ثلث المنازل في القدس "غير مرخصة" وفق إحصائيات فلسطينية وإسرائيلية وان الحديث يدور عن ما بين 15 -17 ألف منزل
يجب على بلدية القدس باعتبارها جهة محتلة ان تهيىء الظروف للمواطنين المقدسيين من اجل تستمر حياتهم العادية إلى ان يزول الاحتلال
القدس الشرقية بحاجة الآن إلى 20 ألف وحدة سكينة من اجل حل مشكلة النقص في السكن مؤكدا ان هناك عائلات تعيش في ظروف غير إنسانية وغير مقبولة
انتقد محافظ القدس المهندس عدنان الحسيني، قيام إسرائيل ببناء جسر خشبي فوق القصور الأموية في باب المغاربة وان ما يجري هو عملية تزوير في المنطقة. وأكد المحافظ خلال لقاء صحفي نظمه نادي الصحافة المقدسي في المكتبة العلمية في القدس انه يحظر على إسرائيل القيام بالحفريات هناك لأنها ارض محتلة ويجب ان تبقي الأمور على ما هي عليه. وأضاف ان الهدف من البناء هو إقامة جسر عريض يشوه الموقع ويزيل ملامحه وبالتالي طمس التراث الإسلامي للسماح للمركبات بالمرور عليه تمهيدا للمعركة في المسجد الاقصى. واصفا الخطوة الاسرائيلية هذه بالخطيرة جدا وكان لا بد من وقفها. وقال المحافظ، انه رغم تدخل تركيا والأردن واليونسكو الا ان إسرائيل اختارت المخطط الذي يلبي أهدافها.
المنازل غير المرخصة
وأكد الحسيني ان موضوع المنازل "غير المرخصة" في القدس الشرقية سياسي ويجب طرحه سياسيا وان لا يربط بأي حل أو مفاوضات مطالبا المجتمع الدولي التدخل لوقف هذا النزيف الحاصل في المدينة. وأشار إلى ثلث المنازل في القدس "غير مرخصة" وفق إحصائيات فلسطينية وإسرائيلية وان الحديث يدور عن ما بين 15 -17 ألف منزل موضحا ان الجانب الإسرائيلي يتعامل مع هذه القضية بهدوء ضمن برنامج جغرافي وزمني.
وقال الحسيني معقبا على أوامر الهدم بحق عشرات المساكن في القدس انه نتيجة للتعقيدات الاسرائيلية للحصول على رخص فان الكثير من المواطنين قاموا ببناء أو شراء منازل بدون ترخيص وبالتالي تعرضوا لـ "المخالفات" وهذا يعود إلى ان المخطط المسموح به في البناء لم يتغير منذ العام 67 مقابل الزيادة السكنية في عدد المقدسيين البالغة حوالي 300 ألف نسمة. وتساءل بالقول: " كيف يمكن عدم وجود منازل "غير مرخصة" في ظل الزيادة السكانية مضيفا ان الحيز المسموح به للبناء قليل جدا في ظل وجود مساحات كبيرة يمنع البناء عليها." إضافة إلى ضرائب التحسين والتكاليف المفروضة على المواطنين مما يعقد من حياة المواطنين. ورأى المحافظ، ان على بلدية القدس باعتبارها جهة محتلة ان تهيىء الظروف للمواطنين المقدسيين من اجل تستمر حياتهم العادية إلى ان يزول الاحتلال.
إسرائيل تستغل المباني غير المرخصة
ونوه المحافظ، إلى ان إسرائيل تستغل هذه المباني "غير المرخصة " في فرض رسوم كبيرة جدا على المقدسيين حتى تستفيد من هذه الأموال وتخصيصها لبناء القطار الخفيف والبنية التحتية في المستوطنات وتغيير ألوان الورود فيها حتى يشعر المستوطنين بالرفاهية وكل ذلك على حساب الإنسان الفلسطيني. وأكد المحافظ، ان أعمال البنية التحتية التي جرت في القدس الشرقية لا تساوي 2% من الأعمال المطلوبة.
قضية المنازل سياسية وليست قانونية او هندسية
كما اكد المحافظ، ان قضية المنازل "غير المرخصة" بأنها سياسية وليست قانونية أو هندسية وانه لا توجد إمكانية لحلها من منطلق الحصول على التراخيص بسبب عدم وجود مساحات تضاف إلى المباني القائمة مؤكدا ان بلدية القدس غير مستعدة لزيادة نسب البناء لحل مشاكل المواطنين. وقال المحافظ، بهذا الخصوص ان على إسرائيل الامتناع عن التدخل في شؤون السكان لعدم وجود جهات لحل مشاكلهم لذلك ينبغي حلها بأنفسهم. وطالب، الجهات والمؤسسات الأممية والحقوقية التدخل لوقف سياسات إسرائيل الهادفة إلى منع تواجد المقدسيين في القدس. وذكر ان أراضي القدس الشرقية محتلة ولم تعترف فيها أي دولة وكل ما تقوم به إسرائيل غير قانوني وغير ملزم.
تحذير من مغبة اندلاع احتجاجات
وحذر الحسيني، إسرائيل من مغبة اندلاع احتجاجات ضدها على غرار ما يحدث الآن في الدول العربية. وأشار، ان الظروف التي يعيشها المقدسي أصعب بكثير من الظروف التي يعيشها المواطن في الدول العربية التي سادتها الثورات وبالتالي الشعب الفلسطيني قام بالعديد من الانتفاضات وفي كل يوم لدينا انتفاضة في سلوان والشيخ جراح ومعبر قلنديا وفي بلعين ونعلين والنبي صالح وبيت امر.
وقال، يلاحظ ان الأمور بدأت تتوسع وتكبر وردات الفعل هذه عندما تلتحم سوف تكون انتفاضة كبيرة وإسرائيل مع الأسف تغطي وجهها وتقمع الفلسطينيين وتعتقد ان ذلك سيفيدها ويسكت الناس لا بل يزيد من حرارة الأجواء ضدها. وأوضح المحافظ، هناك 80 ملفا داخل البلدة القديمة تنتظر الحصول على التراخيص اللازمة وان البلدية لا تصدر التراخيص بحجة إجراء التخطيطات وبالتالي فرض المخالفات على المواطنين وفي نهاية المطاف هدم بعض المنازل.
وقدر الحسيني ان القدس الشرقية بحاجة الآن إلى 20 ألف وحدة سكينة من اجل حل مشكلة النقص في السكن مؤكدا ان هناك عائلات تعيش في ظروف غير إنسانية وغير مقبولة.موضحا ان غير مثال على ذلك ما يحدث الآن في البلدة القديمة والسكن غير الصحي مما سيولد أمراض اجتماعية وصحية.
إسرائيل خسرت الكثير بسبب السياسة في القدس
وأوضح الحسيني، ان إسرائيل خسرت كثيرا بسبب سياساتها في القدس وخاصة في الشيخ جراح وسلوان موكدا ان السلك الدبلوماسي المكون من 26 مؤسسة في القدس يرفع تقاريره لحكوماته ينتقد فيها إسرائيل بسبب سياسة التمييز العنصري وهدم البيوت وإخلاء المدينة من اجل تهويدها.