الشيخ والدكتور شريف أبوهاني:
قناة الجزيرة منذ إنشائها إلى اليوم, قامت وتقوم بدور إعلامي رائع افتقدناه لعقود من الزمن
الجزيرة جاءت لتقلب الطاولة بكلّ قوّة ولتعرض على شاشتها كلّ ما كنّا نتمنّى أن نشاهده ونحلم به
قناة الجزيرة جاءت في زمن تربّعت فيه قنوات ( المديح والتسبيح بحمد الحاكم العربي ) على عرش الفضاء الإعلامي
الجزيرة كانت وما زالت ناطقة باسم كلّ الأحرار والشرفاء والفقراء والمظلومين, رفعت راية كلّ القضايا العربية بكلّ قوّة
أنا لا أبالغ هنا حين أقول إن شعوبنا العربيّة والإسلامية اليوم مدينون لقناة الجزيرة بأرواحهم, فهي القناة التي صدّرت الثورات العربية وبثّتها على الهواء مباشرة
قناة الجزيرة الفضائية هي قناة لها ما لها وعليها ما عليها, إلا أنه من الإجحاف والعقوق, خاصّة في هذه الأيام, عدم إنصاف هذه القناة ... قناة الجزيرة منذ إنشائها إلى اليوم, قامت وتقوم بدور إعلامي رائع افتقدناه لعقود من الزمن ... قناة الجزيرة جاءت في زمن تربّعت فيه قنوات ( المديح والتسبيح بحمد الحاكم العربي ) على عرش الفضاء الإعلامي, حتى كنّا – للأسف – إذا أردنا أن نتابع أخبار العرب والمسلمين, يمّمنا وجوهنا تجاه المحطّات الإسرائيلية, علّنا نجد شيئا من المصداقية !!!.
التعتيم الإعلامي
في هذه الفترة التي سادها التعتيم الإعلامي في ( قرية الكرة الأرضية ) خاصة على كل ما يتعلّق بقضايانا العربية والإسلامية, جاءت قناة الجزيرة لتقلب الطاولة بكلّ قوّة, ولتعرض على شاشتها كلّ ما كنّا نتمنّى أن نشاهده ونحلم به.
وضعت الأصبع على موضع الألم
قناة الجزيرة بكلّ طاقمها ومراسليها, قامت بدور غير مسبوق على مستوى الأمّة العربية والإسلامية, كشفت المستور ورسمت النقاط على الحروف, ووضعت الأصبع على موضع الألم ... كانت – في الحقيقة – قويّة جريئة نظيفة محترمة, تقول كلمة الحق بكلّ عنفوان, لا تنافق لأيّ حاكم عربيّ, ولا تخاف من أيّ طاغوت أجنبي, كانت وما زالت ناطقة باسم كلّ الأحرار والشرفاء والفقراء والمظلومين, رفعت راية كلّ القضايا العربية بكلّ قوّة, حتى غدت قناة الشعوب العربية والإسلامية بلا منافس. هنا أيضا يجب أن نذكر برامج الجزيرة القويّة الرائعة, كيف يمكن أن يتغاضى عربيّ أو مسلم عن برامج صنعَت الوعي العربي والإسلامي المعاصر؟!! برنامج الاتجاه المعاكس وبطله فيصل القاسم, برنامج لقاء مفتوح وبطله غسان بن جدّو, برنامج بلا حدود وبطله أحمد منصور, برنامج الشريعة والحياة وبطله عثمان عثمان, وغيرها الكثير الكثير.
