تم إعادة ترميم الكنيسة التي تعرضت للحرق عدة مرات خلال 50 عاما
المطران سهيل دواني يدشن الكنيسة بحضور رؤساء كنائس عديدة والقنصلين الريطاني والأمريكي، بالإضافة إلى ممثلين من السلطة والوطنية الفلسطينية
المطران دواني: أريد أن تكون هذه الكنيسة مركزا للخدمات الاجتماعية وللمسكونة ولتعايش الأديان
تم الانتهاء من بناء الكنيسة في عام 1874 ، وتعرضت للغلق اثر التهجير الذي شهدته القدس الغربية في عام 1948
دشنت الكنيسة الأسقفية في القدس والشرق الأوسط كنيسة مار بولس في القدس الغربية والتي تم إغلاقها في عام 1948 وذلك اثر التهجير الذي قامت به جيوش "الهجانا" في القدس الغربية في عام النكبة العربية الفلسطينية، والذي تسبب بإغلاق كنيسة مار بولس، والتي تعرض للحرق وللاعتداء عدة مرات طيلة عشرات السنين التي كانت فيها مغلقة.
وقد قامت مطرانية القدس والشرق الأوسط وعلى رأسها سيادة المطران سهيل دواني ضمن مشروع إعادة فتح المقدسات التي تم غلقها ، قاموا بترميم هذه الكنيسة وبافتتاحها من جديد، لتكن الكنيسة الأولى التي يتم افتتاحها ضمن سلسلة من الكنائس الأخرى التي سيتم افتتاحها في وقت لاحق.
وحضر الاحتفال الافتتاحي العديد من الشخصيات الدينية والاجتماعية في البلاد، وكان من ابرز تلك الشخصيات سيادة المطران سهيل دواني راعي الكنيسة الاسقفية في القدس والشرق الأوسط، وسيادة المطران منيب يونان راعي الكنيسة اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة ورئيس الاتحاد اللوثري العالمي، وسيادة البطريرك ثيوفيلوس الثالث بطريرك الروم الأرثوذكس في الأراضي المقدسة، وسيادة المطران كمال بطحيش ممثلا عن سيادة البطريرك فؤاد طوال، بطريرك اللاتين في الأراضي المقدسة.
كما وحضر الاحتفال كل من القنصل العام البريطاني سير فينسنت فين، والقنصل العام الأمريكي دانيل روبنشتاين، وعدد من الممثلين عن السلطة والوطنية الفلسطينية، بالإضافة إلى عدد كبير من القساوسة ورجال دين من مختلف الطوائف والديانات.
وأكد المطران سهيل دواني في وعظته في القداس الذي أقيم في الكنيسة، انه يريد أن تكون هذه الكنيسة مركزا للخدمات والمصالحة، ومركزا للمسكونية والتسامح والتعايش ما بين الاديان".
نبذة تاريخية عن كنيسة القديس بولس
في عام 1857 رغبت الرعية العربية لطائفة البروتستانت في القدس أن يكون لها مبنى مستقل للعبادة بدلا من العبادة في كنيسة المسيح التابعة لجمعية لندن في القرب من باب الخليل في القدس. وبالفعل، بدأت الرعية في جمع التبرعات لبناء الكنيسة الجديدة. وكان من أبرز التبرعات سخاء السيد موسى طنوس، ابن الرعية، الذي قام بالتبرع بقطعة الأرض التي بنيت عليها كنيسة القديس بولس. وكان عدد أفراد الرعية في ذلك الوقت 91 شخصاَ.
وبالفعل، تم الانتهاء من بناء الكنيسة في العام 1874 حيث قام المطران صموئيل جوبات بتدشينها بتاريخ 29 تشرين الثاني من نفس العام. وفي ذلك العام كان عدد أفراد الطائفة 136، وقد تعيين الشماس خليل جمل كأول راعي مسئول عن الكنيسة الجديدة تحت إشراف القس جون زلر. وفي العام 1877 استلم رعاية كنيسة مار بولس القس ميخائيل قعوار وهي السنة التي شهدت تأسيس أول عمدة وطنية تجتمع بانتظام مع راعيها. وفي عام 1885 خلف القس ميخائيل قعوار في رعاية جماعة القدس الفلسطينيين العرب القس ناصر عودة الذي استمرت خدمته في كنيسة القديس بولس لأربع سنوات. واستمرت الكنيسة في النمو بالعدد والخدمة خلال العقود القليلة التالية.
تهجير أكثر من سبعين عائلة من كنيسة مار بولس
ولكن يوم النكبة والاحتلال في عام 1948 أصبح يوماَ مشئوما في تاريخ الكنيسة المحلية في القدس كحال سائر فلسطين. كان القس نجيب قبعين، الذي أصبح أول أسقف محلي في مطرانية القدس لكنيسة إنجلترا، راعياَ للجماعة. وفي ذلك العام تهجّر أكثر من سبعين عائلة من كنيسة مار بولس (كونها في القدس الغربية) واضطرت لترك بيوتها في القدس واللجوء إلى مختلف مدن الأردن ولبنان والدول المجاورة.
ومنذ ذلك الوقت بقيت الكنيسة مغلقة، رغم العديد من المحاولات لإعادة استخدامها كبيت عبادة وصلاة ولكن كل المحاولات باءت بالفشل. ومنذ عام 1948 تعرضت كنيسة مار بولس إلى عدة محاولات تخريبية لإحراق الكنيسة من قبل متطرفين يهود، حيث تضررت الكنيسة من الداخل بفعل تلك الحرائق التي ما يزال أثرها موجد حتى اليوم. ومنذ اليوم المنكوب تقوم الجماعة العربية في القدس بالصلاة في كثدرائية القديس جورج في القدس الواقعة على شارع نابلس في القدس الشرقية.
تدشين الكنيسة
وبعد مرور خمسون عاماَ على إغلاق كنيسة مار بولس بدأ سيادة المطران سهيل دواني، آنذاك راعي الرعية العربية في كثدرائية القديس جورج، بترميم سقف الكنيسة واستمر العمل بشكل متقطع نحو ثلاث عشرة سنة. واليوم يقوم سيادة المطران سهيل دواني بإعادة تدشين الكنيسة وبذلك يتحقق حلم آباءنا وأمهاتنا، أبناءنا وبناتنا من أفراد الرعية في إحياء هذا الصرح الديني والتاريخي. في هذا اليوم التاريخي في حياة رعيتنا، بل وأيضاَ في حياة مطرانيتنا، يتجدد الأمل والرجاء في ترسيخ جذورنا في هذه الأرض موطئ قدمي الله القدير وبالذات في هذه المدينة المقدسة، مدينة القيامة والسلام.