اسرائيل ليست المكان الذي له القدرة على استيعاب هذه الاعداد من المدعين حق العودة
استهداف الاونوروا الذي برز في مقالة بيرنستام تعكس انتشار الافكار اليمينية الاسرائيلية المتطرفة ومدى تفشيها
تحدث روبرت فيسك في نهاية الاسبوع الماضي عبر مقالة نشرتها صحيفة الاندبندنت عن مقالة اكاديمية ظهرت في مجلة امريكان كومينتاري مجازين لصاحبها ميخائيل بيرنستام الباحث من معهد هوفير في ستانفورد الامريكية, احدى الجامعات المعروفة. وابرز روبرت في مقالته عظمة تفشي احدى ايديولوجيات اليمين الاسرائيلي المتطرف والذي يسعى الى تفكيك مؤسسة الانوروا التابعة للامم المتحدة والتي تعمل على اغاثة 95 بالمائة من الخمسة (او سعبة) ملايين لاجئ فلسطيني في الشتات. حيث تجلى هذا الفكر المتغطرس في مقالة مخائيل بيرنستام قبل اسابيع قليلة اتهم فيها مؤسسة الانوروا بدعم الارهاب!! ومعونة ومعولة لاجئين يدعون حق العودة الى ارض كان اجدادهم قد سكنوها (ولم يقل يمتلكوها) قبل قيام دولة اسرائيل, وابقاءهم لاجئين ينجبون لاجئين.
كما اشار بيرنستام في مقالته الى ان اسرائيل ليست المكان الذي له القدرة على استيعاب هذه الاعداد من المدعين حق العودة. فان ما يقال له حق العودة الى بلد (اسرائيل) صار اليوم حق عودة بلد كاملة, لكثرة اعداد اللاجئين.
لذا جاء بيرنستام ليحث على تفكيك مؤسسة الانوروا التي لا ينم دعمها ومعونتها لهؤلاء اللاجئين اللذين اضاعوا ماضيهم ومستقبلهم في انتظار اليوم الذي يعودون فيه الى ديار اجدادهم وفي كثير من الحالات الى ديارهم لا ينمي دعمها اياهم الا عن مزيد من اللاجئين الذي لا أمل لهم في العودة. كلمات قيلت اختبأت ما بين سطور مقالة بيرنستام. واشار ايضا الى ان اتمام صفقة سلام حقيقية وعادلة تكون بتفكيك الاونوروا المعينة للارهاب العالمي. بكلمات اخرى الغاء حق العودة وتقرير مصير اللاجئين الفلسطينيين بقبرهم في خيمهم الرثة ومخيماتهم المتسخة او الغائهم من الوجود الى الابد.
ان استهداف الاونوروا الذي برز في مقالة بيرنستام تعكس انتشار الافكار اليمينية الاسرائيلية المتطرفة ومدى تفشيها وانه على حد قول فيسك ليس بالامر الجديد افلا نتذكر استهداف مواقع تابهة للانوروا في العداون الذي شنته القوات الاسرائيلية الغاضبة على قطاع غزة عام 2008/2009. فالامر الذي يضرب ناقوس الخطر من مدى جدية هذا الحديث الذي لم يقتصر على الكلمات سابقا فما عساه يفعل الان اذا.