الثورة العربية الكبرى
قناة الجزيرة قدّمت الكثير من الشهداء وهي تغطّي أحداث العالم العربيّ والإسلامي بكلّ جرأة, آخر هؤلاء كان شهيد الجزيرة ومصوّرها علي حسن الجابر, الذي استشهد وهو يصوّب عدسة كاميرته لتصوير مجازر حاكم عربيّ لشعبه, ليس لذنب اقترفوه, فقط لأنهم قالوا له : ( لا نريدك حاكما لنا ) !!!. اليوم وعالمنا العربيّ يعيش ( الثورة العربية الكبرى ) تأتي قناة الجزيرة لتضيف إلى رصيدها الكبير قوّة وعظمة وعنفوانا جديدا, أنا لا أبالغ هنا حين أقول: إن شعوبنا العربيّة والإسلامية اليوم مدينون لقناة الجزيرة بأرواحهم, فهي القناة التي صدّرت الثورات العربية وبثّتها على الهواء مباشرة, نقلت لقارّات الدنيا السبع أحداث الثورة أولا بأوّل, في تونس ثمّ في مصر ثم ليبيا واليمن والبحرين .... هي هي التي اقتحمت ميدان تونس ونقلت نار ( بوعزيزها ) إلى القلوب الغاضبة في كلّ عواصم العرب والمسلمين, ثم ( تسلّلت ) إلى ميدان التحرير في قاهرة المعزّ لتكون الناطق الرسمي باسم الثوّار هناك, وها هي ( تلملمُ ) حبالها صوب ليبيا, تُشغّل ( كاميرتها ) العظيمة في طرابلس وبنغازي وسيرت وطبرق, وسط النار والدم, تنقل على الهواء مباشرة صراع شعب ليبيا العظيم مع طاغوتها الصغير ( القذافي ).
أخيرا أجد لزاما عليّ أن أختم بعدة ملاحظات:
الأولى: هنا أنا لست من المادحين الذين ينافقون بلا ثمن, أردت أن أتكلّم بالحقيقة – في وجهة نظري – كما نراها من غير زيادة ولا نقصان.
الثانية: هي نصيحة لبعض الصحافيين المحترمين, الذين كانوا لفترة طويلة, يشكّكون بنزاهة الجزيرة, بل يخوّنونها ويتهمونها, يدفعهم عقدة ( الشعور بالمؤامرة ) التي تلاحق للأسف – كثيرا من كُتابنا العرب والمسلمين... أنصح هؤلاء أن يكونوا منصفين مع قرّائهم ومستمعيهم, وأن يقولوها بلا تردّد, بأنهم يعتذرون لقناة الجزيرة.
الثالثة: نيابة عنّي وعن الملايين من الأحرار والشرفاء, ومن جنبات المسجد الأقصى المبارك, وأكناف بيت المقدس, أرفع أسمى التحيّات إلى قناة الجزيرة الفضائيّة, بكل طواقمها وإعلامييها وصحافييها ومراسليها ومكاتبها, إلى الأمام يا قناة الشعوب العربية, إلى الأمام أيتها الناطقة باسم الثورات العربية, إلى الأمام أيتها القناة التي نجحت أن تفرحني وتبكيني في آن واحد !!!!!!
ألف تحيّة إلى الشاعر الكبير أحمد مطر وهو يصوّب كلماته الحرّة تجاه صدور حكّام العرب الظالمين ويقول:
قلت للحاكم: هل أنت الذي أنجبتنا؟
قال : لا.. لست أنا!
قلت: هل صيّرك الله إلها فوقنا؟
قال: حاشا ربنا!
قلت: هل نحن طلبنا منك أن تحكمنا؟
قال : كلا!
قلت: هل كانت لنا عشرة أوطان
وفيها وطن مستعمل زاد عن حاجتنا
فوهبنا لك هذا الوطن؟
قال: لم يحدث... ولا احسب هذا ممكنا!
قلت: هل أقرضتنا شيئا
على أن تخسف الأرض بنا
إن لم نسدد ديننا؟
قال: كلا!
قلت: ما دمت إذن لست إلها
أو أبا
أو حاكما منتخبا
أو مالكا
أو دائنا
فلماذا لمتزل يا ابن الكذا تركبنا؟
...... وأنتهي الحلم هنا!
أيقظتني طرقات فوقبابي:
إفتح الباب لنا يا أبن الزنا!
إفتح الباب لنا!
إن في بيتك حلما خائنا!