نبيل العربي المرشح لتولي منصب وزير خارجية مصر:
من حق مصر ان تلغي معاهدة السلام بينها وبين اسرائيل اذا تبين ان الاخيرة تخل باحكام المعاهدة
نحن فى بداية مرحلة جديدة يرجو الجميع أن تنعم فيها مصر بحكم رشيد يحقق الديمقراطية السليمة واحترام حقوق الإنسان والمساواة للجميع بدون أى نوع من التفرقة أو التمييز
دعا السفير نبيل العربي المرشح لتولي منصب وزير خارجية مصر الى مراجعة السياسة الخارجية لبلاده على نحو يليق بتاريخها ومكانتها في العالم ويكفل رفع الحصار عن قطاع غزة. ولمح العربي في مقال نشرته له صحيفة "الشروق" التي تطرح رؤيته لإعادة بناء السياسة الخارجية المصرية في الفترة المقبلة، بعد ثورة 25 يناير، الى ان من حق مصر ان تلغي معاهدة السلام بينها وبين اسرائيل اذا تبين ان الاخيرة تخل باحكام المعاهدة. وهنا أبرز ما جاء في نص مقال العربي: "كانت الثورة البيضاء العظيمة التى قادها شباب 25 يناير وشاركت فيها جميع فئات الشعب المصرى لحظة تاريخية فارقة، وسوف تبقى دائما شعلة مضيئة تنير الطريق لجميع شعوب العالم. هذه الثورة أفرزت العديد من الدروس المهمة التى يلزم دراستها بعناية، ولا شك أن المحللين السياسيين فى أروقة الحكومات ومعاهد الدراسات سيعكفون على دراستها لسنوات طويلة. نحن فى بداية مرحلة جديدة يرجو الجميع أن تنعم فيها مصر بحكم رشيد يحقق الديمقراطية السليمة واحترام حقوق الإنسان والمساواة للجميع بدون أى نوع من التفرقة أو التمييز.
السفير نبيل العربي المرشح لتولي منصب وزير خارجية مصر
دولة عصرية علمانية
وتابعت الرسالة: المطلوب إقامة دولة عصرية علمانية يحكمها القانون الذى يطبق على الجميع وهذا يقتضى إلغاء الكم الهائل من القوانين التى قام ما يطلق عليهم بـ «ترزية» القوانين بصياغتها خلال السنوات الماضية. بمعنى أن الإطار الدستورى والقانوني الذى حكم مصر لما يزيد على خمسين عاما يجب إعادة النظر فيه بعمق وجدية وشفافية. هذا الموضوع يطرح نفسه بشدة بعد نجاح ثورة 25 يناير فى إبراز ضرورة مراجعة الأوضاع الداخلية وتعديل الدستور والقوانين واللوائح التى أعاقت التطبيق السليم لروح العدالة والحق الطبيعي في احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية التي تنادي بها المواثيق الدولية. لم تكن سياسة مصر الخارجية فى السنوات الأخيرة تعالج بأسلوب علمي عصري يؤدي إلى اتخاذ القرارات بعد دراسة متأنية لجميع أبعاد المسائل المطروحة بواسطة خبراء متخصصين. وكانت لا تعدو أن تكون ردود أفعال للأحداث وكانت القرارات تتخذ بأسلوب فردي وقد يكون أيضا أحيانا عشوائيا يتم بدون الدراسة المطلوبة.
مجلس أمن قومي
مصر لها وزن كبير ولها دور تاريخي مهم ولها إسهامات فى جميع المجالات الدولية وليس فقط في العالم العربي ومحيطها الأفريقي. ولا يليق بمصر أن تتسم سياساتها الخارجية والمواقف التى تتخذها بالارتجالية أو بمخالفات جسيمة لقواعد أساسية في القانون الدولي مثل الموقف الذي تتبناه مصر تجاه الحصار المفروض على قطاع غزة والذي يتعارض مع قواعد القانون الدولي الإنساني التي تحرم حصار المدنيين حتى في أوقات الحروب. هذا الأسلوب في اتخاذ قرارات تتعلق بالأمن القومي لا يتفق مع مكانة مصر وتاريخها. لذلك أتمنى أن تقرر الدولة إنشاء مجلس أمن قومي دائم يشرف على اتخاذ القرارات التي تتعلق بالسياسة الخارجية. وهذا التوجه لا يمس اختصاص وزارة الخارجية الأصيل في معالجة الشؤون الخارجية، ولكن العديد من المسائل طبيعتها متشعبة متشابكة وتحوى جوانب تخرج من اختصاص وزارة الخارجية بحيث يلزم رأى أكثر من جهة في الدولة. جميع الدول المتقدمة في عالمنا المعاصر أنشأت مجالس أمن قومي منذ سنوات وقد أزف الوقت لأن تقدم مصر على اتخاذ هذه الخطوة الاستراتيجية المهمة.
جدار الفصل العنصري
وقالت الصحيفة في تحليل لمواقف العربي تجاه إسرائيل إنه اعترض على بناء اسرائيل لجدار الفصل العنصري لانه ليس عادلا وطالب بملاحقة إسرائيل جنائيا على خلفية جرائمها تجاه الشعب الفلسطيني. وأضافت الصحيفة: "عندما كان يجلس العربي كقاض في المحكمة الدولية في لاهاي لينظر في قضية جدار الفصل العنصري كان له موقف معاد لإسرائيل وطالب باتخاذ مواقف قوية تجاهها وشجع على إقامة دعاوى قضائية لملاحقتها، إضافة إلى انتقاده مواقف بلاده من فرض الحصار على قطاع غزة".