حسن راضي:
يتغذى هذا المشروع الذي كشف عن حقيقته بأدلة دامغة و وثائق مثبتة في معظم الدول المنطقة، خاصة في العراق واليمن و لبنان والبحرين
دعم دول الخليج العربي للمقاومة الأحوازية سيضمن أهداف كبرى لأمن وإستقرار دول الخليج العربي وأهمها نقل المعركة والصراع إلى الضفة الشرقية من الخليج العربي
تواجه دول الخليج العربي تحديا أمنيا واضحا, لا يحتاج إلى التتبع و الدراسات و البحوث لكشف ماهيته و مصدره و خطورته على الدول الخليج العربي وأمنها وإستقرارها وحدتها. و أصبحت أدوات هذا التحدي معروفة ومكشوفة للجميع, حيث العزف على وتر الطائفية و الإدعاء الفارغ بمناصرة المظلومين و المضطهدين, يشكل العمود الفقري للمشروع الفارسي في المنطقة وتدخلها الغير مقبول. هذا المشروع التوسعي القديم المتجدد بأساليب و أدوات مختلفة, جوهره وهدفه واحد، لا يتغيير مهما تغيرت الأنظمة وشعاراتها التي تتناسب و ظروف المنطقة وتطوراتها.
غذاء المشروع
يتغذى هذا المشروع الذي كشف عن حقيقته بأدلة دامغة و وثائق مثبتة في معظم الدول المنطقة، خاصة في العراق و اليمن ولبنان والبحرين, يتغذى من خلال سكوت الدول العربية وخاصة الخليجية وعدم إتخاذ الخطوات العملية الجرئية التي من شأنها أن تضع حدا للتدخل الإيراني الذي يتغلغل بأساليب وأدوات مختلفة وتحت غطاء ومشاريع تجارية و صحية و تعليمية وخدماتية إنسانية وإدارية التي تعمل في دول الخليج العربي. عدم إتخاذ تدابير وخطوات عملية من قبل دول الخليج العربي, والتي تأتي في إطار الدفاع عن النفس لمواجهة المشروع الفارسي, جعل النظام الإيراني يتصرف بوقاحة من خلال إعتراضه على الإجراءات الأمنية الداخلية لدول الخليج العربي للحفاظ على أمنها وإستقرارها.
خطر يداهم دول الخليج العربي
المشروع الفارسي الذي أضحى خطرا داهما وواقعا على الدول الخليج العربي, لم يكتفي في إحتلال الأراضي العربية في القرن الماضي في الضفة الشرقية للخليج العربي والجزر الخليجية و ضمها إلى الخارطة الإيرانية, بل الأمر تعدى تلك الخطوات و لن يتوقف عند حد معين. والأخطر بهذا المشروع التوسعي, الإدعاءات الإيرانية بملكية و أحقية وجودها في بعض دول الخليج العربي مثل إدعاءاتها بالكويت والبحرين و دولة الإمارات العربية المتحدة.
وصلت اليد الفارسية وتوغلت في عمق الضفة الغربية للخليج العربي, بعد ما أحتلت الدولة الفارسية عام 1925 إمارات الأحواز العربية المطلة على الضفة الشرقية للخليج العربي. و بهذا أصبح أمن الخليج العربي في الضفة الغربية, مهددا و معرضا للمزيد من التغلغل والإحتلالات مثل ما حصل لجزر الإمارات العربية المتحدة الثلاث عام 1971.
سياسات التطهير
إذا تبرر الدولة الفارسية أحيانا, تدخلها في شؤون دول الخليج العربي, تحت يافطة الدفاع عن الطائفة الشيعية وهم مواطنون أصليون لتلك اللبدان وليس مواطنين إيرانيين ولم يسكنوا في اراضي إيرانية محتلة من قبل دول الخليج العربي. فيا ترى ما الذي يمنع دول الخليج العربي لإتخاذ خطوات عملية للدفاع عن الأحواز المحتلة التي يتعرض الشعب العربي هناك إلى الظلم والإضطهاد و الممارسات البشعة التي لا يمكن وصفها إلا بسياسات التطهير العرقي بحق الإنسان الذي لا ذنب له إلا تمسكه بثقافته وتاريخه وأرضه العربية وعدم إستسلامه للسياسات الإيرانية التي تريده أن يخضع للامر الواقع و يتنازل عن حقوقه الإنسانية في الحياة الحرة الكريمة.
التأخر بالرد على التدخلات الإيرانية
تأخرت الدول العربية والخليجة منها, بالرد على التدخلات الإيرانية بشؤونهم الداخلية الرامية إلى زعزعة الأمن والإستقرار في إطار مشروعها التوسعي الذي بات مكشوفا للجميع. طبيعة التركيبة السكانية والسياسية الإيرانية التي تتشكل من فسيفسات عرقية وطائفية مختلفة ومتناحرة, جعلت من إيران بيت من زجاج, يتهشم بأول ضربة توجه له من خلال دعم الشعوب الغير فارسية, التي أحتلت دولة فارس أراضيهم و صادرت حقوقهم و هي تشكل ما يقارب السبعين بالمئة من سكان جغرافية إيران. وتناضل تلك الشعوب من أجل الوصول إلى حقها في تقرير مصيرها و من أهم تلك الشعوب في خارطة إيران السياسية , الشعب العربي الأحوازي الذي يتمتع بموقع إستراتيجي اذا ما لقى الدعم من العرب وحصل على إستقلاله ستكون الدول الخليج العربي في مأمن من الشر و الخطر الإيراني.
الجدير بالذكر و الإهتمام, مساندة الشعب العربي الأحوازي, و دعم نضاله التحرري و كفاحه الوطني بكل الوسائل المتاحة لنيل إستقلاله من الإستعمار الأجنبي ( الإيراني) خاصة من قبل الأشقاء العرب لا يدخل في إطار التدخل بالشوؤن الداخلية الإيرانية فحسب, بل إنه يعتبر أمرا واجبا عربيا وإنسانيا حسب ميثاق الأمم المتحدة و قراراتها في دعم حركات التحرر الوطني من أجل التخلص من الإحتلال الأجنبي ( وفق قرار الجمعية العامة رقم (3070) لعام 1973 في البند الثاني والثالث).
المقاومة الأحوازية
دعم دول الخليج العربي للمقاومة الأحوازية سيضمن أهداف كبرى لأمن و إستقرار دول الخليج العربي و أهمها نقل المعركة والصراع إلى الضفة الشرقية من الخليج العربي. و الهدف الأهم في حال دعم نضال الشعب العربي في الأحواز هو التخلص من الخطر والتدخل الإيراني إلى الأبد بإستقلال الأحواز حيث يشكل جدار و حزام أمني ثلاثي الأبعاد لدول الخليج العربي, الجدار والفاصل الأول, هو جبال زاجروس الشاهقة والواسعة التي هي الفاصل الطبيعي بين أراضي العرب وأراضي الفرس. والفاصل الثاني هو الجدار البشري بملايينه العشرة المتواجد على أرض الأحواز الذي بدءا ومنذ فترات طويلة يخطوا خطوات نوعية و يقطع الخيط الوحيد الذي ربطه بالدولة الفارسية بغفلة من الزمان و بها أصبح الشعب العربي الأحوازي, شعب عربي و خليجي بكل المواصفات التاريخية والثقافية و حتى المذهبية بعد الخطوات التصحيحية في نهجه العقائدي خاصة عند الشباب الواعي. والفاصل الطبيعي الثالث هو الفاصل المائي بعد ما يكون الخليج العربي بضفتيه الغربية والشرقية تحت سيطرة أهله و سكانه الأصليين.